لمع نجم الممثلة السورية المولد والفلسطينية الأصل، الأردنية النوعية أناهيد فياض في مسلسل "باب الحارة" حيث جسدت فيه دور ابنة أبو عصام الوسطى "دلال" التي امتازت بطيبتها وعفويتها، وارتباطها القوي بعائلتها، ومن ثم أتى مسلسل "سنوات الضياع" ليزيد من تألقها وشهرتها العربية عندما أقدمت على الدبلجة وتأدية صوت "لميس" التي لعبت دورها الممثلة التركية توبا بويوكستن.
أناهيد من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية، وهي تعتبر من الفنانات العصاميات اللواتي اقتحمن عالم التمثيل، من خلال حرفيتهن وإبداعاتهن، وبالرغم من سنواتها القليلة، إلا أنها استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة راقية، فتعاونت خلال مشوارها مع كبار المخرجين تزوجت منذ سنتين ونصف السنة، وتتوق للأمومة، وترى أن تواجد الدراما التركية في العالم العربي، يسهم في خلق منافسة شريفة مع الدراما السورية. السياسة التقت أناهيد في بيروت وكان هذا الحوار:
هل كنت تتوقعين تحقيق هذه القاعدة الجماهيرية الكبرى أثناء مشاركتك في دبلجة مسلسل "سنوات الضياع" وتأدية صوت "لميس" التي تجسد دورها البطلة التركية توبا بويوكستن؟
تابعت في "سنوات الضياع" فحصدت
الإعجاب والثناء
في الحقيقة، لم أكن أتوقع أن يظهر اسمي بالدوبلاج، وأن يلاقي هذا العمل النجاح الباهر. وأعتبر نفسي محظوظة جداً، إذ بدأت بهذا الفن على سبيل التجربة في مسلسل "إكليل الورد"، ثم تابعت في "سنوات الضياع" فحصدت الإعجاب والثناء، وفي هاتين التجربتين أحسست بالاكتفاء، فالدبلجة تتطلب حرفيين وامتلاكهم أدوات خاصة للنجاح وهذا ليس بالأمر السهل.
البعض وجد أن دخولك في عالم الدبلجة انتقاص لقيمتك الفنية. فما تعليقك؟
الدبلجة فن كسائر الفنون، وتتطلب مهارة ومرونة في الصوت والإلقاء والأداء وسررت بخوض هذه المغامرة، التي زادت من انتشار اسمي، وبشكل عام أنا لست ضد وجود الآخر، وأحب المنافسة، وإذا كانت المسلسلات التركية تحمل مضموناً جيداً، حتماً سيكتب لها النجاح والاستمرارية.
وفي حين كانت مجرد ظاهرة وموضة، ستختفي، والحكم يأتي مع الوقت.. ثم إن تواجد الدراما التركية في العالم العربي يسهم في خلق منافسة شريفة مع الدراما السورية تكون في صالح الجمهور.
برأيك إلامَ تعود أسباب نجاح المسلسلات التركية المدبلجة؟
تعود إلى استخدام اللهجة السورية ورواجها، ولا سيما أن الدراما السورية أخذت مكانها عربياً، والناس أحبتها واعتادت عليها، ثم إن البيئة التركية تشبهنا، سواء في الشكل أم في القصص الرومانسية والحب والمعاناة التي تتطرق إليها.
ماذا عن مشاركتك في الجزء الرابع من مسلسل "باب الحارة"؟
ستشهد شخصية "دلال" تطورات عدة. ولكنني لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل وسأتركها مفاجأة للجمهور.
انتهيت من تصوير مسلسل اجتماعي بعنوان "سحابة صيف" من كتابة إيمان صعيد وإخراج مروان بركات. ما الذي جذبك للمشاركة في هذا العمل؟
جذبني النص الجريء الذي يتناول عدة قضايا مهمة وحساسة في المجتمع، فكل شخصية فيه تعاني من مشكلة تتخبط فيها، وأجسد فيه دور الزوجة التي تشكو من عدم حصول توافق فاحش بينها وبين زوجها، بسبب ميوله النوعية تجاه الأطفال. ولقد برعت الكاتبة إيمان في إلقاء الضوء على هذه القضية، من خلال أسلوبها الدرامي الذي تخطت فيه الخطوط الحمراء.
ويشارك في هذا العمل نخبة من الممثلين، من بينهم: بسام كوسا، سلوم حداد، سمر سامي وندين خوري.
كيف تفسرين غيابك عن الفن السابع، وعدم مشاركتك في أفلام سينمائية سورية أو مصرية؟
أتمنى أن تعرض علي سيناريوهات
لأفلام سينمائية
أتمنى أن تعرض علي سيناريوهات لأفلام سينمائية، وبداية أحب أن أنطلق من بلدي، ولكن الإنتاج السينمائي في سورية محدود جداً، ويقتصر على إنتاج فيلم أو فيلمين في السنة، وبوجود هذا الكم الهائل من الممثلين تزداد صعوبة المشاركة.
كونك خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، لماذا أنت منقطعة عن الخشبة؟
لقد قدمت أعمالاً مسرحية عدة بعد أن تخرجت، ولست منقطعة عن المسرح، ولكن القيمين عليه أصبحوا يخافون من التعاون مع ممثلات التلفزيون، لأجورهن المرتفعة، وعدم قدرتهن على الالتزام، فأصبح عندنا فصل بين الممثل المسرحي والتلفزيوني. ولكنني أتوق لأقف مجدداً على الخشبة في عملٍ فني راقٍ.
تألقت في دور "دلال" في مسلسل "باب الحارة" فإلى أي مدى تشبهك هذه الشخصية الهادئة المتزنة وطيبة القلب؟
إنها تشبهني من حيث علاقتي القوية بأهلي وارتباطي الكبير بهم. ومن خلال تعاطي بهدوء مع المشكلات التي قد تعترضني.
ما نقطة ضعفك؟
القلق، وتنتابني هذه الحالة، عندما أقدم على تصوير عمل جديد، فترينني أفكر كثيراً.
من هم أبرز المخرجين الذين تعاونت معهم في مشوارك؟
تعاونت مع المخرج حاتم علي في "التغريبة الفلسطينية" و"الصراع على الرمال" ووجدت ألا كبير عنده في الموقع فهو يهتم بعمله قبل كل شيء، وتعلمت من نجدت أنزور في مسلسل "حور العين" كيفية التعامل مع الكاميرا، وفي مسلسل "باب الحارة" بأجزائه الثلاثة تعرف إلي الجمهور العربي وأحبني مع المخرج بسام الملا، وأما المخرج علاء الدين كوكش، فهو فنان يملك قدرة على التعامل مع كل الأجيال.
هل تعتقدين أن الدراما السورية أصبحت ناشطة في إلقاء الضوء على المشكلات والمواضيع الحساسة والجريئة التي تعاني منها المرأة؟ أم ما زالت في سياق العرض السطحي لها؟
بالعكس تماماً، فلقد أصبح الكتاب يطرحون المواضيع بعمق ويضعون الأصبع على الجرح، وهذا ما ظهر جلياً في مسلسل "أشواك ناعمة" إضافة إلى "عصي الدمع" وفي سورية اليوم، أصبح لدينا الكثير من الكاتبات والمخرجات وكثر عدد الممثلات.
كيف تنظرين إلى المنافسة بين بنات جيلك؟
إنها بادرة صحية، فالساحة تتسع للكل، وأنا أؤمن بأن لا أحد يأخذ مكان أحد، وأتطلع دائماً نحو الإنسان الناجح لأنه يحفزني على العطاء وتقديم الأفضل.
هل تفوقت الدراما السورية على المصرية؟
الدراما السورية لها طابعها ونكهتها!!
الدراما السورية لها طابعها ونكهتها، وكذلك المصرية، وأنا لا أحب فكرة إقامة الحدود في الفن، هناك أعمال مصرية ناجحة وأخرى فاشلة، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المسلسلات السورية.
هل ندمت على عمل ما شاركت فيه خلال مشوارك؟
نعم ولحسن الحظ أنه لم يعرض.
ماذا تعلمت من والدك الكاتب والصحافي السياسي ومن والدتك مصممة الأزياء؟
أخذت من والدي البراعة في دراسة النصوص بدقة، وألجأ إليه عندما أكون مترددة في قبول عملٍ ما. أما والدتي فاكتسبت منها جمالية ولغة الثوب، ومنحتني كل الدفء والحنان وساعدتني على إبراز أنوثتي بأسلوب راقٍ.
متزوجة من مهندس اتصالات منذ سنتين ونصف السنة، ألا تفكرين بالأمومة؟
في بداية زواجنا أجلت هذه الخطوة، ولكنني اليوم أتوق لأصبح أماً.
هل انتقالك للعيش في الأردن بعد زواجك أحدث تغييرات في مخططاتك؟
ما زلت مقيمة في سورية، وأنتقل من فترة لفترة إلى الأردن تبعاً لأعمال زوجي. فأحياناً نقضي 15 يوماً في منزلنا بالأردن، ومن ثم نعود إلى سورية وأجد السعادة في كلا البلدين.
أي الفنانات السوريات يجذبك تمثيلهن؟
أعشق النجمة منى واصف، ويعجبني أداء الفنانة القديرة صباح الجزائري وأحب سلاف فواخرجي.
من يعجبك من الفنانات العربيات؟
الراحلة سعاد حسني فهي نجمة بحضورها وإحساسها واستعراضاتها وخفة ظلها وعشقها للفن.