"انا حبيت" ليس فقط الصوت على قوته وتميزه.. ولكنني أحببت أكثر الأداء الراقي والأسلوب المدمج الفريد من نوعه على الإطلاق في مجموعة من الأغاني التي تجعلك تحلق معها إلى السماء السابعة.. "انا حبيت" وتمنيت على جميع متذوقي الموسيقى والفن والراقي ان يستمعوا ويستمتعوا بالأداء الذي أدهشني في صوت العملاقة المحلية فيفيان بشارة، ابنة مدينة حيفا، والأصل من ترشيحا، التي لا شك أن فيما قدمته ولا تزال دليل واضح على أن الفن في بلادنا لا يقل درجة عنه في العالم العربي، بل يضاهيه ويفوقه أحيانا من حيث الطاقات، إلا أن ما ينقص هو الإمكانات الكفيلة بأن تنهض بهذه المواهب الى مراقي المستويات العالمية.

حفل كبير وتوقيع الالبوم

العملاقة المحلية فيفيان بشارة

نعم.. انها ليست مجرد مقابلة مع فنانة، بل انها مدعومة ومسنودة بواقع جديد قد يغير مفاهيم الموسيقى في المجتمع العربي المحلي، خاصة ان فيفيان تحمل بين يديها اسطوانتها الجديدة "البومها الأول" الذي تكلل بالنجاح بعد جهد جهيد وعمل جاد ودؤوب ومضن في بعض المراحل، وهو ثمرة تعاون بناء مع الموزع الموهوب مراد خوري، واولا وقبل كل شيء موهبة نادرة. ويتضمن البوم فيفيان الجديد "انا حبيت" ثماني اغان خاصة، وستقوم بتوقيعه يوم السبت 2012/12/22 تزامنا مع حفلها الضخم الذي سيقام في قاعة "اوديتوريوم" حيفا، والذي من المتوقع ان يحضره أكثر من الف شخص.

عودة النجمة
لم يكن التروي واختفاء الفنانة فيفيان عن الساحة الفنية لفترة زمنية سوى جواز مرور الى مستقبل افضل، اما اكتشافها لقدرتها على كتابة الكلمة والتلحين فكانت بمثابة طوق النجاة، لا بل مفتاح النجاح الذي تتوج فيه فيفيان أول أعمالها الخاصة. وعلى الرغم من سلسلة حفلاتها الناجحة في حيفا ومنها الى الولايات المتحدة، الا ان فيفيان كانت طوال الوقت تبحث عن نفسها، فهي تؤدي بشكل رائع اغاني فيروز وليلى مراد واسمهان وماجدة الرومي، لكن اين هي من بينهم؟! لا عجب في ان تكون نشأتها في بيت موسيقي قد فتحت امامها أبوابا للنجاح، لكن المثير فعلا ان فيفيان تتقن اليوم كل اشكال الفنون الموسيقية بدءا بالغناء، الذي اوصلها الى الشهرة في الوطن العربي، مرورا بكتابة الكلمة واللحن والعزف على آلة البيانو وانتهاء بالرقص (رقص الصالونات) الذي أوشكت على إتقانه بشكل جيد.

ستار ميكر – سمعنا صوتك
من المثير حقا ان يسطع نجم الفنانة ابنة حيفا في العالم العربي، وفي مصر تحديدا، قبل ظهورها في مجتمعها وبلدتها وبين أهلها. فقد تألقت فيفيان بشارة لأول مرة في برنامج المواهب "ستار ميكر – سمعنا صوتك" الذي كان يبث على القناة المصرية عام 2004 والذي كان من إنتاج طارق نور، وحظي بشعبية كبيرة وبمتابعة الجمهور المصري والعربي عبر القناة التلفزيونية المصرية الأرضية، التي يشاهدها 80 مليون مصري، وكذلك عبر قناة "مازيكا" الفضائية. وخلال البرنامج، أدت فيفيان أغنية "ارجع تاني" التي تعتبر النسخة العربية لأغنية فيلم التيتانيك "My Heart Will Go On" التي غنتها سيلين ديون. وكانت الصوت الفلسطيني الوحيد المشارك في المسابقة، حيث استمرت مشاركتها إلى حين وصولها إلى التصفيات النهائية، وقد حظيت بجائزة تميّز "أفضل صوت" التي تمنحها لجنة التحكيم المؤلفة من أهم الملحنين والشعراء في مصر، من أمثال الملحن الكبير حلمي بكر، والملحن حسن أبو السعود، والشاعر الغنائي بهاء الدين محمد، ومغنية الأوبرا د. جيهان ناصر.

TOP 10
صنفت اغنية "ارجع تاني" بين العشر الأوائل في مسابقة الاغنيات TOP 10 التي تبث في اذاعة "مونت كارلو" وقد تنافست هذه الأغنية مع اغان لكبار الفنانين في العالم العربي، امثال نجوى كرم ويارا وحسين الجاسمي وعبدالله رويشد واحتلت مكانا في الصدارة، وهكذا اصبحت فيفيان موهبة معروفة حتى في صعيد مصر، وكان يتم استقبالها بترحاب بالغ في مطار القاهرة كواحدة من نجمات الفن في الوطن العربي. كان لا بد للفنان النجم سيمون شاهين ابن عم والدة فيفيان، ان يتبنى موهبتها بعد ان وصلت الى النجومية، فشاركته في سلسلة من العروض الفنية في البلاد وفي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدمت خلال هذه العروض الكثير من أغاني كبار الفنانين العرب، بمن فيهم الفنانة ليلى مراد واسمهان وفيروز.

الحان مدمجة ولغات متنوعة

وصلت الى القمة من
خلال برنامج المواهب

يشارك الفنانة فيفيان بشارة في العرض القريب (بعد نحو شهر) عشرة من افضل العازفين في البلاد بينهم عدد من العزفين اليهود، بسبب تمكنهم من العزف على آلات غير شائعة في مجتمعنا العربي - على حد قول فيفيان - مثل آلة الساكسفون والجيتار الكهربائي ويرافقها ايضا عزف على القانون والكمان والبيانو وايقاعات مختلفة، وهي موسيقى مدمجة بين الشرقي والغربي أو ما يعرف باسم "فيوجن". وستؤدي فيفيان خلال الحفل اغنيات البومها الثماني، سبعة منها من كلماتها والحانها، وفي مقدمتها "انا حبيت" فضلا عن اغنية عالمية واحدة على لحن اغنية "ذا وينر تكس ات اول" لفرقة "آبا" العالمية الشهيرة.
تؤدي فيفيان لونا خاصا ومتميزا من الاغاني، فهي ترى بأن الجماهير قد سئمت من الاغاني التقليدية ذات الألحان والكلمات والأصوات المتشابهة لذلك اتجهت نحو التنويع نتيجة الحاجة للتجديد، وتغني فيفيان بالعربية والانجليزية والفرنسية، ويرافقها راقصين أجنبيين مبدعين في رقص الصالونات، وهي تأمل من خلال عرضها ليس فقط ان تعجب الجمهور العربي والأجنبي، وانما ان توصله الى حالة من الانبهار.

أمام خيارين
بعد تألقها ووصولها الى القمة من خلال برنامج المواهب الذي تألقت فيه في النهائيات، وقفت الفنانة فيفيان امام خيارين، اولهما ان تواصل اعمالها في مصر من خلال التوقيع على اتفاقيات عمل بشروط قد لا تستطيع الوقوف بها وتكون معرضة لاجراءات جزائية، أو ان تعود الى البلاد وتنخرط في ما يشبه الفن، وتكرار الاغاني التي يؤديها معظم من خاضوا مجال الفن، بسبب افتقار المجتمع العربي لشركات الانتاج ومديري الأعمال، ولكن بذكائها وحنكتها وقدراتها، رأت فيفيان ان السبيل الوحيد لنجاحها هو ان تنتج الاغاني لنفسها واتخذت من ماريان ابي نادر مديرة لأعمالها التي راحت توجهها وتسعى بكل طاقاتها من أجل عودة فيفيان الى التألق مجددا والوصول المكانة الفنية التي تليق بها، خاصة في الوقت الذي يشهد الفن المحلي اليوم انطلاقة غير مسبوقة في كافة الاتجاهات.

فيفيان المعلمة والأكاديمية والفنانة
فيفيان سامي بشارة حاصلة على اللقب الأول في موضوع اللغة الإنجليزية وآدابها، وعلى شهادة تدريس من جامعة حيفا. وقد عملت مُدرّسة للغة الإنجليزية في مدرسة مار يوحنا في مدينة حيفا. تخرجت من معهد "روبين" للموسيقى في حيفا، في قسم العزف على آلة البيانو وتطوير الصوت.