شهدت العاصمةُ الأميركية واشنطن معرضا مخصَّصا للفضاء، ناقش رؤيةَ طيف واسع من العلماء والمختصّين فيما يتعلّق بتصوّراتهم لاكتشاف الفضاء، واستعمار الكواكب بحلول عام ألفين وخمسين. المختصون أزاحوا الستار خلال هذا المعرض عن عربة متنقلة لها القدرة على السير على سطح القمر واكتشافه بشكل عميق.
وقال، إريك ديكسون، مدير قسم الأبحاث في شركة لوكهيد مارتن: "ستكون هذه المركبة الفضائية هي العربة المتنقلة الأولى من نوعها التي ستسير على سطح القمر، هذا مشروع هام للشركات المعنية به، وهو هام جدا لوكالة ناسا التي هي متحمسة جدا لهذه الخدمة، ونحن أيضا متحمسون لتزويدهم بها ".
من جانبها، قالت آلينا ستيفاني باحثة في الذكاء الاصطناعي: "خطتنا هي أن تكون هذه المركبة الطوافة التي ستسير على سطح القمر جاهزة بحلول عام 2050 ،والهدف أن تكون مستقلة وتتمتع بالسيطرة الذاتية، بحيث تكون قادرة على القيادة الذاتية، عبر رسم الخرائط واكتشاف أي صعوبات يمكن أن تعترض طريقها، وحتى الحصول على عينات من سطح القمر، وهي تخفف من الأعباء اللوجستية التي يتعرض لها رواد الفضاء ، كحاجتهم الى التزود بالأوكسجين".
وأضافت: المعرض الذي نظمته شركة لوكهيد مارتن، طرح أسئلة عديدة حول ملامح عالمنا بحلول عام 2050، و كيف يتصور العلماء الفضاء خلال ثلاثين عاما من الآن، وهل يمكن بالفعل العيش بشكل دائم هناك؟ كل هذه الأسئلة أتت الإجابات عليها عبر تقسيم ساحة المعرض، لعدد من الغرف والأجنحة، كل غرفة مخصصة لفكرة معينة، ترتبط بالفضاء وتأثيره على حياتنا في كوكب الأرض".
بدوره، نيلسون بيدريرو المختص في التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالفضاء أوضح: " نحاول الحديث عن ماهية شكل الفضاء خلال 20 إلى 28 سنة المقبلة، فبناء عليه سيتم تحديد القدرات التي يمكن تطويرها، من خلال العمل عن قرب مع وكالة ناسا، فنحن نجد أن القمر يمكن أن يكون منصة لاستكشاف المزيد فيما يخص الفضاء، وقد ننطلق منه للمريخ". وأضاف: "غرفة المدن الذكية التي خصصت لتطوير شكل المدن مستقبلا بالاعتماد على مصادر طاقة لا تنضب، وبتوظيف أوسع وأكبر للطاقة الشمسية تحديدا وعبر الفضاء من خلال تجميع أكبر كمية ممكنة من الأشعة الشمسية وبثها مجددا لتلك المدن".
وأكمل: "هنا الزراعة تبدو مختلفة أيضا، فبدلا من أن تكون أفقية كما هو معتاد ومعروف، ستكون عامودية من خلال أبنية تشبه الأبنية السكنية لكنها ستكون مخصصة للزراعة ، وهناك من يعتقد أن كل طابق من تلك الأبنية قد يخصص لزراعة محصول محدد، وطبعا هذه طريقة لاستغلال المساحات بشكل أكبر، والحصول على تحكم أوسع في الطقس والظروف المناخية التي تفرض سطوتها على المنتج الزراعي".
واختتم بالقول: "يبدو أن الأمر لا يقتصر على الزراعة بل يمتد للبناء على سطح القمر، والاستثمار اقتصاديا هناك، عبر بناء وحدات استيطانية، يمكن أن تكون بحثية وعلمية، وفي ظل كل هذا السعي نحو الفضاء، تتجلى مشكلة الخدمات اللوجستية وكيفية توفيرها والتغلب عليها، وهو ما خصص له المعرض قسما كاملا لمعالجته والدخول في تفاصيله.
إلى ذلك، قال بيني لويس ، مختص في شؤون وأبحاث الفضاء: نعمل على الاستفادة من التكنولوجيا عالية الدقة المتوفرة لدينا، عبر آليات الهندسة والحوسبة، وقدرات الذكاء الاصطناعي، والخوارزميات، للتأقلم بشكل أكبر مع الفضاء والتواجد فيه، ونجري تجاربنا الى الحد الأقصى ، ما سيسمح لنا باكتشاف الكواكب حولنا والذهاب أبعد من القمر والمريخ ، وتشكيل فهم أوسع للنظام الشمسي بأكمله". وبالطبع كل هذا العمل المستقبلي في العالم الخارجي البعيد عن الأرض، سيحتاج إلى تنظيم امني عالي الدقة وفقا للخبراء والباحثين ، والى تنسيق العمل المشترك المتعلق بضمان الامن الدفاعي عن الفضاء.