تشهد الكرة الأرضية يوم الثلاثاء 14 ربيع الأخر 1444 الموافق 8 نوفمبر/تشرين الثاني خسوف كلي للقمر هو الثاني والأخير هذا العام. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الخسوف الكلي يحدث عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض، لافتاً إلى أنه عندها سيأخذ القمر اللون النحاسي أو الأحمر الغامق عند الذروة العظمى، علماً أن اللون يعتمد على حالة الغلاف الجوي للأرض ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام أدوات رصد خاصة.
أجزاء من آسيا وأميركا الشمالية
كما أضاف في تصريحات أن أجزاء من آسيا وأميركا الشمالية ستشهد هذه الظاهرة الفلكية فيما لن تشهده السعودية والوطن العربي. وقال إن "خسوف القمر سيكون ما بين الساعة 08:02 صباحاً إلى 01:56 ظهراً بتوقيت غرينتش. وسيكون القمر في داخل ظل الأرض (مرحلة الخسوف الكلي) لمدة ساعة و25 دقيقة، في حين سيكون إجمالي مدة الكسوف الجزئي 3 ساعات و40 دقيقة".
كذلك أردف أنه "خلال هذا الخسوف سيكون القمر بعد 10 أيام من وصوله نقطه الحضيض وقبل 6 أيام من وصوله نقطه الأوج. لذلك عند ذروة الخسوف العظمى سيكون القطر الظاهري للقمر أقل بنسبة 2.5% من المتوسط". ومضى قائلاً إنه بشكل عام ستكون مراحل الخسوف في نفس التوقيت، حيث سيبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 08:02 صباحاً بتوقيت غرينتش، وعادة لا تلاحظ هذه المرحلة لأن قرص القمر سيبقى مضاء بالكامل.
الخسوف الجزئي
كما تابع أبو زاهرة أنه "بعد ذلك سيبدأ الخسوف الجزئي مع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض عند الساعة 09:09 صباحاً بتوقيت غرينتش، ويبدأ قرصه يفقد الضوء تدريجياً. وفي هذه المرحلة سيظهر شكل ظل الأرض المقوس على القمر وهي إحدى الطرق القديمة لإثبات كروية الأرض"، لافتاً: "سيتبع ذلك بداية الخسوف الكلي مع دخول كامل قرص القمر في ظل الأرض عند الساعة 10:16 صباحاً بتوقيت غرينتش".
كذلك شدد على أن مرحلة الخسوف الكلي تعتبر هامة بسبب تأثير الغلاف الجوي للأرض في تشكيلها. وقال: "لو أنه لا يوجد غلاف جوي حول الكرة الأرضية، فإن القمر في مرحلة الخسوف الكلي سوف يكون أسود تماماً. إلا أنه يتحول للون الأحمر وذلك بسبب أن أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إليه. لكن قبل ذلك عليها المرور من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق ويبقى الطيفان الأحمر والبرتقالي القاتم" مردفاً أن "الغلاف الجوي للأرض يجعل كمية من ضوء الشمس تنحني وتصل إلى القمر وتجعله مضيئاً".
وأبان أن القمر يمكن أن يأخذ اللون الأحمر الغامق إلى البرتقالي البراق والأصفر أثناء الخسوف الكلي، وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي للأرض. وأوضح أنه "خلال الدقائق الأولى لبداية خسوف القمر الكلي يمكن رصد ظهور لون أخضر مزرق على إحدى حوافه. والسبب في ذلك أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر ويمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر. وسيتكرر ذلك في الدقائق الأولى بعد نهاية الخسوف الكلي أيضاً".
يعتبر مركزياً
كما قال إن ذروة الخسوف الكلي العظمى ستصل عند الساعة 10:59 صباحاً بتوقيت غرينتش، كاشفاً أن هذا الخسوف الكلي يعتبر مركزياً، مما يعني أن قرص القمر يمر فعلياً عبر محور ظل الأرض، وأثناء الخسوف سيكون القمر في اتجاه كوكبة الحمل. وأضاف أنه بعد ذلك سيصل القمر لحظة البدر المكتمل عند الساعة 11:02 صباحاً بتوقيت غرينتش، وسيكون قد أكمل نصف مدارة حول الأرض هذا الشهر.
كذلك واصل قائلاً إن مرحلة الخسوف الكلي ستنتهي عند الساعة 11:41 صباحاً بتوقيت غرينتش مع بداية خروج القمر من ظل الأرض وتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي التي ستنتهي عند الساعة 12:49 ظهراً بتوقيت غرينتش، وتعود كامل إضاءة القمر وينتهي الحدث الرئيسي، مستطرداً: "إلا أن القمر سيكون لا يزال موجوداً في منطقة شبة ظل الأرض وسوف يغادرها عند الساعة 01:56 ظهراً بتوقيت غرينتش.
قياس لون وسطوع ظل الأرض
وأشار أبو زاهرة إلى أن خسوف القمر الكلي سيتيح الفرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض وبالتالي محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقة الستراتوسفير، وهذا مهم علمياً لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض بناء على لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رصدت حديثاً.
كما أوضح: "فإذا كان الخسوف مظلم فهو علامة على الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير - وهي جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب. وإذا كان الخسوف ساطعاً فهي علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، فطبقة الستراتوسفير الصافية تتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب أسفلها".