أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الكرة الأرضية تعرضت لعاصفة شمسية جيومغناطيسية قوية تعد الأعنف منذ بداية دورة النشاط الشمسي الخامسة والعشرين، التي بدأت في نهاية عام 2019، بعد أن وصلت في ذروتها لقوة "G3". وحول تأثير مثل هذه العواصف على الأرض، قال أستاذ علوم الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدكتور محمد غريب، إن خطورة مثل هذه العواصف تكمن في حال احتوائها على إلكترونات سالبة، التي لو أصابت قمرا اصطناعيا أو طائرة فإنها قد تسبب فقدان الاتصال بها.
وأضاف: "في بعض الحالات كانت الطائرات تسقط وعند العثور على الصندوق الأسود الخاص بها لا نجد أي سبب لسقوطها، لكن عند العودة لعلماء الأرصاد الشمسية نجد إشارة لوقوع عاصفة شمسية تسببت في إسقاط الطائرة". وحول قدرة الإنسان والعلم الحديث على الدفاع عن الأرض أو حمايتها من تأثيرات مثل هذه العواصف، أكد غريب أن "العلم الحديث لا يزال غير قادر على مواجهة مثل هذه العواصف، لكن قدرته تقتصر على إمكانية التنبؤ بها، وهذا التنبؤ قد يوفق بشكل تام وبنسبة 100 بالمئة في بعض الأحيان، أو بنسبة أقل من ذلك في أحيان أخرى".
وفيما يتعلق بمواكبة مصر للعلوم الحديثة الخاصة بدراسة الشمس وتأثيراتها على الكرة الأرضية، أوضح أن "مصر تحاول مواكبة العلم الحديث في هذا المجال لكنها لا تزال متأخرة في مجال بحوث الشمس ورصد العواصف الشمسية، التي تحتاج أجهزة دقيقة ومتطورة لا تزال غير متوفرة في البلاد في الوقت الحاضر". واختتم أستاذ علوم الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة حديثه، بالتأكيد على أن مثل هذه العواصف "تأثيراتها محدودة على الإنسان العادي ولا يجب الخوف منها".
وكان رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، الدكتور جاد القاضي، قد قال في بيان له إن العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض بدأت بقوة من الفئة (G1) ووصلت عند ذروتها إلى قوة (G3) ضربا الغلاف الجوي الأرضي، ووصلت إلى ذروتها الخميس بعد العصر بتوقيت مصر.
وكانت مصر قد ابتعدت عن نطاق التأثير المباشر للرياح الشمسية، وكان التأثير الأكبر لها على أميركا الشمالية نظرا لوقوعها تحت الرياح الشمسية المباشرة في وقت الظهر المحلي، ولولا شروق الشمس على أوروبا وأميركا في توقيت ذروة العاصفة، لتمكن سكان أوروبا الوسطى وأميركا من مشاهدة الشفق القطبي. وتم تصوير الشفق القطبي من ألبرتا بكندا. يذكر أنه يمكن للعواصف الشمسية القوية التسبب في تأثيرات على أنظمة الاتصالات والأقمار الاصطناعية وأنظمة الملاحة الفضائية وشبكات نقل الطاقة الكهربائية، وذلك بحسب ما أكدته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية.