مسلسلات رمضان
عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق
28/10/2012

لم يكن مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" مع النجم عادل إمام، أول مشاركة له في الدرام المصرية، بل هي رحلة أخرى إلى هوليود الشرق كان بدأها في العام 2008. أحد أبرز نجوم ساعات الجمر، الباحث في مدى تأثير الشخصية التي يؤديها بغض النظر عن مساحتها، ما زال حتى اليوم على موقفه الرافض لدراما البيئة الشامية وله في ذلك أسباب فكرية يؤكدها في حوار معه. إنه النجم عبد الحكيم قطيفان وحوار دافئ وجريء في التالي...

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 1

عبد الحكيم قطيفان: تأثير
الشخصية هو رصيد للامام

قيل الكثير عن شخصيتك في مسلسل (فرقة ناجي عطا الله)..تراوح الكلام بين تأثيرها وبين مساحتها.. كيف تراها أنت؟
أراها من حيث أنها أثرت بشكل كبير، فالشخصية هي لتاجر أسلحة يساعد المقاومين على إيصال السلاح إلى الداخل الإسرائيلي، وذلك عن طريق ارتباطاته بعلاقات جيدة مع أكثر من جهاز مخابرات عربي، وكذلك تهريب المقاومين من بلد إلى بلد، فهذا، بالنسبة للجمهور العربي، أمر جيد ويؤثر في كل من يعشق المقاومة ويحب مساعديها في نجاح عملها.

ماذا يعني تأثير الشخصية، كخلع الملابسف، بالنسبة لعبد الحكيم قطيفان؟
يعني، بالنسبة لي، أنه رصيد للأمام، فعندما تقدم شخصية مساحتها كبيرة وواسعة في العمل، ولا يكون لها أي رسالة، فإن أعمالا أخرى ستنتج وتتجنب البحث في تلك الشخصية. بينما، عندما تكون الشخصية مؤثرة، فإن هذا يؤدي، بالضرورة، إلى إعادة الطلب مرات عديدة على هذه الشخصية، لأنها تكون، في السابق، اشتغلت على التأثير، وليس على الظهور الطويل.

لوحظ في المسلسل أن الخط البياني للشخصية كان يتحرك في إطار بلدان عربية محددة.. ما السبب في ذلك؟
لأن القصة الواقعية للمقاومة تدور حول بلدان عربية معينة، وليس حول جميع البلدان، وفي المسلسل، يكون دوري تهريب المقاومين من لبنان إلى سورية، ثم إلى العراق، ومن ثم إلى مصر، وهذا هو الخط العربي للمقاومة بمعناها الواضح، كما يعرف جميع الناس المتتبعين لهذا الشأن.

المسلسل مصري.. ماذا يعني ذلك بالتمام؟
المسلسل مصري.. هذا يعني أننا في إطار العمل العربي المشترك الذي أشجع عليه، بل وأطالب به منذ زمن بعيد، فالعمل المشترك، عربيا، يؤدي، بالضرورة، إلى اطّلاع كل ممثل يشارك في هذا العمل المشترك، على تجارب وثقافة الآخر المحلية، وهذا يؤدي، بالتأكيد، إلى حصول شيء مما يسمى: التفاعل الثقافي عبر الفن، وسيقوم الحاصل على التفاعل بنقل التجربة إلى بلده، وكذلك سيضع خبرته في البلد الذي اشتغل فيه...كل ذلك يؤدي إلى حدوث الشيء الذي نبحث عنه دائما ألا وهو التعاون العربي والعمل العربي المشترك.

ألا تخبر القراء بمشاركات سابقة لك في مصر؟
بلى، فأنا اشتغلت في مصر في العام 2008، وفي مسلسلين مع النجمة ميرفت أمين، وكان الأهم ( أحزان مريم)، وكذلك كان هناك مشروع عمل ضخم وهام في العام نفسه، في مصر، لكنه لم يستمر لأسباب تقنية بحتة. وتلقيت عروضا في العام 2010 للمشاركة في مسلسل، وكذلك في فيلم مصري، لكني اعتذرت عن المشاركة لأسباب خاصة في وقتها.

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 2

"اشتغلت في مصر في العام 2008"

في سورية، بدوت في "ساعات الجمر" بشخصية متنفذ في الدولة.. ماذا عن الشخصية والدور؟
المسلسل هو امتداد لجزء أول "ولادة من الخاصرة"، ومن ذلك الجزء، تبين للجمهور أن الجزء الثاني سيكون لاهبا وغير محابٍ لأحد، وسيكون فيه الكثير من الأسف والحزن. بالفعل، جاء الجزء ليضع الإصبع على الجرح، حول مكامن الفساد والخطأ في الدولة، ومن أهم تلك الاوجاع، هو وجود متنفذين، قل برجوازيين، يقتربون من السلطة ويمارسون، بفضل الدعم الذي يتلقونه من أجهزة في الدولة، كبرى الجرائم والفواحش، ودون رادع. كانت شخصيتي، برأيي، معقولة جدا، ولم تخرج عن إطار يعرفه المواطن السوري، وكذلك كل مواطن عربي، لأن المتقربين من السلطة، موجودون في كل منطقة عربية، بل في كل زاوية حتى.

ألم يتجاوز المسلسل، برأيك، الخطوط الحمراء في بعض خطوطه؟
لا أعتقد ذلك، بل إن الحقيقة دائما تكون أكبر وأوسع بكثير مما يتم تناوله، إما في الإعلام، كصحافة، أو في الدراما والسينما. لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء عندما تكون في حالة قول الحق، ولك أن تعلم أن الرقابة شاهدت وقرأت النص، قبل تصويره، فهل يمكن أن نقول إن الرقابة تجاوزت خطا أحمر، أو سمحت بتجاوز خط أحمر؟.

كنت دائما ضد مسلسلات الأجزاء.. مخرجة العمل وعدت بجزء ثالث.. ماذا عن ذلك؟
لم أكن ضد الأجزاء دائما، بل كنت ضد كل مسلسل ينتج جزءا آخر دون أن يكون يستحق ذلك، أي عندما يكون الموضوع للاستهلاك لا أكثر. لكن، في حالة مسلسل - ولادة من الخاصرة- تبدو الأمور واضحة، فالعمل مصرّ على الخوض في أشياء جديدة تتعلق بالمجتمع، وهذا ما تبين من خلال أن الجزء الثاني ( ساعات الجمر) حفل بمعطيات لم تكن موجودة في الجزء الأول. والآن، أؤكد أن الجزء الثالث، إن رأى النور، سيشهد أشياء لم يتناولها الجزء الثاني، وكذلك الأول.

هل ما زلت على موقفك من مسلسلات البيئة الشامية، أم ترى أن تطورا طرأ عليها في السنتين الأخيرتين؟
ما زلت أرى الصورة مثلما كانت عليه قبل سنوات. لا شيء جديدا.. الأخطاء نفسها، القالب ذاته، وتوضع فيه جميع المسلسلات، إغفال لأي جانب إيجابي كانت دمشق تحفل به في فترات القرنين التاسع عشر والعشرين.. إغفال دور العلم والفكر.. إصرار على أن لا أحد يجيد القراءة.. إصرار على أن الخنجر هو السائد، وهو حلال العقد.. إصرار على أن المرأة لا تعرف شيئا سوى الدسيسة والنميمة، بينما هي في الحقيقة كانت مثقفة ومتعلمة وواعية في فترة الثلاثينات من القرن العشرين، لكن هناك من يريد تغييب تلك الحقائق، ولا أدري لماذا!.

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 3

"السوريين شعب طيب، متواضع"

كان لك رأي قبل سنوات حول الدراما الشامية بأنها أتت لتستبيح المرأة...هل يمكن أن تأتي دراما منظمة لأجل هذا الغرض؟
ليس لتستبيحها بالمعنى العدائي، بل، بحجة أنها تقدم أخلاق المرأة وفضيلتها وعفافها، وطاعتها لزوجها، تقوم بتقديمها كمصدر للفتن والدسائس والنميمة بين الناس. لكن لماذا لا يتم خلع الملابسف المشاهد العربي، اليوم، بأن المرأة، في سورية، كانت، في فترة العشرينات من القرن العشرين، تدرس في المدارس وكانت شاعرة ومثقفة ورئيسة تحرير صحف ومجلات؟!!. عندما لا تقدم هذه الصور عن المرأة السورية، فإنك تجعلني أتشكك في مأربك من تقديمها بتلك الصور الأخرى.

متى ستعود إلى سورية حاليا؟
حاليا أنا في مصر للعمل والارتباط، وقد سمعت من البعض يقول بأن عبد الحكيم قطيفان هارب أو سوى ذلك، لكن لهؤلاء أقول سائلا: أين صورت مسلسل ساعات الجمر؟.. أليس في سورية؟. أكون في سورية قريبا جدا، وأعتقد خلال فترة عيد الأضحى، وربما أواخر السنة الحالية. كل شيء متوقف على الارتباطات، لكنني، بالخلاصة، سأكون في سورية قريبا.

أنت من أكبر المؤيدين للحراك في سورية.. أين ترى هذا الحراك قد وصل اليوم؟
يواجه مصاعب كبيرة بسبب إصرار النظام السوري على استخدام أعتى أنواع الأسلحة لإخماده. الثورة مستمرة، وستنتصر، وهذا مبدأ تاريخي أنه لا يوجد نظام، مهما استبد، يتغلب على شعبه عندما يثور الشعب مطالبا بالحرية. كن لا بد من الاعتراف بأن هناك مصاعب تواجهها الثورة لا تتعلق بالنظام، وهي في كثرة الأيادي التي تريد التعبير عن دور ما قامت به فيها، وهذا يؤدي إلى تشتت في افكار الثوار على الأرض وتأخر الحسم.

أنت فنان ولك جمهورك في سورية لدى الموالين مثلما لدى المعارضين.. أليس ما قلته يجعلك تخسر شعبيتك لدى الفريق الآخر؟
يا صديقي، لدينا الآن في سورية أكثر من 100 ألف شهيد سقطوا على يد النظام، ولدينا أكثر من 300 ألف بين جرحى ومصابين، وأكثر من 50 ألف مفقودا، ولدينا عائلات بلا مأوى بعد أن تهدمت بيوتها، فهل ترى أن الوضع يسمح بأن ننظر لأمر الشعبية وحب الجمهور لنا بسبب فننا؟. يعلم الله أنني أحب جمهوري مثلما يحبني وأعرف حجم محبة الموالين لي كفنان، وهي ثقة بنيت على مدى سنوات، لكن ماذا أقول والأرقام التي ذكرتها صحيحة؟...

هل تعتقد أن الوضع في سورية، شعبيا، ممكن أن يعود إلى ما كان عليه في السابق من ود وتآلف؟
كل شيء ممكن التحقق عندما يحصل التغيير في سورية، فنحن السوريين شعب طيب، متواضع، يحب بعضنا البعض الآخر.. لا كره، لا حقد.. هناك ظروف حالية فرضت واقعا مأساويا سيكون محدود المدة.. وحين يرحل النظام سيعود السوريون ولو بعد فترة من الزمن، لا أتوقعها أكثر من سنة أو سنتين، إلى التلاحم من جديد وبمختلف الطوائف.(النشرة)

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 4

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 5

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 6

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 7

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 8

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 9

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 10

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 11

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 12

عبد الحكيم قطيفان: لا يوجد شيء اسمه خطوط حمراء بحالة قول الحق  صورة رقم 13