بعد النجاح منقطع النظير الذي حققه من خلال صوته في مسلسل "نور" التركي المدبلج إلى العربية، استنسخت الفكرة وذهب بها المخرج والكاتبة إلى منحى عربي خالص، عربي بالصوت والصورة والحركة والفكرة، فجاء بالممثل نفسه، لينتقل به من سحر الناس بالصوت إلى سحرهم بالمشهد. نجم مسلسل "روبي" مكسيم خليل، وبينما اشتهر في مصر وبات حديث الشبان والشابات هناك، تراه يتبنى فكرة أخرى تقول بأن المسلسل ليس مصريا، فماذا هو إذا؟.. ماذا تعني له النجومية في مصر؟ وكيف سيحافظ عليها؟ ومن هي والدته التي أوصلته إلى النجومية المطلقة؟. بحث في أفكار مكسيم خليل ولأول مرة بعد نجاح روبي في الحوار التالي.

حدثنا عن مسلسل "روبي" الذي تجاوز أهم المسلسلات العربية جماهرياً.. هل الأمر عائد للرومانسية التي يتناولها العمل؟

مكسيم خليل: لن يكون لي أي ظهور
في شهر رمضان

ربما هذا الأمر صحيح، فالواقع الذي يعيشه المواطن العربي اليوم يجعله يبتعد قليلا عن مشاهد القتل والدمار والخراب ونشرات الأخبار ليبحث في أشياء أخرى جميلة مثل الرومانسية، وقد جاء مسلسل " روبي" ليعطي جرعة للمواطن العربي ليقول له، بشكل أو بآخر، إن هناك أشياء أخرى في الحياة وهي جميلة ويمكن أن تتابع حتى في عز الأزمات.

حصلت من خلال شخصيتك فيه على شعبية جارفة لدى الاوساط الشبابية وحتى الأمهات، وبخاصة في مصر ولبنان.. ماذا تقول؟
الأمر عائد لأكثر من سبب.. من جهة العمل طويل، ومن جهة أخرى يعرض خارج شهر رمضان، وبالتالي لا يأتي ضمن زحمة عروض درامية كما يحصل في شهر رمضان، فضلا عن أن الجمهور بات يتطلع ليرى شيئا مختلفا قليلا عن الواقع، أو لنقل، شيئا يخرجه، ولو لوقت قصير، من الواقع المعاش الذي لا رومانسية فيه، بل لا فرصة للعيش بهناء ليوم واحد، فيأتي مسلسل رومانسي مثل "روبي"، فيكون الجواب لسؤال هذا المشاهد نفسه.

على ذكر أنه عرض خارج شهر رمضان.. ألم تجد أن العرض خارج رمضان مجدٍ أكثر؟
هذا الأمر يعود تقديره للمحطات، فمسلسلات الثلاثون حلقة هي سياسة محطات وليست سياسة ممثل، فالسوق في رمضان هو ما فرض وجود ثلاثين حلقة للمسلسل الواحد، لكن بالنسبة لي ، على الصعيد الشخصي، كمكسيم خليل، وجدت أنني قُدمت للمشاهد العربي طوال أربعة أشهر خارج رمضان، بينما لن يكون لي أي ظهور في شهر رمضان للعام الحالي، وبالتالي ، تم تسويقي خارج رمضان.

شخصية "عمر" في المسلسل والتي سيطرت على المشاهدين هي شخصية رومانسية.. هل في "مكسيم"، في الواقع، أشياء من "عمر"؟
يوجد شيء بل أشياء لكن ليس كل شيء بطبيعة الحال، فكل شيء بالنسبة لي محدود بحدود، بينما عمر، في المسلسل، ظهر متسامحا إلى أبعد حد، ربما يحتاج المواطن العربي ليرى الرومانسية والتسامح في الدراما وهذا ما جاء به النص، أما بالنسبة لي في حياتي الواقعية فهناك أشياء أغفرها وبالتالي أشبه بها عمر، وهناك أشياء لا يمكن لي التسامح بها، وبها لا أشبهه إطلاقا.

ما الأشياء التي غفرها "عمر" ولا يغفرها مكسيم في حياته الواقعية، ما السبب في عدم الغفران برأيك؟

"روبي مسلسلا مشتركا، سوريا
ولبنانيا ومصريا"

بالنسبة لشخصية عمر فهو حالة رومانسية مثالية تقدم للمشاهد للتنفيس عن أمور أخرى، وبالتالي، سيكون متسامحا إلى أبعد حدود، بينما بالنسبة لي، فأنا كأي مواطن آخر في العالم العربي اليوم، أتأثر بمختلف وسائل الحياة من وسائط ترفيه إلى وسائط اتصال إلى ظروف عامة وربما شخصية، وبالتالي، فإن الخطوط الحمر في الواقع لا يمكن إسقاطها على الخيال. هناك شيء غفره عمر هو الخيانة مثلا، وهذا الأمر لا يمكنني التسامح به إطلاقا.

مكسيم خليل والنجاح في مصر
المسلسل حقق لك نجاحا كبيرا في مصر.. ماذا تقول؟
أولا... العمل لا أعتبره مصريا، فانا أراه مسلسلا مشتركا، سوريا ولبنانيا ومصريا، وهو نجاح للعمل العربي المشترك في الدراما وفي الفن والذي أتمنى أن يستمر في الفترات القادمة. وقد سبق لي أن عملت في مصر في العام 2003وهو مسلسل "الطارق" مع ممدوح عبد العزيز وخالد زكي وكانت تجربة رائعة، لكن في" روبي" أعتقد أن الشعبية توفرت في مصر لكثافة المتابعة لدى الجمهور المصري.

ماذا يعني لمكسيم أن يكون ناجحا وذا شعبية في مصر؟
يعني لي الكثير.. يعني أنني أمام مسؤوليات لأن البلد الذي تتحدث عنه هو مصر حيث الخيارات مفتوحة على كافة الصعد.. النصوص مفتوحة والإخراج مفتوح وكذلك بإمكان قطاع الإنتاج هناك الاستعانة بأي ممثل عربي ، لذا فالنجاح ليس سوى خطوة أولى في بلد كمصر والمطلوب تالياً هو التألق وإضافة النجاح تلو الآخر، لأن النوم على مجد واحد يعني أن الشخص قد لا يحظى بنجاحات في خريطة الدراما المقبلة.

كيف ستتعامل مع مصر إذاً؟
سأتعامل على أن كل عمل لي فيها هو أول عمل، وأن النجاح الأولي هو المطلوب. كلما نجحت بتجاوز مرحلة سأمضي نحو الأخرى بمنطق البحث عن مكان لي في هذا البلد، وبغير ذلك قد لا أنجح.سأتعامل مع النصوص ومع المخرجين على أنها حقل الاختبار، فالنجاح مرة في مصر يجب أن يعتبر أول الغيث قطرة .

دعني أسألك عن جائزة الموركس دور لأفضل ممثل عربي عن دورك في " ولادة من الخاصرة"؟

مكسيم: لا أغار من مهند التركي

هذه الجائزة تعني لي الكثير، وقد حصلت عليها عن دور صعب وقاس جدا هو دوري في مسلسل الولادة من الخاصرة بشخصية ( علاّم)...أعتقد أن الشخصية تستحق التكريم وكان الجمهور ومنذ عرض المسلسل قد صوت لها بشكل غير مباشر واعتبرها شخصية الموسم في الدراما العربية. بالنسبة للجائزة هي جائزة للجمهور ، وباعتقادي أن الجمهور هو من يمنح المكافأة للممثل كما أنه هو من يمنعها عنه.

هنا يجدر السؤال.. تتسلم جائزة عن دور مهم في مسلسل غاية في الأهمية، ثم تعتذر عن المشاركة في الجزء الثاني منه.. كيف ذلك؟
الأمر طبيعي جدا وليس فيه أي لغط أو غرابة، فالدور، باعتقادي، استكمل فصوله وباح بكامل أسراره، ولا أعتقد أنني سأكون في وضع يسمح لي بتقديم شيء جديد للمشاهد في شخصية "علاّم"، لذا، فإن الاعتذار هو من باب احترام الجمهور والمهنة ، واحترام نفسي أيضا، كما وهناك سبب يتعلق بصراحة بحاجتي إلى الراحة بعد ثمانية أشهر طويلة أمضيتها في تصوير مسلسل "روبي" وهو الذي أتى بعد موسم طويل نسبيا لي في العام الماضي.

مكسيم..لا أغار من مهند التركي
معروف أنك كنت شريك نجاح مسلسل "نور" بدبلجة صوتك على شخصية النجم التركي " مهند".. البعض اعتبرك تغار من نجوميته؟
بالفعل كنت شريك نجاح هناك من خلال صوتي، وقلت ذلك في مقابلة تلفزيونية في مصر، وقلت بأنني لم أغر، لا من مهند ولا من أحد غيره، بل كنت سعيدا بتلك التجربة، وبعد ذلك جاءت تجربة روبي لتكون شبيهة بتجربة مهند، وكانت التجربة أكثر من الناجحة والسبب أنك في الدبلجة تعطي صوتك لشخص آخر، أما هنا فكنت مكسيم، صوتا وروحاً.

لماذا لم تكرر تجربة الدوبلاج بعد مسلسل نور؟
الصوت حقق نجومية وجماهيرية والتصق بشخصية واحدة، والناس عرفت صوتك بدور مهند في مسلسل نور، وعندما تكرر التجربة في مسلسل آخر على جسد وروح وحركة ممثل آخر فإنك ستخسر صوتك وحركته، وبالتالي ستخسر الشخصية التي ميزتك في المسلسل الأول الذي نجحت فيه، لذا كان القرار مني بألا أكرر التجربة، وبالفعل كان مسلسل نور هو الوحيد الذي عملت فيه بالدبلجة.

مكسيم خليل بين الرومانسية وغيرة زوجته
في مسلسل روبي كانت هناك مشاهد حميمة نوعا ما.. ألم تفكر باحتمالية غيرة زوجتك منها؟

"زوجتي لا تغار من روبي"

لا.. زوجتي فنانة معروفة وهي سوسن أرشيد، ولها قيمتها في الوسط الفني السوري، وتعرف ما يعنيه المشهد أثناء التصوير وبعد المونتاج وكيف يظهر على الشاشة. سيرين عبد النور صديقتي وأعتز بصداقتها، وزوجتي تعرف أن سيرين بعد انتهاء المشهد تعود صديقة لي ونتحدث بأمور أخرى ربما لا علاقة لها بالعمل.

في ضوء الرومانسية التي ظهرت فيها صوتا ( نور) وصورةً (روبي).. كيف يعيش مكسيم الرومانسية في حياته الزوجية؟
تقصد كيف أعبر عنها.. التعبير عن الرومانسية لا تحكمه قواعد أو طرق معينة، بل يتم التعبير عنه برسائل لا بد وأن تصل إلى الآخر شرط أن تكون نابعة من القلب. قد يصبّ الزوج الشاي لزوجته فترى بها الزوجة نهرا ساخنا من الحب، وقد يصب لها الشاي فتراه نهرا من الدماء، وقد تهدي زوجتك وردة فتشعر بها كأنها سيارة فارهة، وقد تهديا سيارة فتشعر بها أنها لا شيء...أي سلوك يخرج من القلب يصل إلى القلب... هذه هي الرومانسية عندي.

هل توافق من يفصل بين رومانسي شرقي ورومانسي غربي؟
لا أبدا.. الرومانسية تكون في الرجل، وليس في شرقي أو غربي.. قد يكون هناك شرقيون رومانسيتهم غربية وقد تجد غربيا يتعاطى بالغرام والحب على الطريقة الشرقية. لديهم في خيالهم روميو، ولدينا في أدبياتنا قيس بن الملوح وعنترة بن شداد...لا شرقية في الحب ولا غربية...الحب موجود في الرجل ويخرج من الرجل وحسب.

هل لك أن تذكر للجمهور دور والدتك في وصولك إلى أن تكون فنانا؟
والدتي أجنبية وليست عربية وجاءت إلى سورية في العام 1969 وعملت في مجال الملابس والماكياج، وكانت مختلف المسرحيات والأفلام السينمائية في السبعينات والثمانينات تتم فيها ملابس الممثلين وماكياجهم على يد والدتي وشارات تلك الأعمال تحتفظ باسم أمي" ستيلا خليل". كانت أمي تصحبني معها إلى أماكن العمل وكنت أتعرف إلى أجواء الفن عن قرب من سن مبكرة، ففهمت ما هو الفن وما يتطلبه، فكان أن نصحتني بدراسة المسرح، وتم ذلك وأصبحت فنانا، وأؤكد هنا أنه لأمي كل الفضل فيما وصلت إليه في الفن. (النشرة).