تحفل الأوساط الإعلامية بأخبار طلاق النجوم التي شهدت في الفترة الأخيرة فصولا دراماتيكية أقلها رفع دعاوى في المحاكم وتشهير الأزواج ببعضهم على صفحات المجلات والصحف، ما دفع الجمهور إلى متابعة هذه السيناريوهات الواقعية بدل الانشغال بأخبار النتاجات الفنية لهؤلاء. ما الأسباب التي تحوّل علاقة الحب والانسجام فجأة ومن دون سابق إنذار إلى كره يؤدي إلى الطلاق؟ هل للغيرة الدور في إذكاء الخلافات، سواء الغيرة من النجاح أو الغيرة من المعجبين؟
جاء طلاقها ليرخي بثقله على
الأجواء الفنية
بعدما شغل خبر طلاق الفنانة نوال الزعبي وسائل الإعلام العربية وما زالت تداعياته والردود المضادة بين نوال وزوجها إيلي ديب تتصدّر صفحات المجلات لغاية اليوم، جاء خبر طلاق الفنانة ديانا حداد من زوجها سهيل العبدول ليرخي بثقله على الأجواء الفنية، خصوصاً أن أقلاماً كثيرة تحدثت عن توتر العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة، إلا أنهما كانا ينفيان هذه الأخبار ويعتبران أنها إشاعات لا أكثر ولا أقل.
حسب البيان الصادر عن المكتب الخاص لسهيل العبدول، رئيس مجلس إدارة شبكة قنوات "نجوم"، أن الطلاق تمّ بين المنتج والمخرج الإماراتي سهيل العبدول وبين زوجته الفنانة اللبنانية ديانا حداد بناء على رغبة الطرفين وبكل إحترام متبادل، خصوصاً أن زواجهما أثمر ابنتين سيحافظان على رعايتهما مدى الحياة.
حصل الأمر نفسه مع الزغبي وزوجها إذ أنكرت هذه الأخيرة مراراً المشاكل التي تواجه حياتها الزوجية واعتبرتها بمثابة حملة إعلامية يشنّها البعض ضدها، لكن لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى خرج الخلاف إلى العلن وأعلن خبر انفصالها عن زوجها، وما لبث أن تحوّل الخلاف مع الوقت إلى معركة "كسر رأس" بين الطرفين وتراشق بالإتهامات.
تهم ودعاوى بالجملة
لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا أن المشاكل الشخصية لدى الفنانات العربيات تطغى أحياناً على أخبارهن ونشاطاتهن الفنية، إذ تابع الجمهور لفترة طويلة خلافات أصالة مع زوجها السابق أيمن الذهبي ومحاولات الصلح بينهما ثم الإنفصال والزواج الثاني للنجمة السورية من المخرج طارق العريان، وبات جمهور أنغام على موعد مع جلسات الخلع ثم النفقة التي رفعتها هذه الأخيرة على زوجها السابق الموزّع الكويتي فهد، كذلك حال الفنانة المصرية آمال ماهر التي رفعت دعوى خلع ضد زوجها السابق الملحن محمد ضياء.
الحال ليس أفضل مع الفنانة مي حريري التي انفصلت عن الملحن ملحم بركات لتعود وتتزوج المهندس أسامة شعبان وتنفصل عنه أيضاً مع ما رافق ذلك من مشاكل وصلت إلى المحاكم. كذلك طلبت الفنانة رويدا عطية الطلاق من زوجها حسام حسن، الذي سبب زواجها به مشاكل مع عائلتها، غير أن قصتها لم تنته عند هذا الحد، إذ كال الزوج سيلاً من التهم ضد زوجته السابقة ما جعلها تخرج عن صمتها وتردّ عليه عبر وسائل الإعلام نافية كل التهم... والقائمة لا تنتهي.
أين الرجولة؟
تعني الرجولة الصدق وقوّة الموقف...
بعد التجارب القاسية التي مرت بها، قالت الفنانة مي حريري في دردشة سابقة مع "الجريدة" إنها من المعجبات بالرجل الشرقي وترى فيه الصديق والأخ لكنها تساءلت: "أين هم الرجال في وقتنا الراهن؟ أعتقد أنهم نادرون".
أضافت حريري: "تعني الرجولة الصدق وقوّة الموقف والحماية للمرأة، مهما تطوّر المجتمع الشرقي تبقى فكرة أن المرأة لا يمكن أن تكون مستقلّة تماماً عن الرجل سائدة، إضافة إلى رفضه واقع نجاحها في عملها".
من جهتها تجد الفنانة ميسم نحاس، التي تعيش قصة حب راهناً، أن الحياة تتطلب تنازلات أحياناً والنظر إلى الأمور بواقعية وتشير إلى أن فنّها لا يحتلّ الدرجة الأولى في حياتها ولا تطبق مقولة بعض النساء "العائلة وبس".
عن تجربة انفصالها عن زوجها السابق تقول ميسم: "كان الزواج مشروعاً أجهله لكن بعد تجربة انفصالي عن زوجي أصبحت أتروى وأكتشفت مفاتيح العلاقة الناجحة. يتعلّم الشخص من أخطائه ومن التجارب التي يمرّ بها، بالتأكيد ثمة عناصر ضرورية لنجاح العلاقة ومنها الاحترام المتبادل والثقة والتفاهم".
الأضواء والحياة الشخصية
بدورها ترى الإعلامية ريتا حرب، التي لم تنجح علاقتها الزوجية وكان نصيبها الطلاق أيضاً، أنه من الصعب على المرأة التي تعمل تحت الأضواء الحفاظ على حياة شخصية أو عاطفية متوازنة، لأن الرجل الشرقي لا يتقبل نجوميتها، توضح: "يحبّ الرجل الشرقي المرأة القوية والناجحة في عملها لكنه يخشاها لأنها تتمتع بشخصية مستقلة ومثقفة تخوّلها التفوّق عليه وتشعره بأنه أقلّ شأناً وهو ما يرفضه على الإطلاق".