موهبتها الكبيرة كانت وراء تربعها علي عرش الأدوار النسائية في السينما المصرية وملامحها البريئة جعلتها تدخل قلوب المشاهدين بدون استئذان فالفنانة مني زكي هي آخر عنقود الموهوبين علي الشاشة الفضية والامتداد الطبيعي لنجمات أفلام الأبيض وأسود. مني زكي عاشت مؤخراً تجربة سينمائية مثيرة مع شخصية المذيعة التليفزيونية "هبة" في فيلم "إحكي ياشهرزاد" تأليف وحيد حامد وإخراج يسري نصر الله لدرجة أنها واجهت هجوماً قاسياً قبل بدء عرض الفيلم.. وتفجر مني زكي المفاجأة وتعترف أنها ضد السينما النظيفة التي كانت أحد رموزها موضحة أنها مشغولة حالياً بفيلمها القادم "أولاد العم".
كيف ترين تجربتك في فيلم إحي ياشهرزاد مع المخرج يسري نصرالله؟
أكن كل احترام لاصحاب الأقلام الحرة
طوال مشواري الفني وأنا أتمني العمل في فيلم من إخراج يسري نصر الله لأنه يمتلك عالما خاصا به يرسمه وكأنه لوحة فنية رائعة تتزين بريشة فنان مبدع لذلك فالعمل معه يكون متعة لأنه مخرج يحب الممثل ولا يترك تفصيله صغيرة تمر منه أضف إلي ذلك أن السيناريو من تأليف وحيد حامد وهو ملك الأفلام الهادفة فتخيل أنك تقف بين هرمين كبيرين وبصراحة أنا في غاية السعادة من هذه التجربة التي أرهقتني كثيراً لكن المحصلة كانت أكثر مما توقعت.
ألم تشعرين بالخوف خاصة أن أفلام يسري نصر الله لا تحقق النجاح الجماهيري؟
يسري نصر الله من المخرجين الكبار الذين يمتلكون لغة سينمائية مختلفة والتعامل معه لا يحتاج سوي لتفهم وجهة نظره وأن يكون الفنان علي طبيعته هو يريد أن يخرج الأداء وكأنه من الواقع كما أنه يوفر للممثل الجو المناسب والصحي ليخرج ما بداخله وفي نفس الوقت أفلام يسري نصر الله تصل للمشاهد برغم ما تحمله من أبعاد اجتماعية وثقافية لذلك لم أشعر بالخوف من العمل معه بل كنت في غاية السعادة واستمتعت بكل لحظة أثناء التصوير.
لأول مرة تهاجمك الصحافة علي فيلم قبل أن يعرض فما السبب؟
أولاً أنا أكن كل احترام لاصحاب الأقلام الحرة وهذه بالفعل هي المرة الأولي التي أتعرض فيها لهجوم كبير قبل عرض أحد أفلامي ويرجع السبب إلي اعتمادهم علي لقطة واحدة داخل تريلر الفيلم فاعتقدوا أن الفيلم يأخذ مساراً آخر لكن الحقيقة غير ذلك تماماً فمني زكي لم تتغير ولم تقدم أشياء تخجل منها وكل ما في الأمر أن الضرورة الدرامية كانت تتطلب مشهد لقبلة بين "هبة" التي أقوم بدورها وزوجها في المنزل فكيف ستكون القبلة بين الزوجين لكن بعد مشاهدة الجمهور للفيلم أعتقد أن الحال قد تبدل وتفهم الجميع الضرورة الدرامية واكتشفوا أن الفيلم يناقش لقضايا في غاية الأهمية ولا يعتمد علي مثل هذه المشاهد.
لكن هذا يتناقض مع ما كنت ترددينه من تقديمك سينما نظيفة بعيدة عن المشاهد الساخنة؟
أولاً لم أصرح بهذا الكلام من قبل فأنا أقدم الأدوار التي تتناسب معي وأكون مقتنعة بها كما أنني غير مقتنعة بكلمة السينما النظيفة لأننا نقدم فنا يقوم علي تسجيل واقع ينقل كما هو دون تحريف حتي يصدقه المشاهد وإلا نكون قد ضحكنا علي أنفسنا والواقع يقول إن الدور يحتاج بعض المشاهد الجريئة التي لا تخدش الحياء فما المانع من تقديمها ثم لماذا نمسك في جزء صغير ونترك باقي الموضوع هل مشهد لقبلة لم تستغرق ثوان معدودة داخل موقف درامي مهم علي الشاشة يأخذ كل هذا الكلام في الوقت الذي يعالج فيه الفيلم عددا من القضايا المهمة نوقشت بشكل أعتقد أنه يقدم لأول مرة بهذه الجرأة والشفافية علي الشاشة وبالتأكيد الفيلم به العديد من الإسقاطات السياسية والاجتماعية فلماذا لا نلقي الضوء عليها.
البعض ربط بين دورك كمذيعة في الفيلم وبين شخصية هالة سرحان فما رأيك؟
جذبتني شخصية "هبة" وأحسست
أنها جزء مني
اعتقد أن الربط بين شخصية "هبة" وشخصية هالة سرحان جاء لأنها واحدة من أنجح مقدمي البرامج في السنوات الماضية لكن في الحقيقة لم يدر بذهني وأنا أحضر للدور أن اقترب من شخصية أحد لأنني أقدم عملاً فنيا كتبه سيناريست محترف ويخرجه مخرج لا يقبل مجرد التشابه مع أي شخصية أخري بل حاولت أن أبتعد عن أي أنماط لشخصيات قد تبعدني عن الشخصية كما تصورتها نحن أمام عمل مستقل وجديد في تناوله للأشياء فلماذا نحاول تقليد الآخرين.
رغم نجوميتك الكبيرة إلا أن مشاهدك في الفيلم ليست كبيرة؟
عندما قرأت السيناريو جذبتني شخصية "هبة" وأحسست أنها جزء مني وبالفعل لو حسبت عدد المشاهد التي تظهر فيها علي الشاشة لوجدتها قليلة نسبياً لكن الحقيقة غير ذلك فهبة تمثل العمود الفقري للأحداث سواء كانت موجودة علي الشاشة أو في الخلفية وأنا لا أحسب أدواري بعدد مرات الظهور إنما بما يحمله الدور من قيمة تساعد في تثقيف المشاهد لذلك لم أتوقف عند هذه الجزئية إنما ركزت علي باقي القضايا التي يحملها العمل.
ما رأيك في تركيز الفيلم علي قهر المجتمع للمرأة رغم التطور الذي يحدث كل يوم؟
المجتمع الشرقي كما هو لم يتغير لكن بالتأكيد هناك مساحات استطاعت المرأة أن تنتزعها لنفسها حتي تحقق ذاتها لكننا نرجع إلي نقطة أساسية وهي سطوة المجتمع الذكوري علي الإناث وبالنسبة للفيلم فقد تعرض لثلاث طبقات مختلفة من النساء وقعوا جميعاً تحت تأثير قوة الرجل الذي انتصر بكل الطرق فمثلاً الطبقة الدنيا مثلها في الفيلم اثنان "سلمي وصفاء" برغم الفارق بينهما إلا أن كل واحدة منهما تتعرض لمشكلة معينة فسلمي تعاني من حالة الانفصام الموجودة في المجتمع ففي الصباح تعمل موديلز تعتمد علي جسدها لكنها في المساء لابد أن ترتدي الحجاب لأنها تسكن في منطقة شعبية قد تتعرض للقتل إن لم تكون محتشمة في مظهرها بينما الحجاب الأصلي ينبع من الداخل أولاً ثم بعد ذلك يأتي الشكل الخارجي أما صفاء فتحمل أكثر من رسالة وتتساءل في نفس الوقت عن المرأة التي يموت عائلها ماذا يفعل المجتمع معها وكيف ينظر لها مما يجعلها تضطر للنظر إلي شخص أقل منها وتسلم له نفسها مقابل أن يحميها من نظر الآخرين لكنه في النهاية يخونها مع شقيقاتها فتقتله.. ونفس الشيء يحدث بأشكال مختلفة في الطبقات العليا مع الطبيبة التي تعرضت للابتزاز مع أحد الشخصيات البارزة معني ذلك أن المجتمع يفرق في التعامل بين الرجل والمرأة وهذا واقع لم نبتدعه.
ما أصعب المشاهد التي قمتي بتقديمها في الفيلم؟
هناك مشاهد كثيرة أخذت مجهوداً
كبيراً في التحضير
هناك مشاهد كثيرة أخذت مجهوداً كبيراً في التحضير لكن هناك مشهدين أعتقد أنهما كانا من أصعب المشاهد الأول مع الدكتورة ناهد عندما كانت تتحدث عن عملية الإجهاض وإحساسها عندما تفقد جنينها وتصورت أنني في نفس المكان خاصة أن زوجي يرفض الإنجاب في المرحلة الحالية ولو لاحظت فإن الدموع كانت بعيني لكنها لم تذرف وقد كان المخرج بارعًا في تصويره أما المشهد الثاني فهو المواجهة بيني وبين زوجي عندما حملني مسئولية فشله في أن يكون رئيس تحرير فقد حاولت أن أتحمل بقدر الإمكان لكنه تعامل بعنف وصفعني علي وجهي بشدة لدرجة أن هذا المشهد تأثرت به كثيراً بعد انتهائه.
فيلمك القادم "أولاد العم" يمثل عودة للتعاون مع كريم عبدالعزيز والمخرج شريف عرفة فكيف ترين هذه التجربة؟
بالتأكيد سعيدة بالتجربة لكونها تجمعني بكريم عبدالعزيز وشريف منير ومخرج رائع بحجم شريف عرفة وأعتبر "أولاد العم" تيمة سينمائية مختلفة تتسم بالتشويق والإثارة من خلال ضابط مخابرات يتولي مهمة إنقاذ فتاة يتم اختطافها في جنوب أفريقيا ويتورط مع العصابات التي اختطفتها إلي جانب وقوعه في حبها والفيلم أكشن رومانسي ومازلنا نقوم بتصوير المشاهد الخارجية حالياً بعد أن انتهينا من حوالي 80% من مشاهد الفيلم ولولا الأزمة التي حدثت للفيلم لكان انتهي تصويره.
ماذا عن الشائعات التي ترددت عنك في الفترة الأخيرة؟
لا أتوقف أمام أي شائعة مهما كانت سخيفة إلا هذه الشائعة فاعترف أنها كانت بمثابة زلزال رهيب الهدف منه أن يؤذيني فنياً وعائلياً وما قيل عن أن فيلمي "احكي ياشهرزاد" يحوي مشاهد مغرية ومثيرة وهو كلام فارغ فمن يشاهد الفيلم لن يجد مشهداً واحداً يخدش الحياء وهو ما يعرفه الجمهور عني فأنا أحترم نفسي وأقدر جمهوري وأكثر ما أزعجني هو غضب جمهوري الشديد مني لدرجة عمل منتدي علي النت يطالبني بالاعتذار عن هذا الفيلم قبل أن يشاهده أحد وعادت الأمور لمجاريها وقابلت كثيرين من الجمهور أعربوا لي عن إعجابهم بالفيلم وأن الأحكام السريعة كانت خاطئة.
هل التليفزيون أصبح خارج حساباتك بعد مسلسل السندريلا؟
انشغالي بمشاريعي السينمائية وراء تأجيل كل الأعمال الدرامية التي عرضت علي في الفترة الأخيرة ولكن في رمضان بعد القادم سيكون لي مسلسل درامي.