منذ الكليب الأول لها والفنانة الاستعراضية، أو الراقصة، لو عدنا إلى جذورها الأولى، بوسي سمير وقد أثارت جدلا كبيرا لكونها تلجأ إلى الإيحاءات والإيماءات النوعية، في تصوير أعمالها الغنائية مما كان له بالتأكيد صدى جماهيري ونقدي واسع وذهب الكثيرون منهم إلى وصف بوسي سمير بأنها راقصة، ولا تخجل من أي شيء تقدمه وعلى الجانب الأخر كان رد بوسي أن لقب راقصة شرف ووسام على صدرها ولا تعتبره اتهاما في أي حال من أحوال، لان التنصل من الأصل ما هو إلا بترا وافتراء على حد وصفها وعلى هذا النهج سارت بوسي سمير ومن الرقص والغناء إلى السينما والتليفزيون لكنها فجأة اعتزلت الرقص.

لكن ما قصتها مع الرقص الشرقي وكيف كان اعتزالها؟

الحرام هو أن أتنازل لكني كنت اعمل
بعرق جبيني

هذه السطور تلقي الضوء على حياتها وبدايتها، ولماذا تعشق الرقص لهذه الدرجة الجنونية ومتى تتخلى عن لقبها كراقصة في المقام الأول، وتحتفظ فقط بكونها ممثلة أو مطربة أو على اقل تعبير فنانة استعراضية أو مؤدية تابعوها معنا في الحوار الخاص والمثير.

لنبدأ من حيث انتهيت لماذا قررت اعتزال الرقص وبكل صراحة؟
دعوني أتحدث إليكم والي كل القراء بكل صدق فأنا في الأصل راقصة وقد كان لهذه المهنة التي عملت بها سنوات طويلة من عمري الفضل علي في أشياء كثيرة، يكفي إنها كانت مانعا بيني وبين التنازلات وبين أن أبيع جسدي من اجل لقمة العيش، نعم كنت ارقص في الملاهي الليلية لكن بكل احترام دون أن يمسني أحد، وكان هذا هو شرطي قبل العمل في أي من الكباريهات، لذا فأنا اعتز بلقب راقصة الذي كان سببا في أن يعرفني الجمهور بعد ذلك كمطربة أو على الأدق مؤدية وممثلة ولكنى الآن افقت وكم شعرت بالخوف من الله فأعلنت أنى تخليت عن لقب راقصة بعدما كنت اعتز به..

كيف كنت تعتزين بلقب راقصة إلى هذا الحد هل أنت على اقتناع أن الرقص حلال؟
الحرام هو أن أتنازل لكني كنت اعمل بعرق جبيني، واسهر حتى الصباح حتى أستطيع أن أعيش، كيف كنت سأعيش بلا مال؟ هل كنت الجأ للشحاذة وأتسول؟ فأنا كل مؤهلاتي في الحياة شهادة متوسطة والآن كل الوظائف تتطلب مؤهلات عليا وكنت أعيش في ظروف غاية في الصعوبة كيف إذن كنت سأعيش.

هل لك أن تشرحي لنا ملابسات دخولك إلى عالم الرقص؟
تشرد بوسي ثم تتغير ملامح وجهها وتظهر بعض الحزن لتستطرد قائلة: "أنا من أسرة فقيرة وكنا في حاجة إلى كل قرش حتى نستطيع أن ننام غير عاصبي البطون، ولي أشقائي من البنات والبنين في حاجة إلى مصاريف دراسية حتى يستطيعوا إكمال دراستهم، فنظرت إليهم في يوم ما وإذا بي أتألم لأني أخشى عليهم أن لا يكملون تعليمهم الجامعي مثلي، وعلى الفور وبينما كنت أقرأ إحدى الصحف الإعلانية وجدت أن دولة البحرين تحتاج إلى راقصات وبعد مداولات ومشاكل بيني وبين أسرتي سافرت لأعمل راقصة ومن هنا بدأت حياتي في هذا العالم الذي أعطاني الكثير واخذ مني أيضا جهدا حتى اصل لمرتبة الراقصات الكبيرات حيث لم أرتضى أبدا أن أكون مجرد راقصة درجة ثانية أو تالية ورغم إني عملت راقصة في البداية حتى استطيع أن انفق على أشقائي واراهم أفضل مني إلا أن جزائي كان مقاطعتهم لي بعد ما قرأوا ما تكتبه بعض الصحف الصفراء (سامحهم الله) من كوني اقدم كليبات عري وإثارة والجا للنوع في إيصال رسالتي إليهم لكنها الرسالة وصلت خطأ لأهلي فغضبوا مني".

وماذا تقولين لهم اليوم؟
أقول لهم أن كل ما فعلته في حياتي من أجلكم ومهما حدث فأنا احبكم، والحياة أخذتني منكم كثيرا فكم اشتاق إلى أيامي معكم.

هل جذبك الحنين إلى عالم الفقر مرة أخرى بعد ما وصلت إليه؟
الفقر مع الدفء افضل من الثراء مع الوحدة والبرد فكان حضنهم هو الأمان بالنسبة لي وكنت حينما أريد أن ابكي أن اصرخ أن اعبر عما في نفسي وداخلي لا أجد سواه سوى صدر أمي التي تحمل مني عناء ومشقه ودموع.

ماذا لو عاد بك الزمن إلى الوراء ما أول شيء كنت تريدين أن تغيريه في نفسك؟

كنت سأنحت في الصخر حتى اكمل تعليمي

كنت سأنحت في الصخر حتى اكمل تعليمي فلا تعرفون كيف أن الشهادة تعطي قيمة وثراء للشخصية حتى ولو كان الجيب خاليا من الفلوس.

إذن المادة لا تعنيك في شيء؟
يكذب أي إنسان يقول هذا الكلام فالمادة من ضروريات الحياة وأساسياتها وليست مجرد مكمل لها فلولا المادة لتوقفت حياتنا كيف كنا سنذهب ونأتي من أين كنا سنأكل ونشرب، باختصار فالمادة هي محرك الحياة على الأقل يمكننا اعتبارها وسيلة ليست كغاية في حد ذاتها.

لماذا كنت تلجأين ألى الرقص في أغنياتك رغم إنها كثيرا ما لا تستدعي ذلك؟
لو كانت لا تستدعي ما كان مخرج الكليب وافق على تواجد أي من الراقصات في الأغنية، كما إنني وللعلم أكون حريصة على اختيار الأغنية التي تحتوى على إيقاعات راقصة حتى ارقص باحترام بعد الآن وأنا لا أرى نفسي مطربة بقدر ما أرى نفسي فنانة استعراضية فكيف إذن سأغني وأنا ثابتة أنا لست طربية والمطلوب مني أن اطرب الجمهور، بل المطلوب هو إسعادهم واجعلهم ينسون همومهم مع أغنياتي فللعلم الجمهور في حاجة قويه إلى مثل هذه الأغنيات تماما مثلما هو في حاجة إلى الأغاني التي تبعث عليه الهدوء والسكينة فكل أغنية تفعل شيء ما في الإنسان.

رغم أن عمرك الفني قصير إلا انك حققت شهرة واسعة البعض يرجعها إلى مدى تعمدك الإثارة في كليباتك بما فاق مطربات كثيرات؟
ماذا افعل أنا من رقص وإثارة أمام اللبنانيات فلماذا دوما تهاجمون المصريات وتقولون أن ما يفعلونه ساخنا أو به إيحاءات وما لا يريد مشاهدتي فليغلق التليفزيون ويغير المحطة على أي فنانة لبنانية مثلا ويشاهدها وليعرف الفراق وحدة ولا اعرف لماذا تقولون أن عمري الفني قصير فأنا اغني وارقص منذ حوالي ثماني سنوات.

وما هو الفرق بينك وأي فنانة لبنانية نريد أن نعرف منك؟
لا لن أقول ولن أجيب فاتركها لكم تعرفون وحدكم.

تعرضت للهجوم كثيرا سواء من الصحفيين أو النقاد ماذا كان رد فعلك؟
ما يغضبني جدا هو أن كثيرين ممن كتبوا عني لا يفقهون شيء عن بداياتي و"يتفلسفون" ويكتبون أن بدايتي الأولى كانت من خلال كوني راقصة وأكملت في هذا الطريق لسنوات وهو خطأ فأنا كنت راقصة لعدة أيام فقط ثم اتجهت للغناء ثم عدت للرقص مرة أخرى، وكل ما تعرضت له من هجوم أفادني كثيرا لأني اعرف أن النجاح والشهرة والنجومية كثيرا ما يقابلون بالهجوم، وقد اعتدت على ذلك واعرفه من الفنانات السابقات، وأنا اعشق من ينتقدني بموضوعية وحق واشعر أن في طريقة سرده للكلمات يخاف علي وليس في قلبه ضغينة أو حقد يكنه في نفسه لي أو أنه اكثر ميلا إلى فنانة أخرى.

سمعنا انك قررت في فترة ما التخلي عن العري في الكليبات أليس صحيحا؟
هذا الأمر ليس قرارا بقدر ما هو راجعا للأغنية التي سأقدمها وكلماتها، وان كل ما قلته هو إنني بصدد طرح ألبوما غنائيا يحتوي على بعض من الأغنيات الكلاسيكية والرومانسية بإيقاعات سريعة ولم أقول اكثر من ذلك .

هذا عن الهجوم من قبل النقاد والصحفيين لكن ماذا تقولي في الهجوم عليك من بعض الفنانات؟

ليست جرأة لأني لم أصرح بشيء يدينني

بعضهن يردن أن لا تزاحمهن فنانة أخرى على الساحة واخريات يبغين التفرد بها وكأن الجمهور ليلا نهارا لا يرى غيرها وتلك مشاكل نفسيه بينهن وذاتهن لا قول لي غير ذلك.

وأنت ألا تغارين من تواجد فنانة جديدة على الساحة؟
يا جماعه هذا شيء طبيعي ومنذ متى وفي الساحة فنانة واحدة! بالعكس تواجد الكثيرات يخلق نوعا من التنافس بيننا وكل واحدة تحاول أن تبذل مجهودا مضاعف حتى تحافظ على مكانتها وهذا في حد ذاته شيء جيد يحافظ على الفنانة نفسها من عدم تطوير نفسها، كما إنني وبعيدا عن ذلك مؤمنه بان لكل شخصية لونها وطبيعتها وكاريزما خاصة بها.

في أحد البرامج التليفزيونية اعترفت أنه فتح ضدك ملف في الآداب فكيف كل هذه الجرأة؟
أولا لا يجب أن نطلق عليها اعترافا لأني لم ارتكب ذنب ثم اعترفت به ثانيا ليست جرأة لأني لم أصرح بشيء يدينني، فقط كل ما أريد أن أقوله لكم هو أن أي راقصة لابد وان يكون لها ملف في الآداب، ليس معنى ذلك إنها ارتكبت شيء مخل بالآداب والشرف بل انه تقليد لكل راقصة أن يكون لها مثل هذا الملف في مباحث الآداب.

ماذا تقولين عن منع أحدى القنوات الفضائية لأغانيك من البث لديها؟
اعرف هذه القناة جيدا لكنها لا تهمني في شيء ولن تتوقف أغنياتي على البث فيها أوان حياتي متوقفة عليها لكنى اوجه لهم رسالة عبركم وأقول: "لابد وان تمنعوا الأغاني النوعية الصريحة والفاضحة على محطتكم وبعد ذلك امنعوا أغنياتي".

ولكن أغنية (كله تمام ) بها الكثير من الإباحية؟
قلت كثيرا إنني فنانه استعراضيه اقدم أغنياتي في قالب استعراضي وليس طربي أي طبيعي أن ارقص وأتحرك بهذه الطريقة ما العيب في ذلك، أما عن ألفاظ الأغنية فهي متداولة في الشارع والجميع يعرفونها لذا وجدتها مناسبة لان تصل لكل فئات الجمهور.

لماذا المح في عيونك دائما وصوتك بعض الظلم ..هل تشعرين فعلا بهذا الإحساس؟
أوقات اشعر بالفعل أنى مظلومة لكن من ماذا لا اعرف لكنه شعور يراودني من فتره لأخرى لكنى احمد الله أنى اشعر أنى مظلومة ولست ظالمة فالفارق كبير أن اشعر أنى ظالمة لأي إنسان شعور لا يجعلني بالطبع أتذوق النوم، وعلى العكس حينما أكون مظلومة أوكل أمري إلى الله وأنام على أمل أن يأتي لي رب العباد بحقي.

بوسي، ماذا أخذت منك الحياة وهل تشعرين إنها تمضى سريعا دون أن نشعر بها؟
صحيح هذا الكلام فكثيرا ما يأخذنا العمل والحياة وانشغالاتها من أنفسنا ونتفاجأ إننا مثلا نحتفي بالعام الجديد فأظل شاردة بيني ونفسي هل مر عام بهذه السرعة ماذا فعلت فيه وماذا أضاف لي وهل مر هباء أم أنى استفدت منه، لكني أرى أن السنين بالفعل تجري ولا اعرف إلى أين ستأخذنا وان كنت أتمنى أن تحملني الى بر الأمان.

وما هو بر الأمان من وجهة نظرك؟

اسمي الأصلي"سعده"ولا اغضب حينما
يناديني أحد به

أن أموت وأنا واقفه على قدمي وليس على فراش المرض، أموت مكرمة بين أهلي وناسي ولست وحيدة أتألم وحدتي في موتي أيضا.

في موتك أيضا؟...إذن تشعرين بالوحدة في حياتك؟
أوقات فعلا ينتابني شعور قاسي بالوحدة وأخشى أن أكون في حالة ضيق وارفع سماعة التليفون لاهاتف أحد من أصدقائي احكي له أن يكون مشغولا أو أن هناك مشكله تؤرقه هو الأخر فلا أجد من حل سوى أن أفكر وحدي وتلك اقرب الحلول.

لننتقل إلى عملك بالتليفزيون والسينما هل ترين نفسك ممثلة؟
من خلال أدائي في الكليبات لمس بعض المخرجين أن بداخلي حس تمثيلي لذا تم ترشحي في فيلم (بالعربي سندريلا) أمام الفنان حسن حسني وهالة فاخر وعمرو مهدي والمخرج كريم ضياء الدين وقدمت (فيلم 2 في الكلابش) و(طاطا سايق العباطة) وحاليا أصور دوري في فيلم (استجلينا) مع منه جلال واحمد ماهر وأقرأ ورق فيلم فستان عريان مع شركة جودنيوز وبالنسبة للتليفزيون فقدمت مسلسل (نافذة على العالم) مع الفنانين عايدة رياض وتوفيق عبد الحميد وقد لاقى هذا العمل ردود أفعال جيدة واعتبرته خطوة حقيقية في مشواري مع التليفزيون.

الشهرة هل غيرتك بمعنى هل أخذت منك شيء أو أعطتك؟
الشهرة لم تغير في شيء لو تحدثنا على جانب علاقتي بأصدقائي وصديقاتي وأهلي فأنا اسمي الأصلي"سعده"ولا اغضب حينما يناديني أحد به فلماذا أتنكر له وهو الذي خلق مني إنسانه مشهورة ومعروفه يحبني الناس أو بعض من الناس، الشهرة قد تكون أخذت مني حريتي بعض الشيء كأن لا أستطيع الجلوس في مكان دون الرضوخ لطلبات المعجبين والتصوير معهم والحديث إليهم وهذا شيء يسعدني ولا يغضبني على الإطلاق بل انه وان دل على شيء فانه يدل على إنني موجودة والناس تعرفونني وحب الناس ليس شيئا سهلا بل يحتاج لمجهود وهذا الحب هو الذي أعطته لي الشهرة وأضافته إلي وأتمنى أن يزيد الله من حب الناس لي في قلوبهم لأنني به أحيا وسأعيش ما تبق لي من عمر.

بوسي.. لو أمامك الآن مصباح علاء الدين وقال لك اطلبي واحلمي كيفما تشائين ماذا تقولي له؟
تتوقف بوسي عن الكلام ثم تعاود قائلة: "أحلامي كثيرة وكبيرة لكن ولو مليون مصباح علاء الدين لن يستطيع تحقيقها فقط القادر عليها هو الله الذي أدعو له وأنا في صلاتي أن يمنحني القوة التي بها لا احتاج لأحد والكبرياء الذي به لا أتذلل لأي بني أدم في الوجود وأتمنى من الله عز وجل أن يسامحني إذا ارتكبت خطأ لم اقصده.

لو لخصت مشوارك في بعض من الكلمات ماذا تقولين؟
انه مشوار طويل به بعض من الشقاء والعذاب وبه أفراح وأحزان وأهات وكرامة وكبرياء وعزة نفس،صنع مشواري هذا كل إنسان وقف بجواري وساندني أمي وأبي اللذين كانوا يعطوني المال لاشتري به بدل الرقص حتى انجح أعطيهم كل ما وصلت إليه ولجمهوري اليد العليا في نجاحي واعده إنني سأكون حامله لكل هذا المعروف.