مسلسلات رمضان
هاني سلامة: لا تعنيني أبداً مقارنتي مع أحمد السقا وغيره!
17/07/2009

هاني سلامة ممثِّل خارج التصنيفات، لا يهتم كثيراً بحسابات السوق فكل ما يعنيه هو العمل الذي يقدمه ورد فعل الجمهور. عن "السفاح" أحدث أدواره السينمائية الذي خرج الى النور بعد سلسلة من التأجيلات كان الحوار التالي.

على رغم محاولة المخرج سعد هنداوي تصوير بعض الخلفيات حول أسباب اندفاع السفاح نحو هذا المصير، إلا أن الدور ظهر غامضاً ولم نتفهم كثيراً من الملابسات، فما ردك؟

هاني سلامة: لا تعنيني أبداً مقارنتي مع أحمد السقا وغيره!         صورة رقم 1

لم أجد للشخصية خلفية درامية
أصنعها بنفسي

بالعكس، خلفيات السفاح الدرامية كانت واضحة جداً، فهو وُلد في بيئة مشوّهة، وبالتالي عاش بنفسية مشوّهة أيضاً، وقد بدا ذلك واضحاً في مشاهد "الفلاش باك" التي تعود بالمشاهد إلى الماضي، لنتعرف من خلالها الى السفاح وهو طفل، والدوافع التي جعلته يتحوّل الى سفاح، وفي رأيي، كانت خلفيات الشخصية الدرامية التي جسّدها واضحة جداً في الفيلم بعكس شخصيات أخرى.

هل يعني ذلك أنك تفضِّل الشخصية ذات الخلفيات الدرامية القوية؟
بالطبع، لأن هذه النوعية من الشخصيات تساعدني كممثل على أن أتشرب ملامح الشخصية وأجسدها على الشاشة بشكل أفضل، ولكني إذا لم أجد للشخصية خلفية درامية أصنعها بنفسي، فأتخيل حياة هذا الشخص والظروف التي مر بها، وهذا يحدث معي في حالات نادرة يكون فيها الحدث هو الأساس وليس الشخصية.

قدمت، كعادتك، في هذا الفيلم مشاهد حب قد تعرِّضك لهجوم، ألم تتخوف منها؟
بصراحة مللت مصطلح "السينما النظيفة"، فأنا لا أفهمه، ولا معنى له سوى تعطيل مسيرة السينمائيين، وهو غير موجود إلا في مصر فحسب، فهل المطلوب مني أن أظل حبيس هذه الجملة لمجرد أن البعض مقتنع بها؟ أنا لا أقدم مشاهد الحب لأروِّج لأفلامي، بل هي موظَّفة في خدمة أحداث الفيلم ولا يمكن الاستغناء عنها.

يرى البعض أن أداءك لم يكن مناسباً لدور السفاح؟
هذه وجهات نظر أحترمها تماماً، وأحترم أيضاً من رأوا أن دور السفاح من أجمل الأدوار التي قدّمتها في مشواري الفني كله، المؤكد أنني اجتهدت كثيراً لتقديم الدور بهذا الشكل.

كيف اخترت الشكل الذي ظهرت به في الفيلم؟
اتفقت عليه مع المخرج سعد هنداوي وهو شكل يناسب فترة التسعينيات التي كان يعيش فيها السفاح الحقيقي، فاخترت أن أظهر بشارب وملابس تناسب هذه الفترة.

هل استشرت طبيباً نفسياً قبل تقديمك الشخصية؟

هاني سلامة: لا تعنيني أبداً مقارنتي مع أحمد السقا وغيره!         صورة رقم 2

الممثل الذي يرغب في التعامل
مع مخرجين مختلفين

لم أضطر لذلك، لكني التقيت بعدد من أصدقائي الدارسين لعلم النفس، وتعرفت من خلالهم على ملامح الشخصية وجوانبها النفسية المختلفة، وفي الأحوال كلها كان السيناريو كافياً.

هل أزعجك توقّف الفيلم إنتاجياً أكثر من مرة؟
موضوع الإنتاج لا علاقة لي به، فما يعنيني أن الفيلم صوِّر بالكامل وعُرض في الوقت المحدّد له.

ما الفرق بين تجربتك مع المخرج خالد يوسف وتجربتك مع المخرج سعد هنداوي؟
خالد يوسف مخرج مهم وتعاونت معه في معظم أفلامي لكني لست مضطراً للتعاون معه في أفلامي كلها، فأنا أفضِّل التعاون مع مخرجين آخرين لأتعلم أساليب جديدة في التمثيل.

من المعروف عنك أنك لست من هواة التعامل مع عدد كبير من المخرجين؟
هذا صحيح، فأنا أفضِّل التعامل مع عدد محدود من المخرجين، وهذا أسلوب سينمائي، بعكس عدد من الممثلين الذين يفضِّلون التعامل في كل فيلم مع مخرج مختلف.

كيف ترى الفارق بين النوعين من الممثلين؟
كلاهما على صواب، فالممثل الذي يرغب في التعامل مع مخرجين مختلفين يتعلم من كل مخرج أسلوباً جديداً ومختلفاً، أما الممثل الذي يتعامل مع عدد محدود من المخرجين فهو غالباً ما يشعر بارتياح نفسي مع المخرج، ما ينعكس على الأداء.

هل اختيار المخرج خالد يوسف لعمرو سعد بطلاً لفيلمين متتاليين صنع خلافاً بينكما؟
بالعكس، خالد يوسف حرٌّ في اختياراته، وأنا كذلك، وعمرو سعد ممثل موهوب، وعدم قيامي ببطولة فيلمين من إخراج خالد يوسف لا يعني أن ثمة خلافاً بيننا.

لكن تردَّد بالفعل أنه وقع خلاف بينكما بعد تسمية فيلم "الريس عمر حرب" باسم الشخصية التي كان يقدِّمها خالد صالح؟

هاني سلامة: لا تعنيني أبداً مقارنتي مع أحمد السقا وغيره!         صورة رقم 3

الأهم بالنسبة إليّ هو الفيلم الذي
أقدِّمه للجمهور

لا يوجد أي خلاف بيني وبين خالد صالح أو خالد يوسف، فالفيلم من البداية كان اسمه "الريس عمر حرب" ولم أتدخل كما تردد لتغيير اسمه، فهذه ليست أخلاقي، ولا أتدخل في رؤية المخرج.

ينتمي "السفاح" الى سلسلة أفلام العنف التي انتشرت بكثرة في الفترة الأخيرة، كيف ترى هذه الظاهرة؟
أفلام العنف ليست من اختراعنا، فهي منتشرة في العالم كله، ومعظم الأفلام المعروضة في هذا العام ينتمي الى هذه النوعية. أما "السفاح" فهو ليس عنيفاً إلى هذه الدرجة لكنه في الوقت نفسه ليس فيلماً كوميدياً، بل يتناول قصة حياة سفاح، فهل المطلوب ألا يظهر فيه نقطة دم واحدة؟ وبرأيي لو ابتعد المخرج سعد هنداوي عن العنف في الفيلم لكان انتُقد أيضاً، وكنا سنسمع من يقول "إنه فيلم عن سفاح ولا يحتوي على مشاهد عنف".

ألا تلاحظ أنك دائماً خارج المقارنات بين نجوم الصف الأول مثل أحمد السقا وكريم عبد العزيز؟
هذه المقارنات لا تعنيني أبداً ولا تهمّني إطلاقاً، الأهم بالنسبة إليّ هو الفيلم الذي أقدِّمه للجمهور، فهل أصبحت هذه المقارنات هي البورصة التي تقاس على أساسها نجومية الفنان؟

هل تختار أفلامك على أسس فنية أم تأخذ بالاعتبار شباك التذاكر؟
كفنان تعنيني جودة العمل في المقام الأول لكن في الوقت نفسه يهمني شباك التذاكر، فأنا لا أقدم فيلماً لي ولأصدقائي، ونجاح أفلامي هو الذي يشجِّع المنتجين على التعاقد معي مجدداً، وأحرص دائماً على إقامة توازن بين الجانبين.