رغم صعوبة تقبل المجتمع لفن الراب في عدن معتقدين ان الراب يعني كلمات خادشة للحياء، لكن طموح الشباب هناك للوصول للشهرة ولاسماع كلماتهم للجميع لا يعرف الحدود ولا يرضي باقفال الابواب امامه. الرابرز في عدن مصرون على ايصال رسالتهم لمجتمعهم ويؤكدون انها رسالة هادفة لتوعية الناس بلغة الشارع العادية القريبة لقلوب الجميع. واملهم كبير وطموحهم اكبر للوصول لبرامج تلفزيونية عالمية أو عربية مثل برنامج مسابقات المواهب عرب غوت تالنت.

بحركات منتظمة تستلهم روح فن الراب، مثلما يحدث في ولاية نيويورك الأميركية يحاكي فتية وشبان بمدينة عدن، جنوب اليمن، نجوم الهيب هوب الأميركيين الذين نشروا فن الراب الذي ظهر بين المنحدرين من أصول أفريقية خلال السبعينات. وعلى الرغم من أن الكلمات التي ترافق الإيقاعات المختلفة هي كلمات مقفاة، إلا أنها تكسر نمطية النثر والشعر الحر المعاصر فضلاً عن بحور الشعر العربي القديم. وإضافة إلى ذلك، يكسر مغنو الراب الذين يعرفون بـ"الرابرز" أنماطاً من القيم والتقاليد، وتمتلئ أغاني بعضهم بالكثير من الألفاظ التي يمكن أن تعتبر خادشة وتقع ضمن قوائم المحظورات اللفظية.

قضية اتهام! حسن زيكو وعمر سايكو

بطولات وتنافس
اشتعلت التحديات والمساجلات بين "الرابرز" في مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات على مرحلتين، فبدأت بالمنتديات الحوارية، ثم انتقلت إلى "فيسبوك"، و"تويتر"، و"يوتيوب". رافق المرحلة الأولى استعمال الأسماء المستعارة المدفوعة بمخاوف القبضة الأمنية أحياناً والتقاليد الاجتماعية أحياناً أخرى، وانتقلت هذه الأسماء المستعارة لاحقاً للمرحلة الثانية لتصبح رديفة للأسماء المعلنة والتصقت بأصحابها بعد سنوات من عشرة العمر.

ويقول عبدالله باقيس الذي يحمل الاسم المستعار "أكراب" ونظم مسابقة لمغنيي الراب في المدينة إن المسابقة والتي تعرف باسم "بطولة دسات" حققت هدفها الرئيس في جذب مغني الراب والدفع بآخرين لخوض هذا المجال والانخراط فيه. ويضيف باقيس ان اغاني الراب التي تتضمن كلمات تكسر جمود التقاليد، تمثل جانباً مظلماً عند البعض"، في إشارة إلى ألفاظ خادشة ، مضيفاً "لكن في الفترة الأخيرة انتشر الراب الهادف الذي يناقش قضايا ويبعث رسائلاً ايجابية".

راب عدن

للمتجول في الحارات الشعبية العتيقة والشوارع العامة يمكن لأذنه أن تلتقط أحياناً موسيقى و إيقاعات الهيب هوب، حيث يتواجه فريقا رابرز يحيط بهما أنصارهما في دائرة صغيرة، وقبل أن تبدأ مناظرات يتنافس فيها الفريقان بأغانٍ قصيرة تشمل في مرات كثيرة كلمات تستفز الطرف الآخر وتستثير أنصاره، ويعرف هذا النوع من التحدي بالأسلوب الحر "فري ستايل"، ويتم على إيقاعات "بيت بوكس".

الراب لا يعني كلمات خادشة للحياء!

طموح
خلال الأعوام الأخيرة اتسعت آمال مغنيي الراب في عدن، وطمح بعضهم للوصول إلى برامج تلفزيونية عالمية، أو الطبعات العربية منها، كبرنامج Arabs Got Talent ، بعد أن تجاهلتهم القنوات الحكومية، أو انفتحت عليهم مؤخراً على استحياء. ويعتقد معد ومقدم البرامج علي بن عامر، أن هناك تغيير طفيف ايجابي في توجه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية في عدن، بالمقارنة بين وضعيها، قبل الثورة وبعدها، في إشارة إلى احتجاجات الربيع العربي العام 2011.

عمرو الناشري

وسائل ورسائل
ويقول حسن زكريا والذي يشتهر في هذا الوسط باسم "زيكو" إن الهدف من فن الراب في عدن هو "نشر رسائل هادفة، وتوعية الناس، بلغة الشارع"، فهناك أغانٍ عن أضرار المخدرات، والقيم المجتمعية، فيما يقول لؤي نعمان إنه اختار هذا الطريق "لأن الراب فن صريح جداً و طرق التعبير فيه قوية و كثيرة".

حسن زيكو

اما عمرو الناشري الذي يعرف باسم "X TħoÐo" فيؤمن أن الراب "هو لغة حياة الشارع، وهو الأنسب للجيل الحاضر، لتوصيل كافة الرسائل"، ويرى أن "كارهي هذا الفن ينتقدونه للصورة النمطية بعد أن نقل بشكل خاطئ للعالم العربي، وتخللت كلمات أغانيه شتائم وبذاءات". بتصرف عن اليمن الآن.