اعتذر عن عروض كثيرة في الدراما، ولما قرر المشاركة في واحد فقط، كان خياره كما عرف عنه في السابق، بيئيا شاميا، حتى بلغ الأمر به حد الاعتراف بتطرفه في حب دمشق. كان أبرز نجوم باب الحارة في خمس سنوات مضت، ثم كتب عنها مسلسلا "الزعيم" ولعب بطولته، قبل أن يؤلف كتابا بات قريبا من الطباعة والنشر، وكتابا آخر يتناولها وهو في طور الـتأليف. الدمشقي الفنان، وفيق الزعيم في حوار خاص.

مسلسل واحد فقط ستظهر فيه في الدراما السورية للعام الحالي.. ما السبب في ذلك؟

البيئة الشامية بيئة
أصالة وصدق

السبب يعرفه أغلب الجمهور والمتابعين، ويتعلق بأنني شخص أحب أن أحترم نفسي وأقدرها للحد الذي تظهرني به بين الناس، فمسلسل واحد يكفي، حيث يبدو الفنان بصورته وهيئته المعروفتين، وذلك خير ألف مرة من الظهور في ستة أعمال أو أكثر أو أقل بقليل من هذا الرقم بينما لا يجد المشاهد فرقا في شخصية الفنان بين عمل وآخر، وكثيرا ما تنّدر الناس على ممثل يشارك في مسلسلين، فيلتبس عليهم التمييز بين شخصيته في هذا العمل وشخصيته في ذاك، وكم خلط الناس بين مسلسلين بسبب وجود الممثل نفسه وبنفس الماكياج فيهما.

المسلسل الذي أنت فيه هذا العام هو "طاحون الشر".. بيئي شامي.. لماذا البيئة من جديد؟
ليس هناك سبب وجيه سوى أن البيئة الشامية بيئة أصالة وصدق وحب ومعرفة وتراث، ويجب أن نقدمها للناس بعشرات الأعمال، والكثيرون اليوم يقولون إن ما قدم عبر الشاشة عن بيئة الشام ليس سوى حكايات فلكلورية تراثية، ولذلك يجب أن نستمر في تقديم البيئة الشامية حتى نوصل الحقيقة إلى من لم يفهمها في مسلسلات سابقة.

عذرا.. هو مسلسل واحد لك، ألم يكن من الأفضل لو كان اجتماعيا مثلا؟
لا ليس أفضل، فليس هناك ما هو أجمل من مسلسل بيئي شامي يتناول الشام في حقب سابقة. عرض علي المودون وعرض علي التاريخي وعرض البيئي، فانتقيت البيئي لأنني أعرف ما هو الواجب اليوم من الدراما حول البلاد والعباد، لكن هنا أؤكد أيضا أن النص الذي قدم لي في مسلسل طاحون الشر استهواني، ولو كان النص رديئا لاعتذرت، ووافقت على مسلسل اجتماعي نصه جيد ويمكن الخوض فيه.

ما الشخصية التي تؤديها في طاحون الشر؟
المسلسل للمخرج ناجي طعمي والكاتب مروان قاووق وهو كالعادة يقدم الصراع بين الخير والشر في بيئة شامية تراثية جميلة. أكون رجلا محترما في الحي، وأعمل على التوسط بين أطراف الصراع، وكذلك يكون لي شأن في تبيان الحالة المهنية لأبناء الشام من خلال المهنة التي سأظهر عاملا فيها في المسلسل.

لا بد وأن يقارن الناس بين أي عمل شامي ومسلسل باب الحارة وأنت أبرز نجومه.. كيف الرد على كلام كهذا؟

في "الزعيم" لم يكن
هناك مبالغة

الرد بسيط.. هناك مسلسل يتناول الشام أيام العثمانيين، وآخر يتناولهم أيام الفرنسيين.. هذه حقبة وتلك حقبة، الشام أيام الأتراك ليست نفسها أيام الفرنسيين، وبالتالي سيأتي المسلسل متلفا. أما من يعتبر التشابه حاصلا بسبب فكرة النضال في كل عمل، فهو مخطئ لأن النضال كان موجودا ضد التركي وضد الفرنسي، وإذا كان التشابه حسب الناس وطبيعتهم وطيبتهم، فهذه الشام وهؤلاء ناسها منذ خلقها الله..أناس طيبون، بسطاء، أقوياء في ذات الوقت.

العام الماضي كتبت مسلسل "الزعيم" وقلت أنه سيكون هناك فارق بينه وبين أعمال أخرى.. اليوم الناس شابهت بينه وبين الأعمال الأخرى؟
كما قلت السبب هو عدم الخوض في تفاصيل العمل، ففي "الزعيم" لم يكن هناك مبالغة حتى أن أبرز نجومه رشيد عساف شارك فيه وهو من المنتقدين دائما لأي مسلسل يبالغ في الطرح حول التاريخ. قدمنا في الزعيم المعاناة والقوة، ونقاط الضعف وهذا يعني أننا كنا عادلين.

أعلنت بأنك عكفت قبل أشهر على تأليف كتابين يتعلق موضوعهما بالشام.. اين وصلت فيهما؟
أحدهما بات قيد الطباعة وهو يتناول اللهجة الشامية بمختلف ألفاظها وتعبيراتها، وفيه إثبات أن كل كلمة ينطقها ابن دمشق بلهجته الشامية المعروفة هي كلمة معجمية لها أصل في اللغة.أما الثاني فهو كتاب يتناول تاريخ دمشق في القرون الأخيرة، وما زلت في مرحلة الكتابة فيه لكنني قطعت شوطا كبيرا في خوضه، وقد لا يرى النور إلا في العام المقبل.

حتى في التأليف تحضر الشام...ألا تخشى اتهامك بالتطرف لشامك؟
بل هي أجمل تهمة وإذا أردت بإمكانك اعتبار الأمر ليس تهمة بل حقيقة، أنا أحب كل المدن السورية دون تمييز لكن في الحقيقة أنا ابن دمشق وأفهم دمشق وطبيعتها، ومن المعيب أن أكتب عن تاريخ مدينة أخرى لم أعش فيها، وبالنسبة للتطرف فأنا متطرف لدمشق بالمعنى الإيجابي فهي عشقي وهيامي، ولها علي حقوق كبيرة وأدعو الله أن يمدني بالعمر لأفيها بعضا من تلك الحقوق.

هل توقفت دمشق الدرامية بقلمك عند مسلسل الزعيم؟

المدن السورية أخبارها
وصلت أصقاع الدنيا

بالتأكيد لا، وكنت في وارد تأليف نص درامي جديد وهو بيئي شامي، لكن الظروف التي حلت بسورية جعلتني أتريث في وضعه، والخطوط العريضة للمسلسل كنص موجودة لكن هناك تفاصيل أجلت الإبحار بها حاليا، إلى أن تهدأ الأوضاع قليلا في سورية.

متهم أنت بالتغيب عن الإعلام منذ بدء الأزمة في سورية.. ما رأيك بالتهمة هذه أيضا؟
أنا لا أظهر في الإعلام لأقول كلاما منمقا يرضي طرفا ويغضب آخر، بينما البلد يشتعل. تغيبت عن الإعلام وعن المناسبات أيضا، وقلت بأنني لن أظهر في مقابلة أو في احتفال طالما الشام والمدن السورية تعاني، وهذه ليست تهمة بل موقف.

اليوم وصل المد الحدثي إلى دمشق.. ما رأيك؟
دمشق لا تسقط وهذا معروف عبر التاريخ.. هناك من يريدها كأي مدينة أخرى في العالم لكن أمنياته تجابه دائما بنار التاريخ الذي يكذب كل شيء يمس بالسام.الشام اليوم تخوض معركة بقائها وستبقى إن شاء المولى العزيز، ولست خائفا عليها وإن كنت أخشى أن تطول مدة عودتها إلى ألقها المعهود.

في شهر رمضان .. هل ستتابع أخبار دمشق والمدن السورية أم ستتابع الدراما السورية؟
سأتابع الحالتين معا، فالمدن السورية أخبارها وصلت أصقاع الدنيا فهل يمكن لي ألا أتابعها؟.. ومن ثم الدراما السورية تسلط الضوء على كل من يتعلق بالشعب السوري وحتى العربي فهل أتجاهلها. لدينا الوقت الكافي لمتابعة كل شيء وستكون الشام وسورية وكل الدراما حاضرة وهذا أمر بديهي.

وحول الشأن السياسي في البلاد.. كيف تراه؟
أعتذر عن الخوض فيه، فلست في موضع الحديث عن شيء غامض.. أتحدث عن البلد وعن الشعب، وهما يبقيان دوما في طليعة الاهتمام. حاولت صحف كثيرة عربية وغربية الحصول مني على تصريحات تتعلق بالأزمة السورية وكنت أعتذر لتركزي على مسألة الشعب والبلاد أولا وأخيرا. (النشرة)