مسلسلات رمضان
فرفش يفتح ملف أزمة التسويق الدرامي في مصر
24/08/2009

حالة من الذعر يعيشها الآن الكثيرين من المنتجين بعدما فشلوا في تسويق الكثير من أعمالهم التليفزيونية للقنوات الفضائية في رمضان حيث امتنعت العديد من القنوات الفضائية على شراء حق العرض الأول حصريا وهو ما تسبب لهم في أزمة كبيرة فقيمة المعروض اكبر كثيرا من الطلب عليها وهو ما جعلهم يصارعون حتى الساعات الأخيرة لانطلاق شهر رمضان في عمل محاولات أخيرة مع القنوات خاصة الخليجية منها ليقوموا على اقل تقدير بتغطية التكلفة الإنتاجية لهذه الأعمال التي كبلتهم الملايين:مسلسلات برو فتح باب النقاش حول هذه الأزمة لمعرفة الحلول التي سيلجأ إليها المنتجون:

مسلسلات برو يفتح ملف أزمة التسويق الدرامي في مصر صورة رقم 1

لا يوجد حل في أزمة التسويق وعدم شراء القنوات
الفضائية الأعمال حصريا

في البداية يقول إبراهيم العقباوي رئيس شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات أن أهم شيء في العملية الإنتاجية بصفة عامة شيئين وهما التمويل والتوزيع ولا يكتمل عنصر منهما إلا بتواجد الأخر وبالتأكيد أي خلل في إحداهما يؤثر على الأخر وان الأزمة الإنتاجية الحالية تعود في الأساس إلى مغالاة النجوم والنجمات في أجورهم مما يستدعي فيما بعد ضرورة وجود جهات إنتاجية أخرى تدخل بنظام المنتج المشارك تماما مثلما فعلت شركة صوت القاهرة التي أنتجت ثماني أعمال وهم (العمدة هانم)، (فتيات صغيرات)،(إن غاب القط)،(البوابة الثانية)،(الوديعة والذئاب)،(جنة ونار)،(عائلة توتو)،(في مهب الريح).

وكل هذه الأعمال تم تقسيمها بين شركة صوت القاهرة والمنتج المشارك وتلك هي ابسط الحلول للخروج من الأزمة الراهنة فيما بعد.

الاعتماد على العرض الثانيمن جانبه فقد عاد المنتج تامر مرسي الذي دخل سباق رمضان بثلاثة أعمال وهم (ادهم الشرقاوي)، (بشرى سارة) و(حدف بحر) بالأزمة إلى أن القنوات الخليجية رغم تفضيلها على مدار الأعوام السابقة للأعمال المصرية إلا أن هذا العام اتجهت بثقلها لشراء الأعمال السورية والتركية المدبلجة لانخفاض أسعارها مقارنة بالأعمال المصرية ولا يوجد حل في أزمة التسويق وعدم شراء القنوات الفضائية الأعمال حصريا سوى الانتظار لما بعد رمضان لتسويق الأعمال كعرض ثاني وثالث.

واكمل تامر انه لجأ هذا العام للبيع لأكثر من قناة مصرية بشكل متزامن ورفض البيع الحصرى بسبب الكساد وانخفاض الأسعار، يختلف معه في الرأي المنتج إسماعيل كتكت الذي أشار إلى أن أزمة التسويق لا تعود فقط إلى عدم وجود قنوات تقوم بحق الشراء حصريا بل على العكس القنوات تطلب العرض الحصري والمنتج هو الذي يرفض تماما مثلنا حدث مع مسلسل(قلبي دليلي) الذي يقوم بإنتاجه فقد طلبت قنوات عديدة عرضه حصريا لكنه رفض لان هذه القنوات تريد بيعة للقنوات الأخرى وبالتالي ستكون الخسارة عائدة عليه.

الأزمة الاقتصادية العالمية

مسلسلات برو يفتح ملف أزمة التسويق الدرامي في مصر صورة رقم 2

الأعمال المصرية لا غنى عنها في القنوات الخليجية

هذا وقد أشارت الفنانة الهام شاهين التي تشارك في رمضان بمسلسلها(علشان ماليش غيرك) أن أزمة التسويق التي نعاني منها هذا العام بالتأكيد لابد من الاستفادة منها خاصة وان الأعمال السورية والتركية باتت تمثل خطرا على الدراما المصرية فعلينا فقط الارتقاء بالمستوى الدرامي لان الأعمال المصرية لا غنى عنها في القنوات الخليجية ومثلما يستفيد المسلسل من العرض على القنوات الخليجية فهذه القنوات أيضا تستفيد أي أن المصلحة مشتركة.

يشاركها الرأي المؤلف محمد الغيطي حيث أشار إلى أن القنوات الخليجية الآن تطلب مشاهدة العمل قبل قرار شرائها له من عدمه وهذا شيء مستحدث هذا العام كما أن هناك ظاهرة أخرى تم استحداثها وهى أن اسم النجم الآن لم يعد هو عنصر الجذب الوحيد للقناة بل فاسم المؤلف والمخرج باتوا من أهم العناصر لذا تلجا العديد من القنوات لشراء أعمال نجوم الصف الثاني وهذا يعود أولا وأخيرا إلى قلة حجم عروض الإعلانات التي تعتبر الممول الأساسي لكل القنوات وبالطبع يرجع ذلك إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على التسويق.

مسلسلات برو يفتح ملف أزمة التسويق الدرامي في مصر صورة رقم 3

حسين فهمي يثق بتسويق الأفلام..

أما الفنان حسين فهمي فقال مؤكدا أن الأعمال المصرية طيلة تاريخها وهي في صدارة الدراما العربية وتتلهف كل القنوات على شرائها لكن دعونا نتفق أن الأزمة الاقتصادية باتت عائقا كبيرا في وجه المنتجين لذا فالحل في وجهة نظري هو مشاركة القنوات الفضائية نفسها في إنتاج الأعمال وبذلك يضمن المنتج عرض مسلسله عليها تماما مثلما فعلنا مع مسلسل(قاتل بلا اجر) الذي أشارك في بطولته مع المخرجة رباب حسين حيث دخلت قناة الراى الكويتية منتجا مشاركا وتلك هي ابسط الحلول.

التنازل في الأجر
أخيرا فقد أشار الناقد لويس جريس أن كل الأزمات الإنتاجية التي نعاني منها ترجع في الأول والأخر إلى مغالاة النجوم بشكل مبالغ جدا في أجورهم فالمسألة تعود لضرورة إعادة الحسابات مع النجوم وتحديد أجورا لهم وعليهم أيضا الاقتناع أن الأزمة الاقتصادية لابد والتعامل معها بشيء من التنازل في الأجر، ولابد للمنتج أن يكون له خبرة في التسويق وضرورة مشاركة القنوات الفضائية في الإنتاج وبالتالي التغلب على الأزمة، كما أن القنوات الخليجية ترفض شراء المسلسلات التي يقوم ببطولتها نجوم صف ثاني ولكن في الوقت ذاته فنجوم الصف الأول أجورهم عالية فبالتالي تزيد تكلفة الإنتاج فالمنتج يبحث عن تغطية التكاليف فالدائرة فعلا مغلقة.