من الملاحظ في السنوات الاخيرة تراجع ملحوظ لدور الام في الأعمال الفنية المتنوعة، والتي تركز على اهمية قيمة الأسرة وخاصة بالنسبة لدور الأم ومكانتها. وأرجع عدد كبير من الفنانين العرب سبب التراجع إلى العديد من الأسباب، وعلى رأسها الاهتمام بالأعمال الفنية التجارية والتي تعتمد على الإبهار وذلك على حساب المحتوى.

وترى الفنانة رانيا محمود ياسين أن الفن ما زال في انحدار، حيث انخفضت الأعمال الفنية التي تحمل مضمونا وهدفا، فلم نعد نشاهد أعمالا ذات قيمة تركز على الأسرة ومكانة الأم في المجتمع مثل التي تم تقديمها في الماضي. وأرجعت السبب في تراجع تقديم تلك الأعمال إلى الاستهتار بالمحتوى.

رانيا محمود ياسين: الفن ما زال في انحدار

وأضافت: "للأسف الأعمال الناجحة في السنوات الأخيرة التي ركزت على قيمة الأسرة ودور الأم قليلة ولا نتذكر منها سوى القليل أبرزها مسلسل "يتربى في عزو"، ومن ثم يجب أن يعيد صناع الدراما النظر إلى المحتوى من جديد، ولينظروا إلى الأعمال التليفزيونية التي رسخت في وجداننا رغم عدم استخدام التقنيات الحديثة في تصويرها مثل مسلسلات "ليالي الحلمية، اليقين، لن أعيش في جلباب أبي" و"أخو البنات".

من جانبه، قال السيناريست الكبير مجدي صابر، إن الدراما تعكس الأوضاع التي يمر بها المجتمع، وبالتالي فإن تراجع تقديم الأعمال التي تركز على الأسرة ودور الأم بصفة خاصة يرجع إلى سببين رئيسيين: الأول يتمثل في تغير العلاقات داخل المجتمع والأسرة الواحدة في السنوات الأخيرة، فأصبحنا نجد التطاول داخل الأسرة إلى جانب انتشار حوادث القتل والسرقة داخلها، بعدما كانت تتميز الأسرة في الماضي بالترابط والعلاقات القائمة على الاحترام المتبادل. والثاني يتمثل في دخول صناع السينما في مجال الدراما التليفزيونية بأفكار مختلفة يطلق عليها الفكر التجاري، بعيدا عن خصوصية الدراما، التي تعتمد على المحتوى في المقام الأول، وبالتالي فإننا نستطيع القول بأن الفن التربوي تراجع كثيرا.

"لم نعد نشاهد أعمالا ذات قيمة تركز على الأسرة ومكانة الأم بالمجتمع"

واتفق المخرج عمر عبد العزيز وكيل نقابة المهن السينمائية، في الرأي مع السيناريست مجدي صابر، مشيرا إلى تأثر الفن والسينما بما يحدث في المجتمع، وبالتالي فإن انضباط الفن كما كان الحال في الماضي مرهون بانضباط كافة الأمور في المجتمع"، وخاصة الاستقرار السياسي.

"دور الأم قليلة ولا نتذكر منها سوى القليل أبرزها مسلسل "يتربى في عزو""

وشدد المخرج عمر عبد العزيز، على أهمية تركيز الأعمال الدرامية والسينمائية على نظرة التفاؤل والأمل، بعيدا عن الكآبة الكاملة التي تصيب أفراد المجتمع بالإحباط إلى جانب التركيز على النظرة المستقبلية لكافة الأمور والأوضاع في المجتمع بشكل مختلف وهو ما قدمه في عدد من أعماله من أبرزها أفلام "هنا القاهرة"، و"يارب ولد" و"دسوقي أفندي في المصيف" والذي جسدت خلاله الراحلة زوزو نبيل دور الأم البسيطة بشكل رائع.