للمرة الأولى يخوض النجم السينمائي محمد سعد تجربة الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل "شمس الأنصاري"، الذي عرض على عدد من الفضائيات خلال شهر رمضان الماضي وتقمص خلاله شخصيتين إحداهما رجل عجوز يحمل اسم صالح أبوقناوي والثانية شاب "شمس الأنصارى" ويستغل كلاً منهما في الوصول إلى أهدافه والانتقام لمقتل والده وشقيقته.

سعد راهن على سيناريو
كتبه جمال عبدالحميد

سعد راهن على سيناريو كتبه جمال عبدالحميد في أولى تجاربه في الدراما التليفزيونية، وراهن أيضا عليه كمخرج له خبرة كبيرة في مجال الدراما، وغامر للمرة الأولى كمنتج واعترف أنه أنفق على المسلسل ما يقرب الـ33 مليون جنيه، بعيداً عن أجره، بهدف تغيير جلده والتخلص من شخصية "اللمبي" التي تلازمه. سعد نفى، لـ"المصري اليوم"، ما تردد مؤخرا حول خلافه مع المخرج جمال عبدالحميد، وأكد أنه لم يتدخل في مهام المخرج واقتصر دوره على التمثيل فقط.

لماذا اتخذت قرار خوض تجربة الدراما الآن رغم تلقيك عروضا مغرية طوال السنوات الماضية؟
هذا القرار اتخذته بعد أن وجدت سيناريو جيداً ومتميزاً، خاصة أن جمهوري دائماً يطالبني بتقديم أعمال درامية، وأكدوا لي أنهم شاهدوني في عدد من أفلامي أقدم مشاهد قليلة من الدراما أو المأساة، لكني وجدت صعوبة في تقديم مثل هذا الشكل في السينما لأن الجمهور يذهب إلى دور العرض حتى يشاهد أعمالي ويضحك، لذلك كان لابد أن أسير في هذا الاتجاه بتأن وخطوة خطوة ولم أجد إلا الدراما التي تستوعب ذلك، فقررت أن أخوض التجربة بعد أن اكتملت شروطي لتقديمها وهي السيناريو الجيد، والمخرج المتميز خاصة أن جمال عبدالحميد صاحب خبرة طويلة في هذا المجال وقدم أعمالاً ناجحة طوال مسيرته الفنية، وما شجعني أكثر لتقديم المسلسل أن جمال يخوض من خلاله تجربة الكتابة للمرة الأولى.

لكني أعتقد أن الكتابة للمرة الأولى أمر مقلق وغير مشجع؟
منذ البداية خطفني الورق ولم أستطع النوم إلا بعد أن قرأت المعالجة كاملة، وهناك دلائل أخرى على صحة كلامي ومنها موافقة فنان بحجم فاروق الفيشاوي على السيناريو، مما يعني أن الورق مكتوب بشكل جيد، وهذا السبب نفسه الذي جذب باقي الممثلين، خاصة أن المسلسل يضم عدداً كبيراً من الفنانين يكفي لتقديم أربعة مسلسلات.

أفهم من كلامك أن المسلسل لم يكتب خصيصا لك كما اعتدت في أعمالك الأخيرة؟

العمل الجيد يفرض
نفسه فى أي وقت

بالفعل، ففي البداية تلقيت اتصالاً من المخرج جمال عبدالحميد طلب خلاله مقابلتي، وحددنا بعدها موعدا وذهبت إليه، وخلال اللقاء عرض علي معالجة مسلسل شمس الأنصاري، وفوجئت بمستوى الكتابة وجذبتني جداً القصة وبعدها قررت خوض التجربة واعتبرتها فرصة لتغيير جلدي على يد مخرج واع ومدرك لكواليس الفيديو.

هل تعتبر "شمس الأنصاري" مغامرة في ظل وجود عشرات المسلسلات لكبار النجوم؟
رهاني كان على الورق الجيد، ومن المعروف أن العمل الجيد يفرض نفسه فى أي وقت، فالمسلسل يضم فريق عمل متميزاً وهذا جعلني أدخل التجربة طالما أنني "عملت اللي علي".

شائعات كثيرة طاردت المسلسل منذ بداية تصويره منها توقف التصوير أثناء رمضان؟
أحب التأكيد على أن كل ما نشر ليس له أساس من الصحة، بدليل أن الحلقة الأخيرة من العمل عرضت في موعدها وللعلم انتهيت من تصوير المسلسل يوم 10 رمضان، وشبهت شائعة وقف تصوير المسلسل كأنني طالع مطلع بالمسلسل.

إذن ما حقيقة خلافك مع جمال عبدالحميد الذي وصل إلى أقسام الشرطة؟
هذه أيضا شائعة، علاقتي بجمال عبدالحميد قوية جداً وقد جمعنا إفطار رمضاني منذ أيام قليلة، وأنا سعيد بالتعاون معه، لكن لا أعرف لماذا تنطلق الشائعات بهذه القوة، لدرجة أنهم جعلوني ميت إكلينيكيا في بداية رمضان، وما يحدث أعتبره طبيعياً، فالأنبياء الناس تحدثت عنهم فما بالك بنا نحن.

وهل أثرت هذه الشائعات عليك أثناء التصوير؟

سبق أن تدخلت مع مخرجين
في عدد من أفلامي

بالتأكيد لا، لأنني اعتدت عليها منذ عرض فيلم "اللمبي".

لكن يقال إن سبب خلافك مع المخرج هو تدخلك في عمله؟
لن أنكر أنني سبق أن تدخلت مع مخرجين في عدد من أفلامي لأسباب بسيطة منها عنصر الخبرة التي تفوقهم بسنوات وفي النهاية العمل باسمي لو فشل سأتحمل أنا مسؤوليته وتدخلي دائماً فى صالح العمل، أما في "شمس الأنصاري" ابتعدت تماما عن هذا الأسلوب وتركت للمخرج الحرية الكاملة وتفرغت للتمثيل لأنني أتعامل مع مخرج كبير وله اسم معروف.

مشهد وفاة شقيقك هل نعتبره من أصعب مشاهد المسلسل؟
قاطعني قائلاً: هذا المشهد فعلا أعتبره الأصعب في المسلسل رغم أن هناك مشاهد كثيرة صعبة ومؤثرة، لكن مشهد وفاة شقيقي أسامة "وجع قلبي" وظهرت خلاله بشكل طبيعي جداً وتم تصويره one -shot دون تقطيع وبشكل متواصل، وبعد أن انتهيت من تصويره شعرت وكأن 10 رجال ضربوني من شدة التأثر وأنا أتحدث له في أذنه وهو ميت، وأعتبر المشهد قمة الهيستيريا، وظللت يومين مريضا بعد المشهد وأخبرني الطبيب أن شبكية العين كادت أن تنفجر من شدة الضغط العصبي نتيجة الانفعال بالمشهد.

ولماذا خضت تجربة الإنتاج في هذا العمل؟
لا شك أن الانتاج تجربة مجهدة جدا، لكن شركات الإنتاج تخوفت من هذا العمل وكنت أرى أن خروجي من شخصية اللمبي سيحدث بعد عرض هذا المسلسل وهذا جعلني أغامر لتغيير جلدي، وكما يقال "من طلب العلا سهر الليالي"، ولن أنكر أنها تجربة مرهقة جداً، وتغاضيت فيها عن أجري، وأنفقت 33 مليون جنيه كتكلفة إنتاجية.

لكن هذا المبلغ كبير جداً ومن الصعب تعويضه من العرض في رمضان؟

استعنا بعدد كبير من الحراسات
الخاصة لتأمين التصوير

المسلسل سيحقق ربحا على المدى البعيد، لكننا استعنا في العمل بنجوم كثيرة حصلت على أجور مرتفعة، بالإضافة إلى أن بناء الحصن تكلف 4 ملايين جنيه، وتم بناؤه على جبل السليمانية، وبصراحة شديدة أبدع في بنائه مهندس الديكور أمير عبدالعاطي واستخدم عدداً كبيراً من الأشجار.

هل وجدت صعوبة في التصوير الخارجي بالصحراء فى ظل الانفلات الأمني؟
بالفعل عانينا من ذلك لدرجة أن الأبعدية تم حرقها ثلاث مرات وكانت الحجة ماساً كهربائياً، واستعنا بعدد كبير من الحراسات الخاصة لتأمين التصوير وكل يوم نطلق رصاصاً في الهواء لتأمين المنطقة، أما التصوير الخارجي فهو مرهق جداً، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة لدرجة أن ملامح بعض الممثلين كانت تتغير من شدة الحر، والحمد لله هذا الجهد والتعب تكلل بالنجاح وكسر "شمس الأنصارى" حاجز التغيير، بشهادة الجمهور، وأعتبرها شخصية عمرها طويل وسوف تساعدني على تقديم شخصيات أخرى.

مرحلة الانتقام فى المسلسل استغرقت وقتاً طويلاً؟
هذه هي طبيعة الدراما، فلو انتقم "شمس الأنصارى" في الحلقة الثانية فسوف ينتهي المسلسل.

تطرقت إلى الشرطة خلال المسلسل وأظهرت فسادها وضعفها في بعض المشاهد؟
الفساد موجود في جميع المهن سواء الطب أو الفن أو خلافه، ورغم أن هذا السؤال يخص المؤلف، لكن الضابط هو العقبة التي تقف أمام "شمس الأنصاري" في الثأر لمقتل والده وشقيقته، لكن تظهر نوايا "شمس" عندما يصاب الضابط في قدمه ويرفض قتله، وعندما هاجم القسم اكتفى بضربه ثم حمله على كتفه عندما فجر قسم الشرطة.

لماذا استعنت بمصحح لغة رغم إتقانك اللهجة الصعيدية؟
بالفعل قدمت دور صعيدي من قبل من خلال مسلسل مازال النيل يجري عام 93، لكن فضلنا الاستعانة بمصحح لغة اسمه "عبدالنبي" يخدم فريق العمل بالكامل وحتى ننطق الحروف بمخارجها الصحيحة.

ولماذا اعتذرت عن مسلسل "اللمبي وجوليت" مع سيرين عبدالنور؟

الورق هو من يخرج
الشخصيات إلى النور

"اللمبي وجوليت" كانت فوازير، ولو قدمتها كأنني لم أفعل شيئاً ولم أجدد من نفسي وأخرج من عباءة اللمبي، لكن بعد أن قدمت مسلسل "شمس الأنصاري" وجمهوري شاهد قدراتي التمثيلية أصبح الطريق مفتوحا أمامي، وتلقيت عرضا لتقديم مسلسل عن شخصية "أطاطة" التي قدمتها من قبل في فيلم "عوكل"، لذلك من الممكن أن أوافق على هذا العرض وأضحك جمهورى بعد أن أبكيتهم.

وهل تجد صعوبة في تقمص شخصية جديدة وكيف ترسم ملامحها؟
الورق هو من يخرج الشخصيات إلى النور، ويجعل ذهني شغال وعندما جسدت شخصية صالح أبوقناوي كان لابد أن أغير طبقة صوت شمس الأنصاري، بالإضافة إلى النظارة وحركة الوجه والجسم التي تظهر كبر السن، ولابد أن تكون كل شخصية قائمة بذاتها، وهذا يعتمد على المذاكرة وبعد ذلك أعرض التفاصيل على المخرج، حتى نصل إلى الشكل النهائي.

هل يغضبك تصنيف الكوميديا على أنها فن درجة ثانية؟
بالتأكيد يغضبني جداً وأعتبره ظلماً، خاصة في المهرجانات المصرية والعربية بينما في المهرجانات الدولية يتم تقديرها بشكل مختلف، لكن في مصر لابد أن أجعلك تبكي من كثرة الحزن حتى أحصل على جائزة، وحزنت جدا على أن شخصية "ستي قطاطا" لم أحصل فيها على جائزة.

بعيداً عن الفن هل تخشى تأثير الإخوان على الفن؟
من وجهه نظري الإخوان لن يقتربوا من الفن وأهدافهم بعيدة تماماً عن ذلك، وأعتقد أنهم سوف يستخدمون الفن لتدعيم أفكارهم، ومن مصلحتنا جميعا أن يتم وضع قيود على الابتذال أو نخدش بكارة العين، أو الأفكار التي تقترب من الذات الإلهية، فبالتأكيد لن نعترض على ذلك بل يسعدنا جميعاً، وللعلم "اللمبي" منعوا تصديره خارج مصر بحجة أنه يسىء للمصرين لكن مع اندلاع الثورة ظهرت شخصية "اللمبي" في ملايين المصريين.