في مشهد مثير للإعجاب، يوثق المصور الباكستاني زهيب أنجم، جمال قمر متكامل، وهو يحاذي قمة أحد أبرز ناطحات السحاب الموجودة في مدينة دبي. ويعمل أنجم في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ أكثر من عقد من الزمان، حيث اشترى كاميرته الأولى في عام 2021.

ويميل إلى التركيز في صوره على العواصف، والمناظر الطبيعية، والمشاهد الليلية. ونظرًا إلى أنه يمارس التصوير منذ أكثر من 10 أعوام، قرر أنجم تجربة أشياء جديدة لم يقم بها آخرون حتى الآن. وبذلك، تخيل المصور الباكستاني لقطة يلامس فيها قمر مكتمل أحد أكثر المباني شهرة في دبي، أي برج العرب.

وبدأ أنجم بالتخطيط قبل حوالي أسبوع من يوم التصوير. وكونه يعمل عن كثب مع شركة "نيكون" في الشرق الأوسط، يستخدم أنجم معدات متطورة لأغراض الاختبار، والتي ساعدته في عملية التصوير. وكانت المهمة صعبة لمحاذاة القمر مع برج العرب. لذلك، استعان المصور الباكستاني ببعض التطبيقات التي تساعده على حساب الوقت الذي سيكون فيه القمر بالمكان الصحيح.

ونظرًا إلى أن هذه التطبيقات ليست دقيقة بنسبة 100٪، حرص بدوره على زيارة المكان المحدّد لمعرفة ما إذا كانت محاذاة القمر ستكون كما يريد في اليوم التالي. ورصد أنجم بعض اللقطات التجريبية لاكتشاف أفضل إعدادات الكاميرا التي يجب استخدامها. وتُعتبر هذه الخطوة مهمة جدًا، خاصة أن اكتمال القمر يحدث مرة واحدة في الشهر.

وفي حال فاتك اكتمال القمر، فيجب الانتظار لـ28 يومًا آخرًا حتى تجرب حظك. ولم يكن برج العرب هو الوحيد الذي وثقه المصور الباكستاني بعدسة كاميرته، بل رصد أيضًا تلامس القمر مع قمة برج خليفة وفندق "جي دبليو ماريوت". وأوضح المصور الباكستاني أن القمر يستمر في تغيير موقعه بسبب دوران الأرض حول الشمس.

وبالطبع، هناك العديد من التحديات التي قد يواجها المصور، من بينها عدم دقة محاذاة القمر أو عدم وضوح الطقس. وتتمثل إحدى المشكلات الرئيسية التي يواجها أنجم بالعثور على المكان الصحيح. وبالتالي، يحرص دومًا على التخطيط جيدًا بشكل مسبق. واستغرقت مدة التصوير حوالي 4 إلى 5 ساعات.

وقال أنجم، أثناء حديثه: "لا يهم ما إذا كان مكتملًا أو هلالًا، سواء أشاهده خلال فترة ظهوره أو اختفائه، في الصحراء أو خلال جلوسي على الشاطئ، القمر لا يفشل أبدًا في إرضائي". وفيما يتعلق بألوان القمر، فهي عادة ما تكون أقرب إلى اللون الأحمر عند ارتفاعه من الأفق. ومع استمراره في الارتفاع، يعكس مزيدًا من ضوء الشمس، ويُصبح أكثر سطوعًا بما يكفي ليكون أبيض اللون.

وكانت فكرة أنجم هي التقاط صورًا فريدة من نوعها، وقد أتت ثمار هذا المشروع عندما نشر اللقطات المتتابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وانتشرت هذه الصور بسرعة كبيرة، وتلقت استجابة واسعة من الأشخاص، إضافة إلى تساؤلهم حول بعض الإعدادات المستخدمة وغيرها.

وبسبب ردود الفعل القوية، شعر المصور الباكستاني برغبة لإجراء المزيد من هذه التجارب المماثلة. وقال: "هناك هدف واحد فقط، افعل شيئًا مختلفًا.. استمر دومًا في الاستكشاف، فهناك العديد من الفرص للجميع". ويسعى المصور الباكستاتي إلى نشر كتاب خاص به، يعتمد بشكل خاص على صور مدينة دبي، والسماح لتلك الصور بالحديث عن نفسها.