مسلسلات رمضان
افلام التحرش والرقص سبب قلة الادب وازدياد التحرش النوعي
14/06/2014

تواجه السينما المصرية اتهاما بالوقوف وراء تزايد حالات التحرش بسلسلة من الأفلام التي تبرر وتروج له. النقاد يتهمون المنتجين بالسعي وراء نمط واحد من الأفلام يعتمدون فيه على مشاهد الرقص والكباريهات من أجل إنعاش شباك الإيرادات، وهي نوعية من الأفلام تدعو بشكل أو بآخر إلى التحرش.. لكن يبقى السؤال كيف تناولت السينما قضية التحرش على شاشتها

يقول الناقد طارق الشناوي إن تناول السينما لظاهرة التحرش بدأ مع حادث الثمانينيات الشهير والمعروف باسم فتاة المعادي، وقتها تسابق المنتجون على تقديم أفلام مستغلين الحادث، ومنها المغتصبون للفنانة ليلى علوي وأخرجه وكتبه سعيد مرزوق، وفيلم اغتصاب عن قصة فاروق سعيد بطولة هدى رمزي وفاروق الفيشاوي من إخراج على عبدالخالق، فقرر صناع تلك الأفلام مناقشة الأزمة لا لأغراض اجتماعية أو إنسانية أو فنية، ولكن كان هدفهم الوحيد تحقيق الربح وكانوا يتسابقون على من سيعرض قبل الآخر ليجني ما سيحققه الفيلم خاصة أنه جريء، فكان هناك تسرع في تقديم هذه الأعمال.

افلام التحرش والرقص سبب قلة الادب وازدياد التحرش النوعي صورة رقم 1

وأشار الشناوي إلى أن أفضل الأعمال التي تناولت ظاهرة الاغتصاب كان فيلم "دعاء الكروان" سيناريو وحوار يوسف جوهر والمأخوذ عن رواية للأديب الراحل طه حسين ومن إخراج هنري بركات وبطولة سيدة الشاشة فاتن حمامة، بالإضافة إلى فيلم 678 من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة نيللي كريم، والأخير مصنوع بذكاء وحس فني، ورصد ظاهرة التحرش بكل أشكالها ويحتوي على جانب علمي وسيكولوجي، وتمكن من مهاجمة القضية بتواز فني وعلمي وركز على طرح ما وراء جريمة التحرش وتأثيره على الشخصيات.

وأوضح الشناوي أن الشارع المصري تجاوز الشاشة وما شهده مؤخرًا ميدان التحرير تخطى أي خيال سينمائي، وأن السينما والدراما لم تتناولا القضية بتركيز، مطالبًا بسرعة وجود حلول جذرية للهاجس الرقابي الموجود حاليًا وعدم مصادرة الحريات لأن استمرارها يعني انهيارا للفن والإبداع.

افلام التحرش والرقص سبب قلة الادب وازدياد التحرش النوعي صورة رقم 2

ويرى الناقد أحمد رأفت بهجت أن السينما لعبت دورا سلبيا فيما يعانيه المجتمع الآن من انتشار لهذه الظاهرة، ويؤكد أن الفن مقصر، وتسبب في تدني قيم كثيرة في حياتنا، وتسبب في تدني لغة الحوار، ويعالج القضايا بشكل سوقي، بأفلام مبتذلة وسينما خالية من تقاليدنا وأخلاقياتنا. واضاف بهجت: إننا نعاني منذ 20 عاما من خلل سواء على مستوى الأجهزة التنفيذية أو الرقابية للفنون، وأصبحت "قلة الأدب هي السمة الرائجة"، حسبما يؤكد رؤساء الرقابة على المصنفات الفنية بتصديقهم على أفلام بحجة أن ما تقدمه هو لغة العصر.

وتابع: السينما كانت سببا في انتشار الفواحش والسلبيات ولم تعالجها وللأسف تحولت السوقية إلي وسيلة لجذب الجماهير، وأصبح السبكي رئيس جمهورية الإنتاج، وتسبب في انهيار الموضوعات وتحولها إلى سطحية وحولت البطل إلى بلطجي، والعشوائيات أجواء رئيسية في الفيلم المصري ليس بغرض معالجة سلبياتها أو لخلق إيجابيات منها ولكن لتمجيدها، وأصبحت السينما متسببة في تحول لغة الحوار من الحضارية إلى المتدنية، وأتذكر أن الفنانة القديرة فاتن حمامة في فيلم "الخيط الرفيع" كانت لها جملة في الحوار تقول فيها "ابن الكلب" وقتها وجهوا إليها الاتهامات والاعتراضات على هذه الجملة فما بالنا بما نراه الآن في السينما. عن المصري اليوم