مسلسلات رمضان
بهذا العام.. اعتقلت النمسا وأعدمت المتعاطفين مع روسيا
24/06/2024

عقب تعثر المفاوضات والتحقيقات على إثر حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند، أعلنت إمبراطورية النمسا المجر الحرب على صربيا يوم 28 يوليو 1914، ومع بداية التدخل النمساوي بالأراضي الصربية، أرسلت الإمبراطورية الروسية تحذيرات للنمسا مطالبة إياها بإنهاء الحرب وباشرت بتجميع قواتها على الحدود الروسية النمساوية عقب إعلان تعبئة جزئية بالبلاد. وأمام هذا الوضع، تدخلت ألمانيا لصالح حليفتها النمسا مطالبة الروس بسحب قواتهم من الحدود. ومع رفض الروس لذلك، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا ليتم على إثر ذلك تفعيل سياسة التحالفات التي أدت لاندلاع الحرب العالمية الأولى.

بهذا العام.. اعتقلت النمسا وأعدمت المتعاطفين مع روسيا صورة رقم 1

وفي خضم هذا النزاع، اتجهت النمسا لملاحقة الأشخاص الذين عرفوا بتقديسهم للثقافة الروسية وتعاطفهم مع روسيا. وانطلاقا من ذلك، أنشأت النمسا معسكر الاعتقال تاليرهوف (Thalerhof) الذي جمّعت داخله عددا كبيرا من الأشخاص الذين اتهموا بالروسوفيلية (Russophilia).

بهذا العام.. اعتقلت النمسا وأعدمت المتعاطفين مع روسيا صورة رقم 2

معتقل تاليرهوف
وبهذا المعسكر الذي شيد قرب مدينة غراس (Graz) بإقليم ستيريا (Styria)، سجنت النمسا عددا كبيرا من مواطنيها المنتمين لعرقيات الجلالقة (Galicians) والليمكوس (Lemkos) والروسينيين (Rusyns) الذين تعاطفوا مع الإمبراطورية الروسية وتميزوا بحبهم للقيصر نيقولا الثاني واعترافهم باللغة الروسية كأحد الأشكال القصوى للغات السلافية الخاصة بهم. عند حلولهم بهذا المعتقل، أجبر المعتقلون على تقديم وعود بالتخلي عن توجهاتهم الروسوفيلية. وبينما أخلي سبيل البعض عقب جملة من التحقيقات، أجبر آخرون على المكوث بهذا المعتقل لفترات طويلة بظروف قاسية.

بهذا العام.. اعتقلت النمسا وأعدمت المتعاطفين مع روسيا صورة رقم 3

وبناء على جملة التحقيقات، مر عشرات الآلاف من المعتقلين بهذا المعسكر حيث تعرضوا لمعاملة سيئة. ومطلع شهر سبتمبر 1914، حل أول ألفي سجين بهذا المعتقل النمساوي. وأواخر العام 1914، تضاعف عدد نزلاء معتقل تاليرهوف مرات عدة حيث قدّر عدد المعتقلين حينها بما يزيد عن 8 آلاف فرد. وخلال شهر نوفمبر 1916، أحصي أكثر من 2500 شخص بهذا المعتقل كان 85 % منهم من الأوكرانيين. من جهة ثانية، مر ما بين عامي 1914 و1916 ما يزيد عن 16 ألف معتقل بتاليرهوف.

بهذا العام.. اعتقلت النمسا وأعدمت المتعاطفين مع روسيا صورة رقم 4

مجاعة وأمراض وإعدامات
لحدود شتاء العام 1915، لم يكن معتقل تاليرهوف مؤهلا لاستقبال الأسرى حيث افتقر الأخير لأبسط مقومات الحياة. وبسبب النقص الفادح بالغرف، أجبرت النسبة الكبرى من الأسرى على النوم خارجا وتحمل ويلات الطقس البارد والأمطار والثلوج. أثناء فترات الاعتقال، تعرض المعتقلون للضرب والتعذيب على يد العاملين بالمعتقل. فضلا عن ذلك، لم يتردد المسؤولون بتاليرهوف في تنفيذ إعدامات عشوائية بحق المساجين.

بهذا العام.. اعتقلت النمسا وأعدمت المتعاطفين مع روسيا صورة رقم 5

من جهة ثانية، عانى الأسرى المتهمون بالروسوفيلية من نقص فادح بالغذاء. فبسبب المجاعة التي تفشت بالنمسا زمن الحرب، حصل المساجين بتاليرهوف على حصص غذائية ضئيلة. وبالفترة التالية، تفشت الأمراض، كالتيفوس، وتسببت في وفاة الآلاف من المعتقلين. وحسب عدد من التقارير، سجل شتاء 1915 وحده وفاة ما لا يقل عن ألفي سجين بسبب التيفوس. بعد مضي 8 أشهر فقط عن توليه الحكم بالنمسا، أمر الإمبراطور النمساوي تشارلز الأول (Charles I) بإغلاق معتقل تاليرهوف بشكل نهائي. مع هدم المعتقل بشكل كامل سنة 1936، استخرجت بقايا جثث أكثر من 1700 معتقل ممن دفنوا بتاليرهوف ليدفنوا فيما بعد بمقبرة جماعية بإحدى ضواحي مدينة غراس.