نقدم لكم عبر "مسلسلات برو" نص رسالة أرسلها جندي اسرائيلي سابق للفنان الفلسطيني محمد عساف، الفائز بلقب "اراب آيدول"، يدعوه فيها للحب والعيش بسلام ويقول له: قد يدور ببالك "هؤلاء الناس لا يريدون السلام معنا". صحيح بأن معظم الاسرائيليين يرون بأنه من الصعب وجود حل، ليس لأننا ضد الحل. ولكن لأن أحد رؤساء وزرائنا السابقين قال لنا "لا يوجد شريك للسلام". ولكننا في أعماقنا نتمنى بأن تكون هذه الجملة خاطئة. القادة تسببوا بخيبة أمل لعدم مقدرتهم على اتخاذ قرارات شجاعة وخطوات مصالحة مع العرب. وصوتك يمكن أن يكون أكثر وضوحاً وأعلى صوتاً من أصواتهم. لقد لامست قلوب وأرواح أكثر من 160 مليون شخص. وصوتك الجميل يمكنه ارسال رسالة حتى للإسرائيليين بطريقة لا يمكن لأي سياسي أن يفعلها. وهذا هو نص الرسالة التي ترجمناها لكم في موقع "مسلسلات برو":

الجندي الإسرائيلي
"ناتام أودنهايمر"

عزيزي محمد عساف الفائز بلقب أراب آيدول من غزة، قد تتعجب لماذا أنا، شاب اسرائيلي، أكتب لك رسالة..

قد تعتقد بأننا لسنا متشابهين. هذا صحيح. فقد نشأنا على مسافة ساعة بعيداً عن بعضنا ولكننا عشنا سنوات جميلة بجانب بعضنا: أنت في مدينة غزة وأنا في القدس. في العديد من مفترقات الطرق اتخذنا طرقاً مختلفة. عندما كنت انت في العشرين من عمرك، كنت تغني في حفلات الزفاف بينما كنت أنا أخدم في جيش الدفاع الاسرائيلي. وعلى الرغم من ذلك فلدينا العديد من القواسم المشتركة: فنحن الاثنان شباب وقد رأينا الكثير من الدماء كما أننا نحن الاثنان نطلق على هذا الجزء من الأرض "الوطن".

أنت أكثر شاب فلسطيني محبوب هذه الأيام. عندما قمت بالغناء في نهائي أراب آيدول سحرت العرب وغير العرب حول العالم. أردت أن أكتب لك لأنك بالنسبة للناس في رام الله وخانيونس أنت لست فقط ساحراً بل أنت مصدر للأمل، وهو سلعة نادرة لنا جميعاً والذين نعيش بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

أردت أن أكتب لك لأن الناس عندما ينظرون لك لا يشاهدون رجلاً شاباً وسيماً فحسب، لكنهم يشاهدون امكانيات جديدة والهام لتحقيق الهدف الذي كان يبدو بعيد المنال بالنسبة لنا جميعاً.

ربما تتساءل في داخلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟"

لديك كل الأسباب في العالم لتكون متشائماً. وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يحاول الآن جمع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني للجلوس سوياً واستئناف المفاوضات. ولكن أنت وأنا نعلم بأن الجميع في الوطن يدير وجهه كلما ذكر شخص ما كلمة السلام. من يستطيع أن يلومهم؟ مراراً وتكراراً تسبب قادتنا بخيبة أمل لنا وذلك بسبب عدم مقدرتهم على اتخاذ قرارات شجاعة واتخاذ خطوات تجاه المصالحة.

يمكن لصوتك ان يحكي قصة جديدة

لكن صوتك يمكن أن يكون أكثر وضوحاً وأعلى صوتاً من أصواتهم. التاريخ مليء بالاجراءات غير التقليدية التي أحدثت تغييراً. لقد لامست قلوب وأرواح أكثر من 160 مليون شخص. وان كان صحيحاً فان 7 ملايين اسرائيلي لا يعتبرون مناسبين ليكونوا ضمن قائمة معجبيك، الا أننا لا نختلف كثيراً. عندما تكون الموسيقى عميقة، لا يبالي أي شخص، وصوتك الجميل يمكنه ارسال رسالة بطريقة لا يمكن لأي سياسي أن يفعلها.

قد يدور ببالك "هؤلاء الناس لا يريدون السلام معنا". ولكن اعلم أنه صحيح بأن معظم الاسرائيليين يرون بأنه من الصعب وجود حل يلوح في الأفق، ليس لأننا ضد الحل. ولكن بسبب أن أحد رؤساء وزرائنا السابقين قال لنا "لا يوجد شريك للسلام". وبغض النظر عن كون العبارة صحيحة أو خاطئة الا أن العديد منا لا يزال يؤمن بها. ولكننا في أعماقنا، وحتى المتشائمون بيننا، يتمنون بأن تكون خاطئة.

جاء في كتابنا العبري المقدس: "جار قريب خير من صديق بعيد". يمكن أن يعشقك العالم كله ويتعاطف معك، لكننا نحن من أنت عالق معهم وبالعكس. لذا يرجى مخاطبتنا نحن أيضاً، فيمكنك أن تكون محبوبنا نحن أيضاً.

أنت تبلغ 23 عاماً وأنا سأصبح 25 عاماً بعد أسبوعين. نحن لازلنا شباباً، لكننا لم نعد أطفالاً أبداً. عندما كنت أنا بعمر 15 سنة قرأت في كتاب أمريكي بأنه "الرجل غير الناضج هو من يموت لأجل قضية نبيلة، بينما الرجل الناضج هو من يعيش متواضعاً لشخص ما". والآن وبعد عقد من الزمان لازال للفكرة صدى في داخلي وليس فقط كجملة بليغة في احدى الروايات. لقد كنت جندياً مقاتلاً وأنا أعلم كيف يبدو بأن تكون جاهزاً لوهب حياتك من أجل شيء ما. لذا فأنا أفضل اليوم العيش على هذه الأرض بجوارك بدلاً من الموت وترك غيري يعيش عليها لوحده.

انظر إلي لأنه ليس لديك خيار آخر كما أنه ليس لدي خيار. نحن عالقون سوياً، ولن نذهب لأي مكان. لكننا لسنا بحاجة لان نكون بذلك السوء.

صوتك جميل، يمكنه الوصول للشباب الفلسطينيين والعرب في كافة أنحاء العالم، كما يمكنه أن يصلنا نحن أيضاً. يمكن لصوتك ان يحكي قصة جديدة لا تنتهي بعبارة "لا يوجد شريك للسلام". وهي قصة تدعو للحياة حتى لو لم تشمل الحب. يمكنني كتابة تلك القصة لكن يتوجب عليك أن تغنيها.

مبروك أو كما نقولها بالعبرية "مازال توف".