قالت شبكة "بي بي سي" أن إجمالي ما تقاضاه المشاهير وكبار مقدمي البرامج بلغ 299 مليون جنيه إسترليني في السنة المالية 2008 ـ 2009 ولكنها رفضت أن تقول مَنْ وتلقى كم. وذهبت إلى أن الإفصاح عن مثل هذه التفاصيل وخاصة ما تدفعه إلى مقدمي برامج مثل جونثان روس وفيونا بروس وغراهام نورتن سيكون خرقًا لقانون حماية المعلومات. وأثار امتناع البي بي سي غضب منتقدين يحتجون بأن الرأي العام يستحق أن يعرف ما إذا كان الجمهور يحصل على إنتاج يعادل في قيمته ما يدفعه المشاهد والمستمع. ورفضت البي بي سي حتى تحديد عدد الذي تقاسموا الـ 229 مليون جنيه إسترليني فيما بينهم مكتفية بالاعتراف بإبرام 300 ألف عقد مع "موهوبين".

أشارت البي بي سي إلى أن نشر رواتب المشاهير سيفجر حرب مزايدات مع منافسيها، ولكن مثل هذه الأسباب أثارت انتقادات عدد من نواب البرلمان. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن عضو لجنة الثقافة والإعلام والرياضة في مجلس العموم النائب المحافظ فيليب ديفيز قوله أن على البي بي سي أن تكون شفافة بشأن ما تدفعه ليتمكن الجمهور من التوثق مما إذا كانت الرسوم التي يدفعها المواطن مقابل مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الإذاعة تُنفق على الوجه المطلوب.

وأضاف عضو مجلس العموم أن البي بي سي "لا تني تقول لنا أن هؤلاء يمكن أن يكسبوا أكثر من محطات أخرى ولو أرونا الأرقام لتمكنا من أن نرى بأنفسنا إن كان ذلك صحيحًا. وما سنراه على الأرجح انه ما من شركة أخرى قادرة على أن تدفع لهم" ما تدفعه البي بي سي.

تنفق البي بي سي 54 مليون جنيه إسترليني على نجوم تزيد دخولهم على 150 ألف جنيه إسترليني في السنة و16 مليون جنيه إسترليني على نجوم يحققون 100 ألف إلى 150 ألفا في السنة و44 مليون جنيه إسترليني على رواتب تتراوح بين 50 ألف جنيه إسترليني و100 ألف في السنة، و115 مليون جنيه إسترليني على مَنْ تقل دخولهم عن 50 ألف جنيه إسترليني في السنة. ويتقاضى جونثان روس الذي سيترك البي بي سي في الصيف 6 ملايين جنيه إسترليني سنويا أو نحو 3 في المئة من الميزانية المخصصة "للمواهب" في عموم المؤسسة. ومن بين الذين يتقاضون أعلى الرواتب فيونا بروس التي تحصل على 500 ألف جنيه إسترليني سنويًا عن قراءة الصحف وغراهام نورتن الذي تفيد تقارير انه يكسب مليون جنيه إسترليني سنويا.

من الآخرين الذي لديهم عقود دسمة مع البي بي سي جيريمي باكسمان بنحو مليون جنيه إسترليني سنويًا وآن روبنسون بنحو 3 ملايين. وكانت البي بي سي تعرضت إلى انتقادات متكررة بسبب ما تبذخه على النجوم في وقت تعمد القنوات التجارية إلى خفض النفقات والتكاليف بسبب المصاعب المالية. وقال رئيس لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم النائب المحافظ ادوارد لي "أن هذه ثقافة تكتم لا تتماشى مع العالم الحديث" مشيرًا إلى أن ما تدفعه البي بي سي إلى نجومها الكبار يزيد على الحد المعقول على نحو فاحش.