نجحت الفنانة القديرة تيسير فهمي بذكائها وجاذبية اختياراتها المتفرّدة في أن تكون جزءاً من ثوابت الدراما الرمضانية التي يتنافس عليها كبار نجوم ونجمات الفن، وينتظرها الجمهور بشغف من عام لآخر.. اليكم حوار الموعد معها..
مثّلتِ في مسلسلك "الهاربة"، الكثير من مشاهده في الولايات المتحدة الأميركية وكذلك مسلسل "جنّة ونار" لماذا؟
العملان تتوافر لي فيهما كل عناصر
العمل الجيدة
العملان تتوافر لي فيهما كل عناصر العمل الجيدة، وأماكن التصوير في أميركا تتيح للمُشاهد رؤية مناظر جديدة لم يرها من قبل، بالنسبة لـ"الهاربة" يتناول موضوعه الذي كتبه الأستاذ مصطفى محرم مشاكل المغتربين العرب في المهجر، خاصة وأن أعدادهم بالملايين، وفي تزايد مستمر، ويكفي أن نعرف أنهم حوالي "13" مليوناً في أميركا وكندا، وحدهما، فما بالك بالملايين الأخرى من العرب في أوروبا وأستراليا.
ولكن الاتصال بينهم وبيننا حدث بالفعل، ومن خلال الفضائيات، فأصبحوا الآن يشاهدوننا، ولم يعودوا منفصلين عن بلادهم العربية ويشاهدون المسلسلات، فمن باب أولى أن يشاهدوا مشاكلهم وحياتهم وقد ارتبطت بالتالي الأجيال الجديدة منهم بوطنهم الأم، خاصة وأنهم قد بدأوا يصبحون فاقدين لغة أجدادهم العرب.
برأيك هل الدراما ممكن أن تلعب دوراً في كل ذلك؟
أكيد، ولذلك حرصت من خلال مسلسل "الهاربة" أن أشارك في ربط أجيال بأوطانها، فضلاً عن أن هؤلاء الشباب هم المستقبل ولا بدّ من ربطهم بجذورهم، ونحن لو كان لنا صوت عربي قوي في الخارج أو "لوبي" عربي لتغيّرت خارطة السياسة، وهذا كان هدفي من المسلسل في الحقيقة، فالمسألة ليست مجرّد واحدة تهرب، ولكن المسلسل ينادي بأهمية وجود "لوبي عربي"، ليكون لنا كيان عربي في الخارج، وإذا كنّا لا نستطيع أن نتوحّد كعرب داخل أوطاننا فلتتوحّد الأجيال الجديدة على الأقل في الخارج، خاصة وأن الجيل الجديد، وأنا رأيته في الخارج، لديه ميزة كبرى!
وما هي هذه الميزة؟!
ليست لديه حكاية أن هذا "قطري" وهذا "سعودي" وهذا "مصري"، بل وليست عنده حكاية أن هذا مسلم وهذا مسيحي، لا.. فالأولاد يعودون إلى بيوتهم ليقولوا لأمهاتهم وآبائهم: أنا وجدت زميلاً لي من أصل عربي مثلي، فليست عندهم في المهجر الخلافات الموجودة عندنا بين بعض البلاد العربية.
ولكن، ألا ترين أن "دويتو" الإنتاج وكتابة القصة مستمر هكذا بينك وبين زوجك المنتج أحمد أبو بكر؟!
"الدويتو" ليس موجوداً إلاّ في أربعة مسلسلات فقط، ولك أن تحسب نسبة ذلك من كمّ رصيدي في الأعمال الدرامية، فهي نسبة قليلة حتى الآن!
ألا ترين أن في ذلك حكراً أم ماذا؟!
"أحمد" بدأ ينتج عندما أعجبني مسلسل "خيال الظل"، للكاتب عاطف البكري، وإخراج يحيى العلمي، رحمه الله، وعندما أعطيت هذا المسلسل للأستاذ "العلمي" وأعجبه، تضاعف حماسي، وإلى حد أنك تستطيع أن تضربه في مليون، ومن هنا أخذنا قرار الإنتاج، ولو قرّرنا من البداية الاتجاه للإنتاج السينمائي لكنا وصلنا الآن إلى إنتاج أربعة أو خمسة أفلام.
ولكنكما توقفتما عن الإنتاج في التسعينات بعد إنتاج "خيال الظل"!
عملي معه يحمّلني أعباء إضافية وكثيرة!!
نعم، واستمر هذا التوقف الإنتاجي حتى فوجئت بـ"أحمد" وقد كتب قصة "أماكن في القلب"، وكنت أنا مستمرة طول الوقت في التمثيل ولم أتوقف، بمعنى أني كنت أشتغل في أعمال فنية من إنتاج شركات أخرى، وعندما قرأ الكاتب بشير الديك "أماكن في القلب" أعجبته جداً، وتحمّس لها المخرج نادر جلال، وتحمّسنا كلنا للقصة، وكان ذلك بعد "7" سنوات من التوقف عن الإنتاج، فعدنا للإنتاج من أجل هذه القصة.
ومؤكد النجاح الكبير لـ"أماكن في القلب" شجعكما على مواصلة العمل والإنتاج!
فعلاً، فتحمّسنا للمزيد من إنتاج الفيديو، ولكن هذا لا يلغي أنه يتم عرض أعمال عليَّ من إنتاج آخرين، وإن كان لم يُعرض عليَّ عمل في مستوى ما قدّمته خلال السنوات الثلاث الماضية من إنتاجنا، وهذا سر استمراري مع زوجي المنتج والكاتب أحمد أبو بكر في هذه الأعمال والتي تطلق عليها أنت الآن "دويتو".
هل تشعرين بالراحة في العمل مع زوجك؟!
"تقاطعني" بالعكس، فأنا الأكثر راحة لي ألاّ أعمل مع أحمد أبو بكر!
لماذا؟!
لأن عملي معه يحمّلني أعباء إضافية وكثيرة، فعندما يكون ما أمثّله من إنتاج آخرين أكون ممثلة فقط، أما عندما أكون في عمل معه فإني أكون أيضاً ممثلة، لكن إذا حدثت مشكلة في البلاتوه خلال التصوير فإني أشعر وغصباً عني بمزيد من القلق، ومؤكد هذا القلق الزائد يؤثّر عليَّ، بالإضافة إلى أني في إنتاج زوجي أضطر لقبول أشياء لا أقبلها في إنتاج آخرين، ومنها مثلاً تأخير أي شخص في الحضور إلى البلاتوه، صحيح يحاولون في إنتاج زوجي ألاّ يضايقوني فيفصلوني عن أشياء تحدث، ولكني مع ذلك أجد نفسي تلقائياً أسعى لمعرفة ما يدور، مما يزيد قلقي!