صابر الرباعي نجم عربي مثقف وأنيق في تعامله مع الاعلاميين وزملائه الفنانين ومعجبيه الكثر.يحلو الحديث معه، ولكن الحدث الاهم الذي استحوذ على اهتمامنا هو مشاركته في مهرجانات بعلبك صيف 2012، فكيف تم الاتفاق على هذا الامر؟ وما موقفه من تصريحات وزير الثقافة التونسي وهل يوافق عليها؟ صاحب الصوت الماسي الفنان صابر رباعي يجيب عن هذه الاسئلة وغيرها في هذا الحوار الخاص.

قلت مرة انك تحلم بالظهور على مدرجات بعلبك، ما اهمية هذا المهرجان بالنسبة لك؟

الظهور في بعلبك سيضاف
الى تاريخي المتواضع

الظهور في بعلبك سيضاف الى تاريخي المتواضع في المجال الفني، مع المهرجانات الكبيرة التي شاركت فيها مثل قرطاج وجرش واولمبيا والموازين. بعلبك نحن نسمع بها منذ الصغر، وهو مهرجان ثقافي حضاري تاريخي ويتمنى أي انسان خاصة من الجيل المعاصر أن يظهر فيه، لا سيما في حفل خاص لأول مرة في بعلبك، وهذا امر مهم جدا.

نعم غسان الرحباني شارك كملحن اكثر من ممثل مع الموسيقار ملحم بركات، والفنان عاصي الحلاني شارك في بعلبك وأنت اليوم ستكون الفنان الثاني بعد عاصي
عاصي ظهر في المسرحية، أنا قصدت الفنانين الذين لم يظهروا في مسرحيات، فأنا الأهم بالنسبة لي أن أظهر ضمن اختصاصي وهو الموسيقى مع الفرقة الموسيقية خلفي، وهذا ما أحبه أنا وأحبّذه شخصيا. حتى لو شاركت في مسرحية كما شارك عاصي، فيا حبّذا ولما لا، ولكن أهم شيء هو الظهور ضمن اختصاصي أولا.

هل ستكون الفرقة الموسيقية مختلفة عن باقي المسارح لأنك ستظهر في بعلبك؟
طبعا ستكون الفرقة أكبر بكثير من المعتاد، فأنا سبق وشاركت مع فرقة موسيقية مؤلفة من 42 شخصا في قرطاج، وفي اوبرا مصر شاركت مع 100 عازف موسيقي، طبعا حجم الفرقة في بعلبك وصوت الفرقة سيكون كبيرا يليق بحجم وعراقة بعلبك.

من يهتم بالفرقة الموسيقية واختيار العازفين؟
أنا أهتم بصفتي موسيقي وطبعا هناك من يعاونني في تونس، وفي هذه الحفلة أعتمد أيضا على صديقي وحبيبي ايلي العليا.

ما هي حقيقة ما حصل حول الحفلة التي طلب منك تقديمها مجانا لاهالي بعلبك، علما أن فيروز وكبار الفنانين سبقوا وقدموا هذه الحفلة التي تعتبر عرفا سنويا في المهرجان؟
حصل لغط حول الموضوع، فهم اقترحوا عليّ تقديم "بروفا" لأهالي بعلبك، وأنا رفضت. وربما قُرئ هذا الرفض وكأنني رفضت الحفلة، ولكني بدل الـ"بروفا" سأقدّم حفلة لا تقل أهمية عن حفلة يوم 7، فمن حق أهالي بعلبك أن نقدم لهم حفلة كاملة بنفس الحرفية وبنفس الفرقة الموسيقية والتقنيات المستخدمة.

علمنا أنه عرضت عليك العام الماضي القيام ببطولة مسرحية "من ايام صلاح الدين"، لماذا رفضت المسرحية؟

حزب النهضة الذي وصل
الى الحكم هو حزب معتدل

كلا لم أرفضها بتاتا، ولكن الفترة كانت بداية الثورة التونسية، فاعتذرت لأنني دخلت متأخرا وشعرت انني غير مستعد لأمثل وأغني، لأن الوضع النفسي والسياسي في بلدنا كان مضطربا في تلك الفترة، مع احترامي لآل الصبّاغ وللعمل ككل، والذي سمعت انه كان عملا راقيا ورائعا جدا، وكان فيه حبيبي عاصي الحلاني الذي قام بالمجهود و"كفّى ووفّى" كما يقولون، وهو "ابو المسرح" واعتاد على المسرح الغنائي. أنا اعتذرت بكل لطف لأنني شعرت أنني خارج الموضوع، وطبعا تفهّموني.

هل يستطيعون الغناء في تونس؟
لا أستطيع انا ان أفرضهم او احد غيري، فالفنان يفرض نفسه وعمله يفرضه على الجمهور. وزير الثقافة التونسي خانه التعبير. انا كنت ضد تصريحاته، ولكن أيدته في نقطة معينة عن الحفاظ واعادة قيمة مهرجان قرطاج، ففي خلال سنوات الحكم البائد عبثت العائلة الحاكمة بمسرح قرطاج وكينونته ورسالته. وعندما قال الوزير "على جثتي"، أنا كنت ضد تصريحه وضد ان يذكر أسماء ويذمّ بفنانين لأني كفنان أشعر أن الامر يعنيني شخصيا، ولذلك أعتبر أن التعبير خانه ولا يجب أن يعطى الموضوع حجما اكبر مما يستحق، فهو بصيغة مباشرة او غير مباشرة اعتذر عما قاله حسب ما علمت. وفي لقائي مع النقيب احسان صادق وفي مصر مع النقيب ايمان البحر درويش تحدثنا عن الموضوع وكان الكلام عن انهاء هذا الموضوع. هذه ليست المرة الاولى التي يجري الحديث فيها عن المصريين واللبنانيين، وهم يبقون ضيوفا مبّجلين وفنانين نحترمهم، والجمهور هو من يطلبهم.

الا تعتقد ان الفنانين الذين منعوا مثل نانسي عجرم وشيرين وفضل واليسا هم بمستوى مهرجان قرطاج؟
طبعا، ونجوميتهم ومحبة الناس لهم تغني عن الكلام،. وكذلك مشاركاتهم في مهرجان قرطاج في السنوات السابقة حين كان هناك ادارة تمسك المهرجان. كان هناك استثناءات طبعا بسبب سيطرة العائلة الحاكمة سابقا والتي صارت تقحم فنانا وتمنع آخر، ولذلك شعر الوزير أن مهرجان قرطاج يجب أن يعود، ولكن خانه التعبير وذكر أسماء. هناك لجنة فنية هي من تختار وتتحمل هذه المسؤولية.

ماذا يجري حاليا في تونس، وهل تخاف على الفن من وصول الاصوليين الى الحكم كما يحصل حاليا في مصر؟

فضل أدرى بالاتجاه الذي اخذه

حزب النهضة الذي وصل الى الحكم هو حزب معتدل وليس متطرفا، وهناك وجود لأحزاب يسارية وأحزاب معارضة وتيارات سلفية، حزب النهضة لا يملك خيارا الا أن يتماشى مع التطور والاعتدال والمحافظة على البلد، والمحافظة ايضا على الانتماء الديني الاسلامي للبلد، وهذا يتطلب توازنا مهما جدا وصعبا، لكن تونس تسير في الطريق الصحيح ولم أسمع عن اقصاءات واستثناءات ورقابة على الفن.

هل ما زال الانفتاح والتقدم موجودا وحقوق المرأة التي كانت تونس تحافظ عليه؟
هذا هو المجال الأصلح والأسلم في تونس لاننا لا نريد أن نعود قرونا الى الوراء. وللمرأة حقوقها ومكانتها في تونس، ونعتمد على فكرها كما تعتمد هي على فكر الرجل. مجلّة الأحوال الشخصية في تونس لن تغيّر، هناك بنود معيّنة في الدستور قد يعاد النظر فيها، وترتبط بالأمور السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهذا بهدف التأسيس على قواعد جديدة صحيحة وديمقراطية بدرجة كبيرة. يجب ان نعلم اليوم أن الامكانيات ليست كما السابق، لأن تونس تشهد هذه الصحوة وهي كطير جريح يريد أن يطير مجددا ولكن يحتاج الى بعض الوقت لكي يتعافى، وأنا متفائل بالمستقبل.

ما رأيك بالمواقف السياسية التي اطلقها الفنان فضل شاكر وأيضا باعلان أي فنان لاتجاهه السياسي؟
فضل أدرى بالاتجاه الذي اخذه والكلام الذي قاله، وهو مسؤول عن كل كلمة وكل خطوة يقوم بها. ولكن ليس من حقي انا ان اعطي رأيي بما قاله فضل. الفنان اجمالا يجب ان يكون معتدلا ويهتم بمجاله الفني ولا علاقة له بالسياسة حتى، فالفنان يجب أن يكون صورة مشرقة لنفسه وللناس، كي تصدقه الناس وتحبه. وهذا طبعا لا يمنع ان يغني لوطنه ولأرضه. اذا اراد أن يدخل الفنان السياسة فليتخلى عن الفن، واذا استمر بالمجال الفني فليهتم بالفن وأموره دون سياسة. فضل اختار وهو حر في اختياره، ويعرف طريقه ولديه من ينصحه ويوجهه لطريق الخير، ونتمنى ان لا نخسره كصوت وكفنان.

الم تفكّر بالغناء باللغة الفرنسية والانكليزية حتى؟
أنا غنّيت باللغة الانكليزية من قبل، وغنيّت باللغة الفرنسية "اتحدى العالم" بعدما غيرنا موضوعها، وقد نعيد التجربة قريبا ولديّ اغنية سجلتها في فرنسا واتمنى ان نصدرها قريبا ان شاء الله. (النشرة)