حكاية غريبة ومأساه مؤلمة تصلح أن تكون قصة فيلم هندي أو مصري قديم، لكنها قصة حقيقية بطلتها سهى عبد الامير وهي فنانة عراقية جميلة وتمتاز بصوت شجي وتحلم وهي غجرية فقيرة أن تتخلص من الفقر المدقع وان تكون نجمة لامعه مشهورة لا تغيب عدسات واضواء الكاميرا عن وجهها. ويخدمها الحظ او ربما هي الصدفة فيكتشفها ملحن معروف وتنضم إلى فرقة فنية في مدينتها في جنوب العراق، ويقودها صوتها الآسر إلى النجومية والأضواء والمال والسيارات الفارهة والكثير من المعجبين ويفوز بها أحد أبناء الذوات وهو من طبقة الضباط المقربين للقصر الرئاسي والبعض يقول انه قريب صدام حسين شخصيا. لكن الرئاسة ترفضها ويذطر زوجها لرميها في الشارع فتفقد عقلها وينتهي بها الامر الى الجنون وخيالات تصور لها ان جنيا عقد قرانه عليها.
وما حدث هو كما في حكايات الأفلام الهندية أو المصرية القديمة فقد اعترض "القصر" على تلطيخ "شرف العسكرية" بالزواج من الـ"غجرية" سها، وتقوم قائمة الأهل فيضطر الضابط العاشق إلى أخذ أولاده ورمي زوجته الفنانة إلى الشارع، ويقال انها لاقت تعذيبا شديدا ليعتم مساء النجمة رويداً رويداً إلى أن تختفي ولا أحد يعرف عن أخبارها شيئاً.
سر المرأة المتسولة..
في الأسابيع الأخيرة تداولت صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صور امرأة متسولة تنام في ما يشبه "قن الدجاج" وتقتات على فضلات المزابل.
وعلى الرغم من آثار الزمن وفقدان الذاكرة إلا إن العين المتفحصة لا يمكن أن تخطئها خصوصاً من الجيل الذي عاصر غناء ثمانينات القرن الماضي وحفظ وجوه حسناواته، فتبعها الإعلام وتناقلت الصحف صورها، ولكن لا أحد باستطاعته الاقتراب منها فقد حوّل الجنون الفنانة الرقيقة إلى امرأة تخاف من البشر ولا تأمن جانبهم.
يقول رئيس تحرير جريدة الاتجاه الثقافي عبد العال مأمون: "الذي شاع في الوسط الفني – أيامها- أنها أصيبت بحالة نفسية قاسية نتيجة ما جرى لها من زواجها في زمن النظام السابق إلى درجة فقدان الذاكرة والاقتراب من الجنون، ومما يؤسف له أن المؤسسات الحالية لم تقدم لها ما ينقذها من وضعها المزري".
ويضيف مأمون "إن وزارة الثقافة ممثلة بمستشارها الثقافي طالبت المراجع الرسمية برعاية هذه الفنانة التي لم يزل صدى أغنياتها يتردد في الإذاعات المحلية وعلى موقع "يوتيوب"، ولكن تأخّر إقرار الموازنة والانتخابات ومعارك الأنبار قدمت الأهم على المهم وما زلنا بالانتظار".
هل حقاً زوجها جنّي؟!!
الفنان والمطرب محمد زبون كان من بين مجموعة من الفنانين الذين سعوا إلى إنقاذ زميلتهم القديمة من وضعها المزري. ويقول زبون للعربية: "شيئاً فشيئا بدأت بالتعرف على أصحابها القدماء فعرفت المطرب علي جودة والمصور صباح السراج وعادت إلى ذاكرتها ظلال من الماضي وحين ذكر أمامها اسم مطرب كانت بينها وبينه قصة حب دمعت عيناها".
وتابع الفنان "لكنها بقيت أسيرة التوهم بأن جنّياً قد عقد قرانه عليها ولذلك لا يمكنها أن تترك خربتها الحالية وتنتقل إلى "الكرفان" الذي اشتراه بعض الفنانين لإيوائها، حتى فكرة الذهاب معهم إلى مستشفى تخصصي بالأمراض النفسية رفضتها تماما لأنها لا يمكن أن تترك زوجها لوحده، والمفرح أنها ونتيجة اهتمام زملائها بدأت تتزين وترتب نفسها بشكل أفضل من السابق".
وتبقى حكاية الفنانة البصرية "سهى عبد الأمير" التي كانت دائماً تقول في مقابلاتها الصحفية بأنها جميلة جميلات الغناء المعاصر، واحدة من حكايات الزمن العراقي الصعب.
مجوعة أغاني سهى عبد الأمير
موقع المسلسلات والأفلام وبرامج التلفزيون الرائد في العالم العربي
