يستعد الراصدون في المملكة لوصول زخة شهب البرشاويات لذروة نشاطها من منتصف ليل الجمعة 12 أغسطس/آب وخلال الساعات قبل شروق شمس السبت 13 أغسطس/آب في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة بسماء الوطن العربي.
أوضح ذلك رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة مبينا أن شهب البرشاويات تقدم عرضاً رائعاً في سماء الليل كل عام، ولكن هذه السنة ليست من السنوات المثالية حيث سيكون القمر موجوداً في السماء ومُضاء بالكامل تقريباً ما سيتسبب في طمس معظم الشهب باستثناء الساطعة منها وهناك فرصة لرؤية مابين 10 إلى 20 شهابا بالساعة ما بعد منتصف الليل إلا أن عدد الشهب الحقيقي المشاهد متروك للرصد الميداني.
وقال إنه يتوقع أن تصل البرشاويات ذروتها عند حوالي الساعة 04:00 فجرًا بتوقيت مكة (01:00 فجرًا بتوقيت غرينتش) حيث ستنطلق من الأفق الشمالي الشرقي عند مراقبتها من موقع مظلم قدر الإمكان (ليس من البيت)، فكلما زاد عدد النجوم التي يمكن رؤيتها، زادت إمكانية رؤية المزيد من الشهب، وبغض النظر عن الوقت يمكن رؤية البرشاويات في جميع أجزاء السماء.
وأضاف أن مشاهدة هذه الشهب أمر ممتع، ولكن يمكن أيضًا القيام بعمل بيانات علمية مفيدة من خلال حساب عدد الشهب التي ترصد في نطاق زمني محدد لا يقل عن ساعة. حيث يمكن للراصد أن يراقب السماء لمدة 10 دقائق ولا يرى أي نشاط على الإطلاق، وبعد بضع دقائق أخرى فقط، قد تظهر عدة شهب في وقت واحد تقريبًا، وحتى خارج وقت الذروة، علما بأن كل الشهب التي سترصد لن تكون من البرشاويات.
وأشار أن هناك زخات ضعيفة أخرى نشطة خلال البرشاويات بالإضافة إلى وجود العديد من الشهب العشوائية التي تحدث كل ساعة أيضًا، لذلك يؤدي فصل هذه الشهب المختلفة إلى إضافة قيمة للبيانات التي تجمع، ومن المهم أيضًا تقدير أضعف نجم يمكنك رؤيته بسهولة. وبشكل عام تنشط البرشاويات خلال الليالي من 17 إلى 24 أغسطس عندما تمر الأرض عبر الحطام من المذنب - سويفت توتال - مصدر هذه الشهب السنوية.
كما تشتهر البرشاويات بإنتاج شهب شديدة اللمعان (الكرات النارية) مثل لمعان المشتري أو الزهرة، ولا يوجد مذنب آخر ينتج مثلها كما يفعل المذنب سويفت توتال - ربما نتيجة لضخامة نواته التي يبلغ قطرها 26 كيلومترا، ويتفتت بشكل طبيعي إلى أجزاء أكبر، حيث تشير دراسة استقصائية حديثة استمرت خمس سنوات أن عدد الكرات النارية من البرشاويات أكثر من أي زخة شهب أخرى.
وتابع: سيحتاج الراصد لحوالي 40 دقيقة لتتكيف عينه مع الظلام وأن يعطي نفسه ساعة على الأقل لرؤية أحد الشهب بعد وصوله موقع الرصد، ويمكن البدء برؤية شهب البرشاويات ما بعد الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي وتزداد الشهب بعد منتصف الليل عندما تكون نقطة انطلاقها أمام كوكبة برشاوش عالية في السماء. ويجب تجنب النظر إلى أي ضوء أبيض لأن ذلك سوف يؤثر على الرؤية الليلية لذلك عند استخدام المصباح اليدوي (الكشاف) يجب أن يكون بمرشح أحمر لأن عين الإنسان أقل حساسية للضوء الأحمر وعند استخدام تطبيقات الهاتف يجب تشغيلها على الوضع الليلي ولا توجد حاجة لاستخدام معدات خاصة لرؤية الشهب فالتلسكوب والمنظار ذات مجال رؤية ضيق وتقلل فرص رؤية الشهب، وليس هناك حاجة لتحديد نقطة انطلاق الشهب فهي ستظهر من أي مكان في السماء.
وأكد أن سبب رؤيتنا للشهب في السماء يحدث بعد دخول النيازك الصغيرة بحجم الحصى في الغالب إلى أعلى الغلاف الجوي حول الأرض بسرعة عالية وتحترق على ارتفاع حوالي 70 إلى 100 كيلومتر وتظهر في صورة شريط من الضوء وفي حال عبرت الكرة الأرضية خلال تجمع نيزكي كثيف فسوف يرصد عدد مرتفع من الشهب ولكن من غير المعروف إن كان سيحدث هذا العام أو لا. فعند تعقب مسارات شهب البرشاويات ستظهر تندفع ظاهريًا من أمام نجوم برشاوش وهو سبب تسميتها بالبرشاويات، علمًا بأنه ليس هناك علاقة بين شهب البرشاويات ومجموعة نجوم برشاوش فهو مجرد انتظام في السماء من منظورنا على الأرض.
كما أن نجوم برشاوش تبعد عنا عدة سنوات ضوئية في حين أن الشهب تحترق أعلى الغلاف الجوي لكوكبنا وفي حال تمكن أحد الشهب من الوصول إلى سطح الأرض سوف يسمى حجر نيزكي ولكن القليل جدًا من الشهب تصبح أحجار نيزكية بسبب طبيعة الحطام الناتج عن المذنبات، لذلك فإن معظم الأحجار النيزكية مصدرها الكويكبات. إذا لم تتمكن من مراقبة الشهب في الوقت المحدد، فسيظل النشاط جيدًا في الليالي بعد الحد الأقصى لذروتها ولكن الشهب بعد 13 أغسطس/آب ستقدم عرضاً أضعف.