لا قاعدة ثابتة تحكم علاقة الفنانين بمديري أعمالهم، وان كان معظم فناني الوطن العربي يفضلون أن يوكلوا هذه المهمة الى الأقارب، نظراً الى طبيعة عمل الفنان الذي يُدخل الغناء أمولاً طائلة الى رصيده، وتحوط بعلاقاته الاجتماعية والاعلامية كثير من الأسرار وعلامات الاستفهام التي يفترض أن يكون شخص اهل للثقة امينا عليها، علما ان تجارب عدد لا بأس به من الفنانين أكدت بالبرهان القاطع أن هذا الامر ليس دائما في محله، لأن الطعنات يمكن أن تأتي من أهل البيت الواحد.

نجوى:

نجوى هي من يجب أن يكون في الواجهة

الفنانة نجوى كرم عملت لاعوام طويلة تحت ادارة شقيقها نقولا الذي رفع عليها دعوى وطالبها بمليون دولار تعويضا لتعاونه معها طوال 12 عاماً، واستمرت الدعوى عامين قبل اسقاطها بعد تدخل افراد العائلة. وفي فترة لاحقة، انتقلت ادارة أعمال نجوى الى زوجها السابق متعهد الحفلات المعروف يوسف حرب الذي اثار ارتباطها به حفيظة أهلها، ما حول هذا الزواج نقمة عليها نتيجة الخلافات التي دبّت بين الزوج والأهل وأفضت الى الطلاق. وتعمل نجوى حالياً تحت ادارة طارق أبو جودة ابن شقيقتها سعاد والذي يفضل البقاء بعيداً عن الأضواء، ربما بسبب خجله وربما لأنه يقول "أنا كمدير أعمال أعمل في الكواليس، ولا يجوز أن أظهر في الاعلام أو أن أتحدث الى الصحافة… نجوى هي من يجب أن يكون في الواجهة وليس أنا".

بين هيفاء ورولا:
من جهته، حقق كريم أبي ياغي نجاحات مع الفنانة هيفاء وهبي في بداية مشوارها، ثم انتقل الى العمل مع الفنانة رولا سعد. ومنذ تلك اللحظة، بدأت المشاكل الشخصية والفنية بين رولا وكريم من ناحية وهيفاء من ناحية أخرى. والمعروف أن غالبية تلك الخلافات وصلت الى القضاء، وكان لكريم نصيب وافر منها. ولكن الاخير يرفض التحدث الى الصحافة لان طبيعة عمله في شركة "روتانا" تتطلب منه ذلك ولا يزال يعمل مع رولا.

أما هيفاء التي تقيم بين بيروت والقاهرة فتستعين بملحقة اعلامية في بيروت للتواصل مع الصحافيين، ولكن ليس معلوماً من يدير أعمالها في مصر. أمل حجازي عملت لفترة طويلة تحت ادارة شربل ضومط، علما ان علاقتهما لم تكن مهنية فقط اذ ارتبطا بقصة حب طويلة وكان يمكن أن يتزوجا مدنياً، ولكن والدة أمل كانت من أشد المعارضين لهذا الزواج. وادى انفصالهما العاطفي الى انفصالهما مهنيا. وتزوجت أمل لاحقا رجل الأعمال محمد البسام وأصبحت أما لطفل اسمه كريم، وهي تبدو اليوم سعيدة بحياتها العائلية والفنية، وترى أن الوضع أفضل من دون مدير أعمال.

جيجي لامارا

علاقة جيجي لامارا بنانسي ليست مهنية
فقط!

لا شك أن تجربة جيجيي لامارا هي الأفضل بين مديري الأعمال، والنجاح الاستثنائي الذي حققه مع فنانة استثنائية مثل نانسي عجرم جعل كثيرين يصابون بالغيرة ويتمنونه مديراً لأعمالهم، ولكن لامارا يرفض أن يقال عنه انه مجرد مدير أعمال، كسواه ممن يوقعون عقوداً ويقبضون المال، ويؤكد "عملي يرتكز على التحضير للألبومات والقيام بكل الترتيبات الأخرى التي تتناول الشق الدعائي في عمل نانسي". وعن طبيعة علاقته بنانسي التي يحاول البعض أن يشوش عليها يقول "نحن مستمران معاً منذ فترة طويلة، وهذا يؤكد أن الاشاعات التي تنطلق من هنا وهناك منزوعة تماماً عن الصحة. علاقتي بنانسي ليست مهنية فقط، بل هي علاقة جيدة وتمتد الى زوجها وكل أفراد عائلتها ونحن أشبه بعائلة واحدة. ولو أن العلاقة بيننا مجرد علاقة مادية قائمة على المصالح لما استمرت طوال هذه المدة".

أسمر:
سيمون أسمر الذي تولى صناعة عدد كبير من النجوم، يعترف بالأخوين رحباني وروميو لحود وبنفسه كمديري أعمال "لا أعترف بالآخرين لأن أيا منهم لم يصنع نجماً حتى يومنا هذا. النجوم الموجودون حالياً في الوطن العربي لم يساهم أي من مديري أعمالهم في نشأتهم وايصالهم الى النجومية، بل اشتغلوا على أنفسهم وصنعوا انفسهم بانفسهم، ومن يزعمون أنهم مديرو اعمالهم يقتصر دورهم على حمل الحقائب والفساتين ودفع الشيكات. هناك كذبة في العالم العربي اسمها مدير أعمال، لأن مدير الأعمال الحقيقي يجب أن يكون أكثر فهماً من الفنان في اختيار الأعمال وتحديد الصورة التي يجب أن تكون عليها. المؤسف ان من يدعون أنهم مديرو أعمال يخجلون بالبوح بالمهمات التي يقومون بها، لذلك يطلقون على أنفسهم هذا اللقب مع أنهم لا يعرفون القراءة والكتابة وأمور التهذيب واللياقة وحسن التصرف والمحاسبة. مدير الأعمال يجب أن يكون أكثر اهمية من المغني ولديه شبكة واسعة من المعارف والعلاقات وكل المواصفات الجيدة".

سيمون اسمر: هناك من يعتبر انني اتدلع
على المغنين واسرق مالهم!

ويرى أسمر أن الشرقيين يعتبرون أنفسهم أهم من الغربيين لذلك لم يسيروا على خطاهم في تجربة ادارة الأعمال، "المهم أن يرتدي مدير الأعمال عندنا ثياباً أنيقة ويقود سيارة فخمة ليكيلوا له المديح". وعن تجربة يارا وطارق أبو جودة الذي ساهم في صنع نجوميتها يقول "طارق بدأ عمله مع يارا كملحن، وكان يختار لها الأغنيات ويقدم اليها النصائح على صعيد الملابس واللوك، ثم تدخل في ادارة أعمالها وقد وافقت لأنها وجدت أنه متمرس فنياً، من هنا يمكن اضافته الى قائمة مديري الأعمال الذين ذكرتهم في البداية". ويقارن أسمر بين تجربته وتجربة سواه لجهة انه أدار أعمال أكثر من فنان في وقت واحد في حين اقتصر دور الآخرين على ادارة أعمال فنان واحد، "أجمع بين العمل في التلفزيون وادارة الأعمال وكنت أساعد الفنانين في مجالات مختلفة.

صنع النجوم درسته في فرنسا مع كلود كارير وجيرارد تورنييه وبرونو كوكتريس صاحب صالة الاولمبيا التي تقرر من هو النجم الحقيقي". يأخذ أسمر على الناس انهم لم يقدروا تجربته الفريدة في صنع النجوم، "هناك من اعتبر أنني أتدلع على المغنين وأسرق مالهم. هكذا كان يوحي المغنون في كلامهم. ربما كانوا يريدون أن أعمل "ببلاش" وأدفع على الفنانين من جيبي. لا أقصد أن الفنانين طماعون ولكنهم لا يفقهون ادارة الأعمال، ورغم كل ذلك لا أشعر بالندم لأنني أعتبر أنني قمت بواجبي حيالهم".

ايلي ونوال:
ظل ايلي ديب ونوال الزغبي زوجين لفترة طويلة وكذلك فنانة ومدير أعمال. وعندما وقعت الخلافات الزوجية بينهما رغبت نوال في ان يكون انفصالهما فنياً ومهنياً. نوال تعمل حالياً تحت ادارة باسكال مغامس بينما اختار ايلي الفنانة الصاعدة نايا ليصنع نجوميتها ويدير أعمالها ويقول "العقد الموقع بيني وبين نوال باعتباري مديراً لأعمالها لا يزال ساريا والمحكمة وحدها هي التي يمكن أن تلغيه. نوال عزلت الوكالة وطالبت بالغاء العقد ووصل الأمر الى المحكمة التي لم تحسم الأمر رغم مرور عامين ونصف العام.

انفصال نوال وايلي ديب فني ومهني!

وهذا يعني من الناحية القانونية أنني لا أزال مديراً لأعمال نوال الى أن يصدر قرار من المحكمة، وفي هذه الحال على واحد من الطرفين أن يتحمل البند الجزائي". وعن توقعاته لمجريات المحكمة يقول "لم أخالف ايا من بنود العقد، كنت أعمل بكل اخلاص وفجأة تم عزل وكالتي. على المحكمة أن تنظر في حيثيات ما جرى ولماذا وصلت الأمور الى هنا، علماً أنني عندما تسلمت كتاب العزل ابلغت نوال عبر العديد من الاشخاص انه لا يجوز ان نقف امام المحكمة. هي حرة في عدم العمل معي لأن أحداً لا يمكن أن يجبر الآخر على فعل شيء لا يريده، واذا كانت نوال لا تثق بخبرتي التي أوصلتها الى النجومية فإن رزقي على الله وليس عليها". وعن وضع نوال الفني من بعده يقول "البوم نوال الحالي هو الأخير في مسيرتها. شوارع بيروت تزدحم بالاعلانات لكل الفنانين ما عداها.

لا أحب أن أقول انها انتهت فنياً ولكنني أقول لها من كل قلبي: راجعي حساباتك لأن أسهمك الفنية تراجعت الى درجة مأسوية". وعن رأيه في مدير أعمالها الحالي يجيب "لا أعرفه، النتائج على الأرض تؤكد أن نوال لا تحصد أي نجاح". وهل ينصح الفنانين بألا يجعلوا من اقاربهم مديري اعمال لهم؟ "المشكلة لا تكمن في هذه المسألة. من المهم جداً أن يثق الفنان بمدير أعماله، وفي الوقت نفسه يجب أن تتوافر في مدير الأعمال ثلاث صفات: الخبرة، الاخلاص والذكاء. هذه الصفات أوظفها حالياً لمصلحة نايا باعتباري مديراً لأعمالها.

ايلي ديب زوج الفنانة نوال السابق!

أنا لا أتحدى نوال بنايا كما يقول البعض، وفي الأساس اين كانت نوال عندما كنت أعمل في المجال الفني. كما صنعت نوال يمكنني أن أصنع غيرها. ادارة الأعمال هي المجال الذي أبرع فيه، نوال عزلت وكالتي ومن حقي أن أتصرف في الطريقة التي تناسبني وأن استثمر خبرتي في أشخاص يستحقون ذلك. قصدني كثير من الهواة والمبتدئين والمعروفين ايضا للعمل معي ولكنني اخترت نايا لسببين: ان اتأكد من ثقة الفنان بي وان يتمتع هذا الفنان بصوت جميل، لأنني مللت انتقاد الصحافة للأصوات التي عملت من أجلها. اتعاون هذه المرة مع صوت كبير جداً لن يجرؤ أحد على انتقاده ولو بكلمة، في حين ان صوت نوال محدود جداً وثمة فرق بين المطرب الذي يملك صوتاً جميلاً ومتمكناً والمغني. نوال نجمة ولكن يجب التمييز بين المغني النجم والمطرب النجم".

وهل يربط بين حقه كمدير أعمال وطلاقه من نوال؟ "بما أن نوال اختارت المحكمة سأسير في هذا الطريق حتى النهاية. حتى لو كسبت الدعوى التي تتعلق بالبزنس العالق بيني وبينها سأستمر في المحكمة الروحية. أفضل الحلول السلمية ولكن عندما تطاردني المشكلة أعرف كيف أضرب رجلي بالأرض وأواجه. نوال أرادت التحدي وأصرت عليه، لا مشكلة".