مسلسلات رمضان
هكذا ضللت كوريا الشمالية الأميركيين وحصلت على النووي
07/09/2024

بعد استمرارها لأكثر من 3 سنوات، عرفت الحرب الكورية نهايتها عام 1953 بهدنة حيث لم توقع كل من كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية على أية معاهدة سلام. وعلى مدار سنوات القتال، أسفرت الحرب الكورية عن مقتل حوالي 3 ملايين شخص كما أدت لتهجير الملايين. وخلال السنوات التالية، عرفت شبه الجزيرة الكورية توترا هدد، بأكثر من مناسبة، بانهيار الهدنة وعودة العمليات القتالية. وقد جاءت أبرز هذه التوترات سنة 1994. فبذلك العام، أثار البرنامج النووي لكوريا الشمالية حالة من القلق تزامنا مع تهديد الأميركيين بشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الكورية الشمالية.

هكذا ضللت كوريا الشمالية الأميركيين وحصلت على النووي صورة رقم 1

حلول وليام بيري لمواجهة كوريا الشمالية
ومطلع شهر فبراير 1994، استلم وليام بيري (William Perry) منصب وزير الدفاع بإدارة الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي كان قد نجح في بلوغ البيت الأبيض عقب فوزه بانتخابات العام 1992. ومع استلامه لمهامه، وصف وليام بيري النظام الشيوعي بكوريا الشمالية كأبرز تحد له. وانطلاقا من ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي للضغط على كيم إيل سونغ (Kim Il Sung) بهدف إجباره على قبول تواجد مراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمنشآته النووية.

هكذا ضللت كوريا الشمالية الأميركيين وحصلت على النووي صورة رقم 2

وبحلول شهر مارس 1994، حذّر وليام بيري الكوريين الشماليين مؤكدا أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح بتطوير بيونغ يانغ لأسلحة نووية. فضلا عن ذلك، أشار الأخير لعدم وجود فرضية حرب ضد كوريا الشمالية ودعا في الآن ذاته المسؤولين العسكريين الأميركيين للبقاء على أهبة الاستعداد. وخلال شهر مايو 1994، باشرت كوريا الشمالية بسحب الوقود النووي من مفاعل يونغبيون (Yongbyon) دون أن تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول المنطقة. وبالفترة التالية، أعلنت كوريا الشمالية انسحابها من الوكالة ومن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.وأمام هذا الوضع، قدّم وليام بيري لبيل كلينتون ثلاثة اقتراحات حيث عرض عليه تشديد العقوبات الدولية على كوريا الشمالية أو استهداف منشآتها النووية بضربات محدودة اعتمادا على طائرات إف 117 نايت هوك أو الاستعداد بشكل رسمي لحرب شاملة ضد كوريا الشمالية.

هكذا ضللت كوريا الشمالية الأميركيين وحصلت على النووي صورة رقم 3

انهيار الاتفاقية مع واشنطن
وعقب اجتماعه مع وليام بيري، مال بيل كلينتون للخيار العسكري ووافق على تعزيز القوات الأميركية قبل أن يتراجع عن ذلك ويقبل بالخيار الدبلوماسي تزامنا مع نجاح المفاوضات بين الرئيس السابق جيمي كارتر وكيم إيل سونغ. ويوم 21 أكتوبر 1994، وقعت كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية على مفاهمة عقب مفاوضات مطولة بجنيف. وبموجب هذه الاتفاقية، تعهدت الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكوريا الجنوبية بتزويد كوريا الشمالية بمفاعلين نوويين يعملان بالماء الخفيف بتكلفة قدرت بحوالي 4 مليارات دولار لتحل مكان المفاعلات الكورية الشمالية الحالية القادرة على إنتاج البلوتونيوم. من جهة ثانية، وافقت كوريا الشمالية على فتح منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين مقابل رفع العقوبات الدولية عنها وضمان حصولها على الوقود الثقيل المخصص لتوفير الطاقة الكهربائية. وساهمت هذه الاتفاقية في إنقاذ الموقف بشبه الجزيرة الكورية. فضلا عن ذلك، كانت المفاوضات سهلة بين الطرفين بسبب الظرف الذي مرت به كوريا الشمالية حينها عقب وفاة كيم إيل سونغ واستلام ابنه كيم جونغ إيل (Kim Jong Il) لزمام الأمور.

هكذا ضللت كوريا الشمالية الأميركيين وحصلت على النووي صورة رقم 4

وسنة 2002، اتهمت الولايات المتحدة الأميركية كوريا الشمالية بالعمل على إنتاج أسلحة نووية والتنكر للمعاهدة السابقة الموقعة سنة 1994 عقب معلومات حصلت عليها من باكستان وليبيا. وانطلاقا من ذلك، أوقفت واشنطن تصدير شحنات الوقود لبيونغ يانغ. وخلال نفس العام، أعلنت كوريا الشمالية عن تخليها على المعاهدة السابقة مع الأميركيين واتجهت بالعام التالي للانسحاب مجددا من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وسنة 2005، أقرت كوريا الشمالية بامتلاكها لبرنامج مخصص لإنتاج الأسلحة النووية. وبالعام التالي، أعلنت بيونغ يانغ يوم 9 أكتوبر 2006 عن نجاح أولى تجاربها النووية.

هكذا ضللت كوريا الشمالية الأميركيين وحصلت على النووي صورة رقم 5