جثة عبد الحليم حافظ لم تتحلل منذ دفنها "هكذا اعاد ناشطي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فتح الملف الذي اثير منذ عدة سنوات حول عدم تحلل جثة العندليب الاسمر رغم دفنها منذ اكثر من 35 عاما. وقد تم اثارة هذا الموضوع بعد أن تم فتح مقبرة العندليب لحمايتها من خطر تسرّب المياه الجوفية اليها. وبالرغم من كل ذلك فلم يتم حتى هذه اللحظة التأكد من حقيقة هذا الموضوع سواء بالتأكيد أو النفي وهو ما خلق حالة البلبلة الموجودة حاليا.

محمد شبانة إبن شقيق عبد الحليم حافظ

وقرر موقع "مسلسلات برو" حسم هذا الجدل عبر توجيه اسئلة مباشرة لمحمد شبانة إبن شقيق الفنان الراحل. وفجّر شبانة مفأجاة مدوية، حينما اكد أن جثة عمه بالفعل لم تتحلل مشيرا إلى إنه رأى الجثمان كاملا بعينه وظهر كأنه تم دفنه على التو على حد قوله. وعن سبب إتخاذ اسرة العندليب قرارا بإعادة فتح المقبرة مرة اخرى، قال شبانة لـ"مسلسلات برو": فوجئت منذ 6 سنوات بأخبار عن تسرب مياه جوفية بمنطقة البساتين التي توجد بها مقبرة عمي. فقلقت من الأمر وتوجهت بصحبة السيدة زينب إبنة عمتي لقسم الحد من المخاطر بكلية العلوم جامعة القاهرة لكي يقوم المسؤولون هناك بعمل مسح راداري للشارع الذي تقع فيه المقبرة، وذلك من اجل معرفة مكان تجمع تلك المياه ومدى قربها من المقابر وتأثيرها عليها.

واضاف موضحا لمراسل "مسلسلات برو": توجه معنا بالفعل احد المهندسين من هذا المركز كي نتحقق من الأمر. وتبيّن من نتيجة الكشف الذي أجراه المهندس أن المقبرة الخاصة بعمي هي الوحيدة من بين جميع المقابر هناك، والتي لم تتسرب اليها المياه الجوفية. وكان السبب وجود نوعية معينة من الصخور أسفلها وهذه الصخور حالت دون وصول أي مياه اليها. وكان ذلك عكس بقية المقابر الاخرى التي اغرقتها المياه بمجرد تسللها اليها.

واكمل قائلا: من منطلق رغبتي في عمل كافة الاحتياطات اللازمة لمنع وصول المياه مستقبلا لداخل مقبرة العندليب، اقترحت بناء جدار عازل بداخل المقبرة. وقدّمت اقتراحي بالرغم من أن تلك المياه الجوفية تبعد اكثر من متر ونصف المتر تقريبا عن الصخور الموجودة اسفل مقبرة عمي، وهذا يعني استحالة تسرب المياه الى المقبرة باي حال من الاحوال. لكن خوفي من عوامل خلع الملابسة وحدوث تغييرات في طبيعة الارض نفسها جعلني اصر على بناء هذا الجدار. ولهذا كان لا بد من فتح المقبرة لكي يتم بناءه.

قبر عبد الحليم حافظ كان
مختلفا عن باقي المقابر

وتابع محمد شبانه حديثه لـ"مسلسلات برو" قائلا: توجهت بصحبة إبنة عمتي إلى دار الافتاء المصرية للحصول على حكم الشرع في فتح المقبرة من عدمه. وقمنا بمشاركة المسؤولين هناك بكافة التفاصيل التي سردتها في السطور السابقة، فاكدوا لنا ان الاموات يتم معاملتهم نفس معاملة الاحياء وبالتالي فيجب ايجاد طريقة ـ بحسب كلامهم ـ لمنع وصول المياه الى المقابر. ومن هنا اخذنا فتوى بفتح المقبرة على أساس ان ننفذ طلبهم وقتها بنقل رفات والدي وعمي الى الحجرات الفارغة بالمقبرة لغاية انتهاء العمل. وطالبوا أن يتم هذا الامر بحرص شديد لحين بناء الجدار العازل، وبعدها نقوم باعادة الجثث الى اماكن دفنها الاصلية.

والتقط شبانة انفاسه ثم أكمل سرده لمراسل "مسلسلات برو" قائلا: توجهت صباح احد الايام بصحبة إبنة عمتي الى مقبرة عبد الحليم حيث تواجد معنا احد الشيوخ وعمال المقابر وكذلك لجنة اصدقاء عبد الحليم. وقاموا بفتح المقبرة، إلا انني رفضت النزول معهم وفضلت البقاء بالخارج لكي اقرأ آيات من الذكر الحكيم على ارواح والدي وعمي. واضاف: اريد أن اوضح أن طبيعة المقبرة من الداخل تختلف عن اي مقبرة اخرى، حيث ان لديها باب مثل جميع المقابر، إلا ان الحجرة المدفون بداخلها عمي ووالدي مغلقة من كل الجوانب بجدار من طوب لمنع دخول أي شخص اليها.

فبدأ العمال بكسر هذا الطوب وحينما انتهوا من هذا الامر قاموا بتشغيل كشاف الاضاءة الذي اخذوه معهم نظرا للظلام الدامس الذي يسود المقبرة من الداخل. وفوجئت وقتها بتهليلهم الله اكبر الله اكبر. واكمل إبن شقيق العندليب لـ"مسلسلات برو" بانفعال شديد قائلا: تملكني الرعب وقتها حيث فوجئت بصعود الشيخ الذي كان موجودا بالاسفل وطلب مني النزول للمقبرة لكي ارى امرا هاما لم يفصح عن ماهيته. وبعد تردد شديد نزلت الى المقبرة ومعي الاستاذ عبد العليم عون رئيس لجنة تخليد ذكري عبد الحليم حافظ. وبعدما نزلت انتابني بعض التردد فقام احد الموجودين وقتها بادخالي بالقوة الى مكان دفن عمي ووالدي وهنا كانت المفأجاة.

ولم يتمالك شبانة اعصابه وهو يحكي حيث قال "سبحان الله رأيت وجه العندليب كاملا وشعره الاسود كما هو وكذلك حواجبه وجميع اجزاء وجهه موجودة. كان اشبه بالشخص النائم الذي يرتدي ملابس بيضاء وكأنه قد تم دفنه على التو. وكنت لأول مرة اري عمي بهذا الشكل فأنا لم يسبق لي أن رأيته إلا حين كان عمري 4 سنوات تقريبا". واختتم شبانة حديثه لـ"مسلسلات برو" قائلا: خرجنا جميعا من المقبرة بعدها وقلنا الحمد لله فلعل ما رأيناه خيرا ونحتسبه كذلك عند المولى عز وجل خاصة ان عمي كان يسعي في أعمال الخير دائما. كانت هذه اقوال ابن شقيق الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لمراسل موقع "مسلسلات برو".

رأي علم الكيمياء

الدكتورة عزة كريم

لمعرفة الحقيقة رجعنا في "مسلسلات برو" الى آراء أساتذة الكيمياء في الأمر حيث تم تأكيد استحالة حدوث هذا الامر من الناحية العلمية. فجثة أي متوفي يجب أن تتحلل بعد فترة من دفنها الا في حالة أن تكون تلك الجثة محنطة وهذا شأن اخرـ لأن التحنيط الذي اشتهر به الفراعنة منذ الاف السنين ما زال لغزا حتى الان امام العالم اجمع.

فمن المؤكد علميا أن دفن أي جثمان في التراب يؤدي الى تحليل الجثة بالتأكيد، فما بالك بوصول مياه جوفية للقبر؟ هذا امر يزيد من مسألة التحلل الا ان كانت جثة عبد الحليم حافظ محنطة. ولكن هذا الاحتمال مستبعد بالتأكيد نظرا لعدم توصل أحد حتى الان لمعرفة سر تحنيط الجثث التي كان يتبعها الفراعنة. فلو توصل احدهم للسر لسارعت الدول الكبرى امثال امريكا وانجلترا وغيرها بتحنيط جثث الشخصيات الهامة والمشهورة لديهم.

رأي علم الاجتماع
من الناحية الأخرى قالت الدكتورة عزة كريم مستشارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لـ"مسلسلات برو" ان موضوع عدم تحلل جثة العندليب يعد من الموضوعات الغير قابلة للمداولة حاليا نظرا لعدم وجود علاقة بينها وبين اي وضع سياسي أو اجتماعي يشهده المجتمع المصري في الوقت الحالي. وصنّفت الدكتورة كريم هذا الخبر بإنه مجرد شائعة الغرض منها اثارة البلبلة والتوتر واحداث حالة من عدم الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي.

واضافت موضحّة لمراسل "مسلسلات برو": ارى ان هذه النوعية من الاخبار تؤخذ من منطلق التسلية من جانب، ونشر الشك في نفوس المواطنين من جانب اخر .فنحن حاليا في مرحلة نشر الشائعات أو حرب الشائعات كما اسميها حيث ارى ان هذه النوعية من الحروب اسوأ بمراحل من حروب السلاح والدبابات.

واكملت قائلة : للاسف الشديد فإن المصريين ممن يأخذون موقف المعارضة حاليا من الثورة المصرية هم اساس تلك البلبلة والشائعات والتي يندرج تحتها بالتأكيد موضوع عدم تحلل جثة عبد الحليم حافظ، حيث اؤكد استحالة عدم تحلل جثته لإنه في النهاية شخص عادي إذ انه لم يكن نبيا من الانبياء أو شهيدا من الشهداء ولكن البعض وجدها فرصة لإثارة الشائعات.

لاهداءات المشاهير-اضغطوا هنا

محمد شبانه في طفولته مع عمه الفنان عبد الحليم