مسلسلات رمضان
صانع السلام.. هكذا نجا رئيس أميركي من موت محقق
26/07/2024

بعد مضي 31 يوما فقط من توليه لمهامه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، فارق وليام هنري هاريسون (William Henry Harrison) الحياة عن عمر ناهز 68 سنة. وعلى إثر ذلك، تولى نائبه جون تايلر (John Tyler) رئاسة البلاد ليصبح بذلك الرئيس العاشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وأثناء فترته الرئاسية التي امتدت لعام 1845، كسب جون تايلر سمعة سيئة وأقصي من حزب اليمين. فضلا عن ذلك، كاد الأخير أن يقتل خلال إبحاره على متن فرقاطة.

صانع السلام.. هكذا نجا رئيس أميركي من موت محقق صورة رقم 1

مدفع صانع السلام
وخلال شهر سبتمبر 1843، دخلت الفرقاطة الأميركية يو أس أس برنستون (USS Princeton) الخدمة بالبحرية الأميركية. وبتلك الفترة، مثلت هذه الفرقاطة أحدث السفن الأميركية بسبب امتلاكها لمدافع عديدة، ذات عيار كبير، ومحرك بخاري. ويوم 28 فبراير 1844، أبحر الرئيس الأميركي جون تايلر، رفقة حوالي 400 شخص، بنهر بوتماك (Potomac) على متن الفرقاطة يو أس أس برنستون. من جهة ثانية، تواجد ضمن الحاضرين على متن يو أس أس برنستون عدد من كبار الشخصيات الأميركية كالمستثمر الثري المنحدر من نيويورك دافيد غاردينير (David Gardiner)، الذي حضر رفقة ابنته التي طلب الرئيس تايلر الزواج منها، وعدد من السياسيين والمسؤولين بالحكومة الأميركية.

صانع السلام.. هكذا نجا رئيس أميركي من موت محقق صورة رقم 2

وأثناء هذه الرحلة، حملت الفرقاطة يو أس أس برنستون على متنها مدفعا جديدا سمي بصانع السلام. وبتلك الفترة، بلغ وزن هذا المدفع 12 ألف رطل كما قدّر عياره بنحو 300 ملم. ومع انطلاق السفينة، تشاجر مصمم المدفع جون إريكسون (John Ericsson) مع القبطان حول تجربة المدفع أثناء الرحلة بتعلة عدم خضوع مدفع صانع السلام للإختبارات الكافية للتأكد من مدى سلامته.

صانع السلام.. هكذا نجا رئيس أميركي من موت محقق صورة رقم 3

انفجار صانع السلام
إلى ذلك، أصر قبطان السفينة على تجربة المدفع لإبراز مدى قوة السفينة يو أس أس برنستون وتسليحها. فطيلة الفترة السابقة، تباهى الأخير أمام أعضاء الكونغرس والصحافة بهذه الفرقاطة واصفا إياها بفخر الصناعة الحربية الأميركية. بادئ الأمر، أطلق صانع السلام طلقتين ناجحتين مثيرا بذلك إعجاب الجماهير التي صفقت له بحفاوة. وبمنتصف الرحلة، حيا الرئيس الأميركي تايلر القبطان وأشاد بسفينته والمدفع. وبالتزامن مع ذلك، طلب وزير الحرب الأميركي من المسؤولين إطلاق طلقة ثالثة تجاه مونت فرنون (Mount Vernon) تكريما لجورج واشنطن.

صانع السلام.. هكذا نجا رئيس أميركي من موت محقق صورة رقم 4

أمام هذا الوضع، تردد القبطان في استخدام المدفع مرة أخرى. لاحقا، قبل الأخير بذلك ووافق على طلب الوزير بتوجيه طلقة ثالثة صوب مونت فرنون. وخلال الطلقة الثالثة، انفجر صانع السلام متسببا في مقتل العديد من الحاضرين. وقد كان من بين القتلى حينها وزير الخارجية أبيل أبشور (Abel Upshur) ووزير البحرية توماس جيلمير (Thomas Gilmer) والرجل الثري المنحدر من نيويورك دافيد غاردينير. ولحسن حظه، لم يكن الرئيس تايلر متواجدا على سطح السفينة لحظة الانفجار حيث كان الأخير حينها بمنتصف الطريق نحو الطابق العلوي. وبينما قتل وزراؤه بالحادثة، نجا تايلر من الموت بفضل لحظات فصلته عن بلوغ السطح.

ننن