إذا كنت من محبي الفلك فلا تفوِّت مراقبة المذنّب المذهل الذي يحمل اسم C / 2022 E3 ZTF أو نستطيع تسميته اختصاراً باسم المذنَّب E3. سيكون E3 مرئياً قريباً في المناطق الخالية من التلوث الضوئي وتستطيع رؤيته بوضوح دون الحاجة إلى المنظار أو التلسكوب.
موعد مرور المذنب E3
يتوقع العلماء أن المذنّب سيكون مرئياً يوم 1 - 2 فبراير/شباط المقبل، إذ يستطيع المراقبون مشاهدته بالعين المجردة. لكن لسوء الحظ يرجح العلماء أننا لن نشاهد بالعين المجردة ذيل المذنَّب الضبابي؛ إذ سيكون أشبه بلطخة بيضاء في السماء، إذ شبهه البعض بكرة ثلجية ساطعة وشبَّهه آخرون بلطخة من الطباشير على سبورة سوداء. سيطير المذنَّب عالياً فوق السماء الشمالية، ويتميز بسرعته الكبيرة كونه ينجرف خلف Polaris "نجم الشمال".
تطوُّر المذنَّب منذ ديسمبر/كانون الأول
يراقب علماء الفلك هذا المذنّب باهتمام مع بداية قربه من كوكبنا، فاعتباراً من أوائل يناير/كانون الثاني 2023 بدأ ذيله الطويل المكون من الأيونات والغبار بالظهور للمراقبين عبر التلسكوبات. مع ذلك، لا يزال حجم المذنب صغيراً نسبياً في السماء ولم يقترب ويلمع بعد بشكل نستطيع معه رؤيته بالعين المجردة.
اعتباراً من أوائل ديسمبر/كانون الأول، كان هذا المذنّب البديع ظاهراً للمراقبين في نصف الكرة الشمالي، إذ كانوا يستطيعون رصده في الساعات التي تسبق الفجر؛ إذ يبدو لهم من خلال التلسكوبات وكأنه لطخة صغيرة الحجم وكان يظهر بالقرب من الحدود بين كوكبة Serpens وكوكبة كورونا بورياليس.
ومع مرور الوقت خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، بدأ المذنّب في التطور والنمو بشكل أكثر إثارة؛ إذ أظهرت الصور ذيله الأيوني الذي كان قصيراً ولكن واضحاً بذات الوقت، ويبدو وكأنه خدش خافت باللون الرمادي والأزرق خلف رأس المذنّب. وبحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول، أظهرت الصور التي تم التقاطها من خلال التلسكوبات أن ذيل المذنّب الأيوني بدأ في الإطالة والسطوع والانقسام إلى شريطين.
كان رأسه الذي يشبه المروحة يكبر أيضاً، وكان سطوع المذنّب يزداد تماشياً مع التوقعات، لدرجة أن المراقبين في الأماكن الخالية من التلوث الضوئي باتوا يستطيعون رؤيته باستخدام المناظير. وفي وقت لاحق انجرف المذنّب إلى كوكبة كورونا ثم شق طريقه ببطء عبر التاج الشمالي مع بداية العام الجديد.
يروي عالم الفلك ستيورات أتكينسون رؤيته للمذنّب قائلاً: "لقد استمتعت بأفضل مشهد لـE3 حتى الآن في وقت مبكر من صباح يوم 2 يناير/كانون الثاني، خرجت بعد الساعة الرابعة صباحاً بقليل، أعددت الكاميرا وجهاز التعقب ووجهتهما نحو المذنّب، وقضيت الساعتين التاليتين في التقاط الكثير من الصور". ويتابع: "كان المذنب ساطعاً بدرجة كافية.. عندما وصلت إلى المنزل ورتبت الكثير من صوري معاً، بدا المذنب جميلاً جداً، مع ذيل غبار قصير ولكن واسع على شكل مروحة".
ويتوقع العلماء أن المذنب سيصبح مرئياً قريباً في كل من سماء الصباح والمساء، لذا إذا كنتَ من محبي الفلك يستحق هذا المذنب أن تبحث عنه في سماء الليل المظلمة، من الممكن مشاهدته حالياً في المناظير والتلسكوبات الصغيرة. وخلال أسابيع قليلة يأمل العلماء أن يصبح المذنب ساطعاً بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة في السماء المظلمة.