مسلسلات رمضان
بعد أن أمر هتلر بإزالتها من الخارطة.. هكذا نجت باريس
05/09/2024

خلال الحرب العالمية الثانية، نجحت القوات الألمانية في دخول الأراضي الفرنسية والتقدم داخل عمق فرنسا عقب مرورها عبر غابات الأردين (Ardennes). ويوم 14 يونيو 1940، وقعت العاصمة الفرنسية باريس في قبضة الألمان حيث وافقت الحكومة الفرنسية على إخلاء باريس وإعلانها مدينة مفتوحة تزامنا مع تزايد احتمالية تعرضها لقصف ألماني مدمر. وقد استمر الاحتلال الألماني لباريس لنحو 4 سنوات قبل أن يعرف نهايته يوم 24 أغسطس 1944 عقب نجاح تدخل الحلفاء بفرنسا. وفي خضم هذه الأحداث، نجت باريس خلال الأيام الأخيرة من الاحتلال من الخراب. فقبيل مغادرة قواته لها، أمر أدولف هتلر بتحويل باريس لكومة حجارة.

بعد أن أمر هتلر بإزالتها من الخارطة.. هكذا نجت باريس صورة رقم 1

قرار هتلر بتدمير باريس
مطلع شهر أغسطس 1944، نال العسكري دياتريتش فون شولتيتز (Dietrich von Choltitz) ترقية عسكرية أصبح على إثرها جنرالا بقوة المشاة الألمانية. وبحلول السابع من الشهر نفسه، عيّن الأخير حاكما عسكريا على العاصمة الفرنسية باريس التي كانت على بعد أيام فقط من الوقوع بقبضة الحلفاء. ومع وصوله للعاصمة الفرنسية يوم 8 أغسطس 1944، اختار فون شولتيتز نزل موريس (Meurice) كمقر له. وفي الأثناء، صدم هذا الجنرال الألماني بسبب قلة الإمدادات والجنود الذين كانوا تحت إمرته. وبحسب تقارير تلك الفترة، امتلك فون شولتيتز حوالي 20 ألف جندي فقط للدفاع عن باريس أمام الحلفاء.

بعد أن أمر هتلر بإزالتها من الخارطة.. هكذا نجت باريس صورة رقم 2

منتصف شهر أغسطس 1944، أقدمت شرطة باريس على الإضراب عن العمل معقدة بذلك عملية حفظ الأمن بالعاصمة. وبحلول يوم 19 من الشهر نفسه، تعقد الوضع بالنسبة للألمان بسبب اندلاع حالة عصيان مدني وتمرد قاده الحزب الشيوعي بالعاصمة باريس. إلى ذلك، استخدمت القوات الألمانية الرصاص الحي والآليات أملا في صد التمرد. وعلى الرغم من تدخل القنصل السويدي بباريس لمناقشة وقف إطلاق نار، تواصلت العمليات القتالية بباريس طيلة الأيام التالية. مع تعقد الوضع بباريس وقرب وصول الحلفاء، أصدر أدولف هتلر يوم 23 أغسطس 1944 أوامر بتدمير باريس وتحويلها لكومة خراب. وانطلاقا من ذلك، طالب هتلر بتفخيخ وتفجير خطوط السكك الحديدية والطرق الرئيسية وتدمير جميع الجسور، كما دعا فون شولتيتز لتدمير جانب من معالم باريس الرئيسية كعدد من القصور والبنايات التاريخية ومتحف ليزانفاليد.

بعد أن أمر هتلر بإزالتها من الخارطة.. هكذا نجت باريس صورة رقم 3

رفض فون شولتيتز لأوامر هتلر
وعلى الرغم من حصوله على أوامر من هتلر، رفض فون شولتيتز، بعد تردد شديد، تنفيذ الأوامر واتجه يوم 24 أغسطس 1944 لإنقاذ باريس من الدمار. وما بين يومي 24 و25 أغسطس 1944، استسلم فون شولتيتز رفقة قواته، وقبل بتوقيع وثيقة استسلام قواته بحضور ممثلي حكومة فرنسا الحرة. وبفضل عصيانه لأوامر هتلر، لقّب فون شولتيتز بمنقذ باريس.

بعد أن أمر هتلر بإزالتها من الخارطة.. هكذا نجت باريس صورة رقم 4

بتصريحاته ومذكراته، تحدث فون شولتيتز عن اتخاذه لهذا القرار بسبب وجود عدد هائل من المعالم التاريخية بباريس مؤكدا على عدم رغبته في تخريب التاريخ الإنساني. وفي الأثناء، شكك كثيرون في هذه التصريحات وتحدثوا عن قيام هذا الجنرال الألماني بتخريب المدن الهولندية والسوفيتية بوقت سابق من الحرب. فضلا عن ذلك، أكد عدد من المحققين على قيام فون شولتيتز بهذه الخطوة أملا في تخفيف عقوبته تزامنا مع نهاية الحرب واستسلام ألمانيا. عقب اعتقاله، نقل الجنرال فون شولتيتز نحو بريطانيا أين ظل بالأسر لبضعة أشهر، قبل أن يحوّل فيما بعد نحو أحد مراكز الاعتقال بالولايات المتحدة الأميركية. وبحلول العام 1947، أطلق سراح الأخير على الرغم من اعترافه في وقت سابق بالمشاركة بعدد من عمليات الإبادة وقصف مدينة روتردام الهولندية.