نيكول سابا حالة فنية خاصة، تثبت في كل عمل تقدمه سواء في الغناء أو في التمثيل أن التميز ما زال موجوداً على الرغم من الإسفاف المسيطر على الساحة الفنية، وأن الفتاة الجميلة يمكن أن تجمع بين الثقافة والموهبة وتؤدي أدواراً خارج إطار الإغراء السطحي. في دردشة مع الجريدة تتحدث نيكول عن مشاركاتها في رمضان المقبل ومشاريعها المستقبلية وتجربتها في فيلم "السفاح".
أخبرينا عن تجربتك في فيلم "السفّاح"؟
اعتبر "السفاح" نقلة نوعية في
مسيرتي الفنية
بدأت الاستعدادات لهذا الفيلم منذ سنوات خمس تقريباً، و كانت تشرف عليه جهة إنتاجية وإخراجية مختلفة قبل أن تستلمه شركة "ميلودي" والمخرج سعد الهنداوي، لكني وهاني سلامة من المرشحين الأوائل للبطولة.
اعتبر "السفاح" نقلة نوعية في مسيرتي الفنية لأن الدور الذي أديته مهم ولم يسبق أن جسدته في السينما، يتمحور حول امرأة تخون زوجها وتتزوج من حبيبها من دون أن تعلم أنه سفاّح إلا حين يقبض عليه. القصة حقيقية حدثت في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وأداء شخصيات واقعية من أصعب الأمور إذ تتخللها تفاصيل صغيرة لا يمكن تجاهلها.
هل بدأت تلمسين نجاح الفيلم؟
طبعاً، هناك إقبال كبير عليه وتلقيت إطراءات من النقّاد والصحافيين الذي أشادوا بدوري وطريقة أدائي.
لكن يتهمك البعض بأنك تشجعين خيانة المرأة لزوجها، ما ردّك؟
للأسف ما أشيع حول تشجيعي للخيانة الزوجية وغيرها من الأمور كان قبل طرح الفيلم في الأسواق، أستغرب كيف أن البعض يحكم على العمل قبل مشاهدته. المشكلة الأكبر أن الصحافيين يتناقلون الأخبار من بعضهم البعض من دون التأكد منها، لذا لا أستطيع مناقشة هؤلاء الأشخاص الذين يوجهون فكر المشاهد إلى مكان آخر بعيد عن مغزى الفيلم والقضية التي يعالجها.
هل صورة المرأة التي تجسدينها في "السفاح" موجودة اليوم؟
لا أعتقد، لأن المرأة اليوم غدت أكثر انفتاحاً وتعمقاً وخبرة بالأمور الحياتية ومن غير المعقول مثلاً أن تحبّ رجلاً وتعيش معه وتتزوجه وتنجب منه أولاداً لتكتشف بعد سنوات أنه مجرم... لكن الخيانة موجودة طبعاً في وقتنا الحالي وبشكل كبير وهي متفشية بين الأزواج ولا أبالغ إن اعتبرتها مشكلة اجتماعية تتفاقم يوماً بعد يوم.
هل تبررين خيانة المرأة لزوجها في ظروف معينة؟
لا يوجد ما يبرر خيانة المرأة أو الرجل بنظري، في حال وجدت المرأة المتزوجة نفسها أنها غير قادرة على احتمال خيانة زوجها لها مثلا من الأفضل أن تتركه لا أن تعالج الخيانة بخيانة أكبر. الأدهى أنه على الرغم من فشل العلاقة الزوجية أحياناً يبقى الزوجان مع بعضهما لأسباب تتعلق بالأولاد ونظرة المجتمع إلى المطلقين وغيرها من الأمور التي تفاقم المشكلة، وبدل الخطأ الواحد يقع الزوجان في مئات الأخطاء، ومن يرتكب الخيانة مرة يكررها مرات في المستقبل.
هل تعرضت يوماً للخيانة؟
الإخلاص في أيامنا الحالية عملة نادرة!!
نعم، الإخلاص في أيامنا الحالية عملة نادرة... أشبّه الخيانة بالإدمان على المخدرات لأنها تتحول عند البعض إلى لذّة ومتعة لا يمكن التخلّص منها، يهوى كثر القيام بأمورغريبة في السرّ، مثلا يقيم الرجال علاقات مع نساء متزوجات لأنهم يعتبرون أن الأمر فيه متعة وتشويق ويخرجهم من حياتهم الروتينية لكنهم يجهلون أن ما يعانون منه هو مرض نفسي بحت.
ماذا تعلمت من هذه التجربة؟
أن أكون أكثر صراحة مع الشريك، أن يكون بين الحبيبين حوار وتفاهم لتفادي أي مشكلة مستقبلية ومنها الخيانة، لا يخون الرجل المرأة البشعة أو المعدومة الشخصية فحسب، باميلا اندرسون مثلا تعرضت للخيانة وكثيرات من جميلات العالم أيضاً... أن يفكر الشريكان مع بعضهما بصوت عال للوصول إلى نقاط مشتركة وتفاهم كامل حول تفاصيل حياتهما اليومية، أن يكون ثمة وعي لعلاقتهما النوعية وشكلها وما يرضي الطرفين ليعيشا بسلام وبعيداً عن المشاكل.
هل خنت يوماً؟
(تضحك) في أيام المراهقة حيث كنت أفتقد إلى الخبرة وأفكر كباقي الفتيات بالحب الأفلاطوني وأصدّق كل إطراء أسمعه من شاب، لكنها لم تكن خيانة بكل ما للكلمة من معنى لأن العلاقات آنذاك كانت بريئة وضمن حدود معينة.
إلى أي مدى يصعب عليك الإرتباط حالياً؟
لا تكمن المشكلة بي بل بالرجل، أين هو الشخص الذي يستحقّ أن أضحّي وأبكي وأفرح وأحب من أجله؟ لا أريد أن يفهم كلامي على أنه غرور لكن يثبت لي الواقع أننا نفتقد إلى ما تحمله كلمة رجل من معاني مهمة مثل الشهامة والكرم والذكاء وقوة الشخصية والحنان.... تغلب السطحية والسخافة على القسم الأكبر من هؤلاء لذلك الرجل الذي أطمح إلى أن أكون معه غير موجود، أتمنى لو ولدت في عصر سابق عندما كان يحسب للرجل ألف حساب.
إذا أنت تعيشين حالة فراغ عاطفي...
صحيح، تطمح كل فتاة إلى أن يكون لديها حبيب يمنحها الحنان والسعادة ويساندها، لكن لا أستطيع أن أقيم علاقة لمجرد أن يكون هناك رجل في حياتي، لا أحب أن أظلم أو أكذب على أحد وعلي أن أقتنع تماماً بنصفي الآخر لأكون على طبيعتي.
نشعر من كلامك أنك متشائمة في الحب...
أبداً بل واقعية...
هل تفضّلين الرجل اللبناني أم الأجنبي؟
أفضل اللبناني بالتأكيد فهو أقرب إلى
طريقة تفكيري
أفضل اللبناني بالتأكيد، فهو أقرب إلى طريقة تفكيري وحياتي وتقاليدي ومبادئي... كوننا نعيش في المجتمع نفسه. لكن في حال وجدت صفات رجل أحلامي في رجل أجنبي فليس لدي مشكلة بالزواج منه.
ألا تعتبرين أن كثرة أعمالك الفنية أفقدتك الحب الحقيقي في حياتك؟
أبداً، أستطيع التوفيق بين عملي وعائلتي وأصدقائي وحياتي العاطفية وأؤكّد أن الحب يعطيني دفعاً كبيراً للعمل وتقديم الأفضل، سواء على صعيد الغناء أو التمثيل. (تضحك) أبتكر لنفسي أحيانا حالة حب خيالية بهدف أن تكون طاقتي في أي عمل أقدّمه أكبر وأهمّ.
يقال إنك مغرورة فيما الواقع يثبت أنك رومنسية بإمتياز.
صحيح، أنا امرأة رومنسية إلى أبعد الحدود ولدي عالم خيالي خاصّ بي أبني فيه القصور وأجد فيه فارس أحلامي... أقرأ القصص العاطفية وأعيش تفاصيلها وأؤمن بأن الاحلام تتحول إلى حقيقة في حال آمنت بها. أستمد قوتي من هذا العالم، في النهاية قلبي ليس من حديد وأحبّ تفجير مشاعري بطريقة ما.
ماذا عن مسلسل "عصابة ماما وبابا" الذي سيعرض على شاشة رمضان المقبل؟
هو استعراضي غنائي كوميدي ويختلف تماماً عن مسلسل "عدى النهار" الذي شاركت فيه سابقاً. أجسد فيه شخصية نجلاء فتحي ويجسد هاني رمزي شخصية حسين فهمي، لا علاقة للاسمين بالنجمين نجلاء فتحي وحسين فهمي، فنجلاء هي فتاة متواضعة تعيش في حارة فقيرة ومستواها المادي متردي، عقدت قرانها منذ سنوات وتحتاج إلى شقة ونقود للعيش مع زوجها، فتتفق معه على تكوين عصابة...
هل وجدت نفسك في الأدوار الكوميدية؟
نعم علماً أن الكوميديا من أصعب الفنون التمثيلية لكني نجحت فيها.
هل انت إنسانة سعيدة أم حزينة؟
أنا إنسانة فرحة بطبعي وأحب المزاح وأضحك كثيراً وبعيدة كل البعد عن الكآبة.
هل تخافين من الغد؟
نعم لكني اتغلب عليه من خلال إيماني بالله تعالى.
ماذا عن العلاقة القوية التي تربطك بوالدتك؟
إنها الشخص الأهمّ في حياتي تعلمت منها الصبر والإيمان العميق والعطاء والشفافية في التعامل مع الآخرين... لعائلتي أهمية كبيرة في قلبي ومن بعدها يأتي الحب والشهرة... أتعجب كيف أن الجيل الجديد يفضل العيش بمفرده بعيداً عن أهله تحت شعار الحرية.
هل أدى الحظ دوراً في حياتك؟
انتهيت من تسجيل "فارس احلامي"
وسأصورها قريباً
أبداً ما وصلت إليه كان بجهدي وتعبي وقناعتي.
ماذا عن الغناء؟
انتهيت من تسجيل "فارس احلامي" سأصورها قريباً مع المخرج يحيى سعادة وهي من كلمات أمير طعيمة وألحان محمد يحيى وتوزيع محمد مدكور. تعكس فكرة الأغنية واقع الناس في المجتمع وعلاقتهم ببعضهم البعض.
ما سبب تكرار تعاملك مع المخرج يحيى سعادة؟
شكّلنا أنا ويحيى هوية خاصّة بنا منذ تعاملنا الأول في أغنية "أنا طبعي كده"، ثمة انسجام كبير بيني وبينه وقد ترجم نجاحاً دائماً على أرض الواقع وأشعر بالارتياح في العمل معه لأني أثق بقدراته ورؤيته.
هل أنت راضية عن الأعمال التي قدمتها لغاية اليوم؟
طبعاً، رسمت لنفسي خطاً مختلفاً وخرجت من إطار الفتاة الجميلة الذي حاول البعض حصري به وأثبت مقدرتي وإمكاناتي في أعمالي الناجحة وخياراتي. بعد مشاركتي في فيلم "التجربة الدانماركية" رفضت كل ما عرض عليّ طوال ثلاث سنوات بهدف اختيار ما يرضيني، ولو لم أدقق في خياراتي لكنت شاركت في فيلمين في السنة على الأقلّ.
هل تربط بينك وبين زميلاتك اللبنانيات في مصر علاقة صداقة؟
ليس هناك علاقة صداقة ولا معرفة ولا عداوة.
هل تتحفظين على مشاهد معينة في أي دور يعرض عليك؟
أرفض المشاهد التي لا طعم لها ولا لون، مثلاً في "السفاح" كان هناك مشهد أرتدي فيه لباس البحر لكني رفضته لأني وجدت أنه لا لزوم لهذا اللباس كون المشهد درامي ولا أريد أن يتحول نظر المشاهد من المضمون إلى المايوه. في المقابل لا أرفض أي مشهد في حال كان موظفاً بالشكل المناسب.
بماذا يختلف الفنانون عن بعضهم بنظرك؟
يمتاز البعض، سواء في التمثيل أم في الغناء، بأنه class بطبعه أما البعض الآخر فمبتذل.
من الفنانات اللواتي تجدينهن class؟
إليسا ونوال الزغبي...
ومن الفنانين؟
وائل كفوري...