قصة مادونا مع الخيبات لا تنتهي فصولها أبداً، منذ انطلاقتها في الفن وبلوغها الشهرة والنجاح لا تنفك تمدّ يد العون للفنانين الشباب الذين لا يزالون في بداية الطريق الفني وتشجعهم وما إن يصلوا إلى الشهرة والنجاح يتنكرون لها، مع ذلك لا تغلق بابها أمام أي طارق يسألها المساعدة. آخر فصول خيباتها وأشدها مرارة ما حصل بينها وبين الفنانة منار على أثر طرح دويتو "الدنيا صيفية".
قلة وفاء بعض الفنانين معها سابقاً
دفعتنا إلى سؤالها عن طيبة القلب
أثارت خطوة مادونا هذه استغرابنا، فهي عودتنا على فنها الجميل وأغنياتها المميزة التي دخلت القلوب واستمرّ حب الناس لها على الرغم من غيبتها الطويلة عن الساحة الفنية، وتساءلنا كيف تشارك مادونا في دويتو مع فنانة دخلت عالم الغناء عبر الإثارة والعري هي التي طاما شجعّت سابقاً المواهب الحقيقية.
حملنا سؤالنا قبل أسبوعين وتوجهنا إلى مادونا التي أجابتنا بابتسامتها المعتادة: "زارتني الفنانة منار مع مدير أعمالها وهو رجل أعمال مهم وأبلغتني أنها طرحت مجموعة من الأغنيات لكنها تشعر أنه ينقصها الدعم لتحقيق نجومية أكبر وسألتني: "لم تقدمي بعد أغنية دويتو مع فتاة، بصراحة أرغب بالتعاون معك في أغنية مشتركة فهل تلبين طلبي؟" لم أتعود أبداً أن أرفض طلب فنان يقصدني في حال اقتنعت به، لذلك وافقت على طلبها وسجلنا الأغنية وأصدرناها وهي تلقى أصداءً جميلة".
وصفت مادونا منار في جلستنا معها بأنها "فنانة جميلة كمبتدئة وحازت ألقاباً من بينها ملكة جمال الفنانات الشابات، بالإضافة إلى أنها مهذبة ومثقفة وصوتها مقبول لكن ينقصها بعض الدعم، بما أن الله أمدّني بإمكانات وطاقات كبيرة من الجميل أن أترجمها في أعمال تفيد الآخرين".
إلا أن قلة وفاء بعض الفنانين معها سابقاً دفعتنا إلى سؤالها عن طيبة القلب التي ما زالت تتحلّى بها فأجابت: {لم أمدّ يدي إلى أحد لغاية معينة ولا انتظر أن يردّ لي الجميل، مكافأتي هي محبة الناس والنجاح الذي يحققه الفنان الذي أدعمه، أفرح حين اسمع عبارة "مبروك الأغنية، حلوة كتير"، المهم بالنسبة إلي استمرار النجاح وتقديم المزيد من الدعم للمواهب الجديدة الحقيقية".
إخلال بالوعود
صرخات الألم والحزن كانت
ردها الوحيد
ما هي إلا أيام قليلة بعد زيارتنا لها حتى وقعت الواقعة، ومرة جديدة وجدت مادونا نفسها فريسة الكذب والخداع والإخلال بالوعود وعدم حصولها على مستحقاتها من الدويتو، فهي تقاضت حسب قولها 20 ألف دولار من أصل مبلغ 50 ألف دولار اتفقت عليه مع المنتج والمصيبة الأكبر أن الاتفاق تم عن ثقة من دون أي عقد يضمن حقها، تبرر مادونا فعلتها هذه بالقول: "وثقت بالمنتج الذي وضع يده بيدي حينها وقال: {أنا أخوك في الحياة وسوف أساعدك"، في المقابل أهدته أثاث صالونين ولوحة وسترة فرو.
لم تقف الأمور عند هذا الحدّ بل اتهمت مادونا منار بالإساءة إليها خلال تصوير الأغنية ومحاولة رشقها بكوب ماء بارد، إلا أن مساعدة مادونا حمتها منه، وتوجيه كلام يمسّ كرامتها، كذلك أخرت منار التصوير وغيّرت السيناريو وهددت بتبديل المخرج جاد شويري الذي اختارته مادونا.
اتصلت "الجريدة" بمادونا بعد هذا الإشكال، فكانت صرخات الألم والحزن ردها الوحيد على الأسئلة حول ما جرى معها مشيرة إلى أنها تمرّ بمرحلة صعبة بعد سوء معاملة منار لها، وأكدت أنها لن تسكت وستحصّل حقها مهما كان الثمن، قالت: "ما الذنب الذي اقترفته ليتصرفوا معي بهذه الطريقة، مددت يدي البيضاء لهم وساعدتهم وفتحت لهم بيتي وعاملتهم كما أعامل أخوتي"...
تكمل مادونا حديثها والغصة لا تفارقها: "ماذا فعلت في حياتي كي أحصد دائماً قلة الوفاء، منذ 15 عاماً وانا أحارب، تعبت وقرفت... لا يهمني المال، عشت بكرامتي ولم أقدم سوى الفن النظيف الراقي وما زلت أكافح لإكمال رسالتي الفنية مع ذلك أعامل بهذه الطريقة، فهل يعود ذلك إلى الحسد والغيرة؟.... أنا إنسانة مؤمنة بالله وأحب العطاء وأعتقدت أن الدنيا ما زالت بألف خير وتشبه أخلاقنا وتربيتنا، لكن الواقع يثبت لي العكس، أبكي بحرقة من قهري على نفسي ومن الإهانات التي تعرضت لها، لكن لن اتنازل عن حقي ولن أدع أحداً يمسّ كرامتي التي لا تباع ولا تشترى".
وعما إذا كانت باشرت في المعاملات القانونية قالت: "طبعاً سوف أنتزع حقي بالقانون، أنا على ثقة بأن الصحافة الشريفة ستقف إلى جانبي لأنها تعرف من هي مادونا... حاولت تحسين صورة منار بعد الكليب المبتذل الذي قدمته وانظروا ماذا كانت النتيجة... يا عيب الشوم".