حين احيا الفنان الكبير "جورج وسوف" حفلين غنائيين في تونس، نشرت الصحافة الكثير من الاخبار حول مدى الارهاق الذي اصابه، وعدم قدرته على الاسترسال في الغناء بسبب وضعه الصحي، وخفوت صوته وتقطعه وعدم مجاراته للموسيقى رغم صيحات التشجيع من الجمهور الحاضر. وطالبه البعض بالتوقف عن الغناء احتراما لتاريخه. وقد ثار آخرون على هذا النقد واتهموه بانه نقد قاسي جدا، لكن تسريب فيديو الحفل وضّح سبب صدمة الجمهور الكبيرة وخيبة امله.

وصعد سلطان الطرب الى المسرح بدعم الطاقم المحيط به اذ لم يستطع المشي وحيدا، وقضى اغلب أجزاء الحفل بينما هو يتكئ على جهاز الأورغ لعدم قدرته على الوقوف. واعتبر كثيرون أنّ "جورج وسوف" كان ضحية تجار الفن واستغلالهم لوضعه الصعب، فمنحوه أعلى أجر من اجل اقناعه بالغناء وهو في تلك الحالة. وباعوا بهذا اسمه وتاريخه واستغلوا نجوميته على حساب صحته وصورته في اذهان الجمهور ورصيده، فهم يريدون الربح بأي ثمن…

وتعاطف الكثيرون مع الفنان جورج وسوف وشكروه على قدومه الى تونس في مثل ظروفه الصحية الصعبة وظروف البلاد الخاصة، ولكن طالب إعلاميون تونسيون النجم، في تغريدات ومقالات، بالتوقف نهائيا عن الغناء لعدم مقدرته عليه.

وصرح المذيع التونسي سمير الوافي بإنه صدم "بعد مشاهدة النجم العربي جورج وسوف خلال حضور هذا الأخير لإحياء سهرة بمهرجان بنزرت الدولي... أخلاقيا لا أستطيع أن أنقل التفاصيل الفظيعة التي سمعتها وصدمتني… احتراما لمكانة وتاريخ هذا المطرب الكبير الذي شاهده عشاقه ينزل في المطار نحو السيارة على كرسي متحرك… عاجزا عن المشي ومتلعثما في الكلام… وهي غلطة فادحة وجريمة اعلامية ارتكبها ضده المحيطون به… حيث سمحوا بتصويره والحديث معه وهو في تلك الحالة الحرجة حالة الضعف والعجز التي تحير جمهوره وتجعله يتساءل كيف سيغني لهم وهو في تلك الحالة".