مسلسلات رمضان
وسام صباغ: أحضّر مسلسلاً كوميديًا من بطولتنا ابني وانا!!
28/06/2009

في الواقع لا يختلف كثيرًا عن الشاشة، هو مرح ولا تخلو الجلسة معه من الطرافة... تدرّج ببطء وأدى الادوار المسندة إلى الابطال وتمكن بفضل موهبته وذكائه من الوصول الى القمة. في رصيده أعمال كوميدية كثيرة من بينها "محلولة"، "مش ظابطة"، "CBM"، "فاميليا"، "قول إن شاء الله".. وفي الأعمال الأخيرة، رافقه إبنه جاد ليشكلا معًا ثنائيًا مرحًا استقطب مشاهدي التلفزيون والمسرح. الممثل وسام صباغ تحدث الى "الجريدة".

كيف كانت انطلاقتك الفنية؟

وسام صباغ: أحضّر مسلسلاً كوميديًا من بطولتنا ابني وانا!!          صورة رقم 1

تدرّجت في الفن واكتسبت نضجاً
وصرت أختار الأعمال بتأنٍ


درست الإخراج والتمثيل في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية وتخصصت في الدراسات المالية والجمركية في جامعة بيروت العربية. منذ دخولي الجامعة حرصت على اقتناص أي فرصة لتقديم نفسي كممثل، تزامن ذلك مع تحضير الكاتب مروان نجار سلسلة "طالبين القرب" التي ضمت مجموعة من الوجوه الجديدة وطلاب المسرح، فشاركت فيها من ثم عملت في المسرح مع نجار والراحل ابراهيم مرعشلي ما سمح لي بالتعرف إلى المهنة أكثر.

كيف تقيّم فنك اليوم؟
تدرّجت في الفن واكتسبت نضجاً وصرت أختار الأعمال بتأنٍ وكرست له نفسي وجهدي وتعبي، مع ذلك لم يقدّم لي دور البطولة على طبق من فضة. اليوم أستطيع القول إنني أثبتّ موهبتي كذلك افكاري التي أقدّمها الى المنتجين.

نلتَ دراسات عليا في اختصاصين مختلفين. لماذا التزمت الفن وليس إدارة الأعمال؟
تخصصت في إدارة الأعمال بسبب المخاوف التي انتابت أهلي حول مستقبلي. ففي الفترة التي تخرجت فيها في الجامعة كان لبنان يلملم شتاته من آثار الحرب التي عصفت به وكان العمل في التمثيل أنذاك يعدّ مخاطرة.

أعتبر أن اختصاص إدارة الاعمال بمثابة ثقافة واطلاع، وفي أثناء تخصصي لم أنسَ المسرح إذ عملت على تأسيس نادٍ مسرحي في جامعة بيروت العربية وكنا نقدّم مسرحيات ونعرضها على مسارح الجامعات العربية. من جهة أخرى لا أستطيع حصر نفسي وراء مكتب، عملت لشهر واحد في إدارة الأعمال ولم أستمر مع أن عملي لم يكن ذا طابع مكتبي.

استغرقت وقتاً طويلا لتصل الى البطولة لماذا؟
لا يعرف أحد متى تأتي الفرصة المناسبة التي على الانسان السعي اليها. بعض المنتجين أو المخرجين لا يفهم موهبتك أو يحصر الممثل في نوع معيّن، قلة تتبنى ممثلا لا يصبّ في مصالح محددة. كلما كان الممثل صاحب ضمير وأخلاق واستقامة تضاعف جهده للوصول الى البطولة.

وماذا عن الموهبة؟
لا يمكن طمر الموهبة طويلاً، لا بدّ من أن تظهر إذا كان الفنان ذكيًا ويجتهد لإظهارها.

لماذا اخترت الكوميديا؟
لأنها اصعب الفنون وليس من السهل تصنيف الفنان بالكوميدي. شرف كبير له أن يكون مزروعًا في ذهن الناس ككوميدي وأن يكون موازيًا للابتسامة. الكوميديا عملة نادرة والكوميديون قلائل في العالم مقارنة مع ممثلي الدراما.

هل اخترت هذا النوع لأنه من أصعب الفنون أم لأنه الأقرب الى شخصيتك؟
لا يختار الفنان بل يجد نفسه موجهًا فطريًا نحو الكوميديا. حاول ممثلون كثر أداء الدور الكوميدي لكنهم لم يوفقوا. في المسلسل الأخير "قول إن شاء الله" أديت دور طبيب نفسي وكانت شخصية جديّة، فتفاوت تجاوب الجمهور معها بين القبول والرفض ورأى البعض أن من الممكن أن يؤدي أي ممثل هذه الشخصية.

تنتقل أعمال درامية تلفزيونية كثيرة الى السينما أو المسرح بعد نجاحها. هل هذه احدى الوسائل الجاذبة نحوهما خصوصًا أن لا حركة فنية تذكر فيهما؟

وسام صباغ: أحضّر مسلسلاً كوميديًا من بطولتنا ابني وانا!!          صورة رقم 2

الدراما اللبنانية لا تتمتع بشعبية
في الخارج


المسرح موجود في الوقت الراهن في لبنان، لكن بلدنا صغير والفرق المسرحية قليلة لكنها مستمرة في العمل. ثم إن الأزمة المعيشية التي تعصف بنا تجعل من الصعب أن يتجه الناس الى المسرح ودفع المال لمشاهدة مسرحية ما. الأهم تقديم عمل جميل لأن العمل في المسرح يعلو صداه أو يخفت وفق نوعيته بغض النظر عن هوية العمل التلفزيوني المنطلق منه ولأن الجمهور يهوى التواصل مع الفنان مباشرة عبر المسرح وليس عبر التلفزيون.

والسينما؟
ما زالت متأخرة وحركتها متواضعة مقارنة مع أي بلد آخر وتحتاج الى إنتاج كبير، فإن لم يتمتع المنتج بالحس الفني ولم يكن قادرًا على المخاطرة لا يمكنه خوض غمار السينما.

شاركت في عمل كوميدي عربي هو CBM على شاشة MBC، ماذا أضافت إليك هذه التجربة؟
كانت تجربة مهمة تعلمت منها الكثير خصوصًا أنها استمرت أربعة مواسم على الهواء في أهم محطة عربية، وتمتع برنامجنا بانتاج عالٍ، إذ كنا نصوّر مشاهدنا أمام الجمهور وتعرض على التلفزيون، وهذا الأمر يعطي دفعًا قويًا للممثل، كذلك ضم البرنامج مجموعة كتاب وممثلين من البلدان العربية المختلفة.

إلى أي مدى ساهم في انتشارك؟
إلى حدّ كبير، لأن الدراما اللبنانية لا تتمتع بشعبية في الخارج، ويصبّ اهتمام المشاهد العربي على برامجنا المنوعة.

هل تحضّر عملاً عربياً راهنًا؟
عرض علي المشاركة في فيلم مصري على خلفية عملي مع MBC يفترض أن يبدأ تصويره بعد شهر رمضان الكريم، أتمنى أن يتحقق هذا المشروع لأنه أول عمل لبناني - عربي أشترك فيه.

أين نحن اليوم من هذه الأعمال المشتركة؟
سابقًا كان لبنان محطة فنية للأعمال الدرامية، بعد الحرب صرنا على الهامش. نحتاج الى الاستقرار لنلملم شتات المهنة بعد التضعضع الذي أصابها، كذلك نحتاج الى الوقت لنلحق بجيراننا الذين سبقونا ونجاريهم مجددًا.

كيف تصنّف الأعمال الكوميدية في لبنان؟
منها الجيّد ومنها دون المستوى. بات المسرح السياسي خطًا نشهده في وجوه عدّة وفي فرق عدّة. من الضروري أن نتطور أكثر على صعيد الكوميديا. لا شك في أن كتابة الكوميديا صعبة لذلك نشهد في سوريا عددًا قليلاً من الأعمال الكوميدية أيضاً.

هل تتفوق البرامج التي تسخر من السياسيين على الأعمال الكوميدية؟
طبعًا وتأخذ مساحة أوسع، كل ما يرتبط بالسياسة ينعم بمساهمة مادية من حيث الإنتاج خصوصًا على شاشاتنا المحلية، مع ذلك، لم يعد هذا الموضوع يعني المشاهدين كثيرًا، إذ باتوا يفضلون البرامج والمسلسلات التي تتضمن قصة ممتعة أو شخصيات تجذبهم.

إلى أي مدى يؤثر الوضع العام في البلد في مزاج الممثل الكوميدي وعطائه؟

وسام صباغ: أحضّر مسلسلاً كوميديًا من بطولتنا ابني وانا!!          صورة رقم 3

مفهوم الكوميديا واحد في العالم كله


تأقلمنا مع هذا الوضع، فنحن امام خيارين: إما السفر أو العيش هنا. لذلك قررنا العيش هنا والمكافحة وشق طريقنا في الصخر. أقترح إقامة تمثال لكل من يعمل في الابداع والجمال في لبنان لأنه يزرع الابتسامة في هذا البلد "العصبي".

أين نلتقي مع الكوميديا العربية؟
مفهوم الكوميديا واحد في العالم كله إنما يختلف من حيث التقديم وفق المواضيع التي تتفاوت أهميتها من بلد الى آخر.

من هو الممثل العربي الكوميدي الذي يعجبك؟
ثمة دم جديد صاعد مثل أحمد حلمي، تامر حسني الخفيف الظل، محمد سعد، الثنائي ناصر القصبي وعبدالله سرحان، فايز الملكي.

كيف تصنّف واقع الدراما اللبنانية؟
نقدّم أعمالنا من ضمن إمكاناتنا الفردية. للأسف ما زال المسلسل اللبناني يفتقد إلى التوزيع عربيًا بسبب تأخرنا عن سائر البلدان العربية وقلة عدد الكتّاب نسبة إلى الدول العربية، بالإضافة إلى المنافسة التي نواجهها مع سوريا ومصر، لذا بات إنتاج عمل لبناني مخاطرة.

كيف تقيّم الدراما اللبنانية مقارنة مع الدراما العربية؟
تعكس الدراما العربية واقعها أكثر بينما قصصنا في غالبيتها بعيدة عن بيئتنا، مع العلم أن انعكاس الواقع في الدراما قد يدفع المشاهد الى الشعور بالقصة أكثر. انطلقت قصة "محلولة" مثلاً من الواقع وعولجت في قالب كوميدي عبر شخصيات واقعية وتفاصيل صغيرة موجودة في حياتنا اليومية فأحبها المشاهد.

من جهة أخرى نلاحظ أن مسلسلاتنا الدرامية تصوّر شخصيات على جانب من الثراء تعيش في القصور ربما لاظهار جمالية الصورة من دون الأخذ في الاعتبار تصوير طبقة الناس العاديين. لكن وسط هذه المعمعة ثمة أعمال درامية لا يمكن إلا أن نقدرها لأنها تقدم عبر مجهود فردي.

نلاحظ تفاهمًا فنيًا بينك وبين الكاتبة كلوديا مرشليان. الى أي مدى يساهم ذلك في نجاح عملك؟
كلوديا مرشليان ممثلة تعرف شخصيتي وتتمتع بحس فني، آمنت بموهبتي وعملنا معًا وأصبح بيننا تفاهم فني وهذا جيّد. كذلك الأمر بالنسبة الى شركة "نيولوك برودكشن" لبودي معلولي، اجتمعنا في "محلولة" و{قول إن شاء الله". يظهر هذا التفاهم الفني الذي يجمعنا في تكامل تركيبة العمل الذي يمسك به المخرج جورج خليل.

كان لافتًا مشاركة الممثل القدير صلاح تيزاني "أبو سليم" في مسلسل "محلولة" وفي المسرحية أيضًا على الرغم من كبر سنه. ماذا تخبرنا عن هذه التجربة؟
صلاح تيزاني عملاق في عالم الكوميديا، للأسف عندما يتقدّم الممثل في السن يواجه النسيان بدل التقدير وهذا أمر أكرهه، سيأتي يوم أصبح فيه مسنًّا وأتمنى ألا أواجه المصير نفسه.

برهن صلاح تيزاني أن طاقته ما زالت قوية، لذا من الضروري أن يكون وجوده في التلفزيون والسينما عبرة لكل المخرجين والمنتجين. يجب ألا ننسى قديمنا وأن نقدّر من بنى الصورة والمسرح في لبنان. كانت لي لفتة صغيرة تجاه الممثل الكبير صلاح تيزاني، أنا الصغير إنتاجيًا وفنيًا قدمت شيئًا بسيطًا، فكيف بالحري إذا قدم المنتجون الكبار لفتة تجاهه؟

ما جديدك؟
أحضّر مسلسلاً كوميديًا من بطولتنا إبني جاد (ثمانية اعوام) وأنا. بات جاد معروفاً، لذلك تقديرًا لموهبته وللذين أحبوه سنقدّم عملاً يناسب أفراد العائلة.