تشهد سماء الوطن العربي، اليوم الأربعاء، أقرب اقتران لكوكبين هما عطارد والمريخ على قبة السماء عند غسق المساء، حيث سيفصل بينهما أقل من 0.1 درجة بالأفق الغربي ما سيسمح لكلا الكوكبين بمشاركة نفس مجال رؤية التلسكوب. وكشفت الجمعية الفلكية بجدة، في تقرير لها، أنه يتم أولاً رصد كوكب الزهرة اللامع بعد وقت قصير من غروب الشمس، ثم بمرور الوقت سيظهر هذان الكوكبان أسفل كوكب الزهرة، ولكنهما قريبان من الأفق، حيث سيكون عطارد إلى يمين الراصد والمريخ بجواره.
بشكل عام سيكون رصد هذا الاقتران الكوكبي أسهل للقاطنين في النصف الجنوبي للكرة الأرضية مقارنة بخطوط العرض الشمالية، حيث سيبقى عطارد والمريخ فوق الأفق لفترة أطول بعد غروب الشمس عند خطوط العرض الجنوبية، ولكن على العكس من ذلك فهما يغربان بعد غروب الشمس بفترة وجيزة عند خطوط العرض الشمالية.
أما بالنسبة لخطوط العرض الوسطى الشمالية، فقد تكون هناك حاجة لاستخدام المناظير لرؤية عطارد والمريخ. وعطارد هو أكثر إشراقًا حيث يلمع بثماني مرات من المريخ، لذلك عند رؤية عطارد بالعين المجردة يتم استخدام المنظار لرؤية المريخ يعانق عطارد في نفس مجال رؤية المنظار.
علميا يقال إن كوكبين في حالة اقتران عندما يكونان شمال وجنوب أحدهما الآخر في المطلع المستقيم، والمطلع المستقيم على الكرة السماوية يعادل خط الطول على سطح الأرض، بحسب رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، الذي أضاف بالقول: "يحدث أقرب اقتران كوكبي عندما يفصل بين كوكبين أقل من 0.1 درجة = 6 دقيقة قوسية = 360 ثانية قوسية على قبة السماء، لذلك يعتبر اقتران عطارد والمريخ في اليوم هو الاقتران الأقرب الوحيد بين كوكبين لعام 2021".
وكانت آخر مرة يحدث أقرب اقتران مرئي بأقل من (0.1 درجة) بين عطارد والمريخ في 16 سبتمبر/أيلول 2017. وسوف يتكرر مرة أخرى في 23 أغسطس/آب 2032.