دمّر حريق كبير شب صباح الثلاثاء 4 أغسطس/آب الديكور الرئيسي للفيلم السينمائي الجديد "كلمني شكرا" للمخرج خالد يوسف في استديو مصر. وكان مهندس الديكور حامد حمدان قد بنى ديكورا كبيرا لحارة شعبية ليتم تصوير معظم مشاهد الفيلم فيها الذي يعد أحدث أعمال خالد يوسف.
الحريق نشب في السادسة صباحا
الفيلم كتبه سيد عيسوي، ويدور حول شاب مصري بسيط يعمل في عديد من المهن المتباينة ليواجه متطلبات الحياة، ويقوم ببطولته عمرو عبد الجليل، وغادة عبد الرازق، وشويكار، وصبري فواز، وماجد المصري، وتامر سمير.
وقالت مصادر من داخل الديكور المحترق لوكالة الأنباء الألمانية إن الحريق نشب في السادسة صباحا نتيجة ماس كهربائي داخل مبنى عبارة عن صيدلية ضمن الديكور الشعبي؛ إلا أنه تحول إلى كارثة كبيرة دمرت المكان بالكامل نظرا لعدم وجود أحد في المكان حيث كان التصوير متوقفا.
سيارة الإطفاء.. معطلة
وساعد في انتشار النيران والتهامها للمكان بالكامل عدم صلاحية سيارة الإطفاء الموجودة داخل استديو مصر؛ حيث لم يكن بالسيارة ماء ولم تكن مضخاتها تعمل بشكل طبيعي. ودمّرت النيران الديكور الذي تكلف بناؤه ما يزيد عن مليوني جنيه (361 ألف دولار)، كما دمرت معدات تصوير وإضاءة، وأتلفت ملابس الفنانين ليتوقف تصوير الفيلم بشكل كامل حتى بناء ديكور جديد ويضاف لميزانيته ما يزيد عن 3 ملايين جنيه (الدولار= 5.5 جنيهات مصرية)، إضافة إلى تعطله فترة لم يتم تحديدها بعد.
ولم يتبين ما إذا كان تم التأمين على الديكور من جانب منتج الفيلم الذي يخرجه خالد يوسف، والذي بدأ تصويره قبل أقل من شهر واحد، لكن مصادر في الشركة المنتجة عبرت عن انزعاجها الشديد من تدني مستوى الأمان في استديو مصر، أعرق مجمعات التصوير في القاهرة، والذي بناه طلعت باشا حرب في النصف الأول من القرن العشرين.
تمت السيطرة على الحريق قبل
أن يمتد إلى الديكورات المجاورة
وقد روى محمود فتحى أحد موظفى الإنتاج بالفيلم، وقائع الحادث قائلاً: إنه كان من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم فى الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء، وأثناء اتجاهه إلى الاستديو فوجئ باتصال هاتفى من أحد عمال الاستديو يخبره فيه بوجود حريق ضخم وضرورة حضور فريق العمل بشكل عاجل لإنقاذ الموقف، وبعد أن وصلت إلى مكان الحادث صدمت بالكارثة الكبرى وهى أن الحريق التهم جميع أجزاء ديكور الفيلم المبنية والتى تم بناؤها على مدار ثلاثة شهور، وهى بلاتوه الحارة والتى بلغت ميزانية بنائه ثلاثة ونصف مليون جنيه، بالإضافة إلى غرف ملابس الفنانين، الإكسسوارات والمكيفات ووحدات الإضاءة، وهو ما يقدر ثمنه بثمانية مليون جنيه.
وأشار فتحى إلى أن سبب التهام الحريق للديكور بأكمله هو أن المواد المصنوع منها من الخشب والفوم وهو ما يساعد على الاشتعال، وأرجع سبب الحريق إلى وجود لوحة الكهرباء الموجودة بجوار ديكور الحارة، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل أمان فى استديو مصر أو ماء أو طفايات حريق أو أي وسيلة أخرى من وسائل الأمن الصناعي، وحتى سيارة المطافئ التي حضرت إلى موقع الحادث وصلت بعد وقوع الحريق بساعة ونصف أي "في الوقت الضائع".
وقالت المصادر إنه تمت السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى الديكورات المجاورة في استديو مصر الذي يضم ديكورات خاصة بأكثر من 10 أعمال بينها مسلسلات درامية عدة يحاول صناعها الانتهاء من تصويرها للحاق بالعرض في شهر رمضان.