انتقد اختصاصيون سعوديون فناناً شعبياً في المملكة، لإعادة غنائه قصيدة تشجع على الغزل ببنات المدارس، أداها فنانون شعبيون قبل عشرات السنين، من خلال إصدارها في ألبومه الأول قبل أيام، لكنه يرى في المقابل أن عمله الفني يحافظ على الموروث الشعبي السعودي من الاندثار.

وأصدر الفنان طايع الريمان ألبومه الأول، ومن ضمنه أغنية "بنات المدارس" التي تقول:"بنات المدارس ليتني عندكم سواق، أمتع عيوني بالنظر دايم فيكم"، إلا إن عشرات السعوديين رأوا أن إعادة بث هذه الأغنية مجدداً مخالفة للعادات والتقاليد، لأنها تسيء إلى الذوق العام. ويقول الباحث التربوي عبدالعزيز الحصيني:"ظهور هذه الأغنية في الوقت الحالي يثير علامات الاستفهام، لأنه لا ينبغي أن تبث أغنية تشجع على الغزل سواءً بالتلميذات أو غيرهن"، مشيراً إلى أن الفنان خالف العادات والتقاليد.

ويؤكد الاختصاصي النفسي طلال الثقفي أنه "من الواجب على الفنان اختيار كلمات تناسب الذوق العام ولا تخدش الحياء، لأن هناك عدداً كبيراً من المراهقين يتأثرون بالأغاني التي تصل إليهم"، لافتاً إلى أن الأغنية أياً كانت كلماتها تجد من يتجاوب معها، وقد تدفع كلمات "بنات المدارس" عدداً من الشبان إلى "التسكع" أمام مدارس البنات، لأن الفنان تمنى رؤية التلميذات حتى لو كان بالعمل سائقاً لديهن.

ويضيف:"للأسف تراجع مستوى الأغنية العربية عموماً، فالكلمات التي تصل إلى المتلقي لا تليق بالفن الراقي، وكذلك الفيديو كليبات العربية لا تراعي التعاليم الدينية والتربوية، وهذا ما جعل قيمة الفنان تنخفض لدى المتلقين"، داعياً الفنانين والشعراء إلى اختيار كلمات راقية واحترام الذوق العام، خصوصاً أن هناك أطفالاً يتابعون التلفزيونات ويستمعون إلى الإذاعات.

ويرى الصحافي والناقد الفني فؤاد المالكي، أن إعادة بث أغنية "بنات المدارس" لا تخدم الفنان ومسيرته، حتى وإن استهدفت فئة معينة من المستمعين، ويقول:"الفنان الناجح يختار كلمات أغانيه بعناية، بحيث تناسب جميع فئات المجتمع". ويرد الفنان طايع الريمان بقوله: "الأغنية في الأساس لفناني الأول بشير حمد شنان الذي تأثرت به، وغنيتها في الوقت الحالي حفاظاً على إرث بشير من الاندثار". ويضيف:"حملة الانتقادات التي طاولتني لم تكن منصفة، كون المنتقدين لا يعرفون أن نيتي سليمة. الوضع طبيعي جداً"، مؤكداً أنه يحاول إعادة هيبة الفن الشعبي الأصيل، والحفاظ على موروث بشير شنان من السرقات.