مسلسلات رمضان
بهذا العام.. اتهمت أميركا بتدمير سفينة فرنسية زارت كوبا
15/06/2024

عقب نجاح فيدل كاسترو في الاستيلاء على السلطة بكوبا تزامنا مع إزاحته لنظام فولخنسيو باتيستا (Fulgencio Batista) عام 1959، شهدت العلاقات الأميركية الكوبية تدهورا غير مسبوق حيث عمد فيدل كاسترو لتأميم العديد من المصالح الأميركية بالمنطقة تزامنا مع إرسائه لنظام شيوعي وتوجهه نحو التقارب مع الاتحاد السوفيتي. ومع بداية الحظر التجاري الأميركي على البضائع الكوبية، أبرم كاسترو اتفاقا مع موسكو لتصدير العديد من المنتوجات التي كان أهمها السكر الذي مثل حينها المحرك الاقتصادي لكوبا. وفي خضم فترة الخلافات مع الولايات المتحدة الأميركية، شهد ميناء هافانا سنة 1960 انفجارا كبيرا أدى لتخريب سفينة نقل البضائع الفرنسية لاكورب (La Coubre). وعلى إثر ذلك، وجهت كوبا أصابع الاتهام للأميركيين مؤكدة على وقوع عمل تخريبي.

بهذا العام.. اتهمت أميركا بتدمير سفينة فرنسية زارت كوبا صورة رقم 1

انفجار لاكورب
إلى ذلك، حلت سفينة نقل البضائع الفرنسية لاكورب، التي سميت نسبة لمنارة لاكورب القديمة المطلة على المحيط الأطلسي، بميناء هافانا يوم 4 آذار/مارس 1960 حاملة على متنها شحنة من الأسلحة البلجيكية. وحسب مصادر تلك الفترة، نقلت هذه السفينة، التي تجاوز وزنها 4300 طن، حمولة بلغ وزنها 76 طنا من القنابل والذخائر البلجيكية من أنتويرب (Antwerp) نحو كوبا. إلى ذلك، رست هذه السفينة في المكان الخاطئ حيث كان من المقرر، حسب المعايير، أن ترسو السفن المحملة بالمواد شديدة الإنفجار بوسط الميناء قبل تفريغ حمولتها. وفي حدود الساعة الثالثة وعشر دقائق مساء، جد انفجار أول بهذه السفينة أدى لتخريب قسم هام منها ومقتل العديد ممن تواجدوا على مقربة منها.

بهذا العام.. اتهمت أميركا بتدمير سفينة فرنسية زارت كوبا صورة رقم 2

وبعد مضي ثلاثين دقيقة فقط، شهدت السفينة لاكورب انفجارا ثانيا أوقع إصابات في صفوف الأشخاص الذين حلوا للمشاركة بعمليات الإنقاذ. وحسب الإحصاءات، أسفر انفجار السفينة لاكورب عن مقتل ما بين 75 و100 شخص وإصابة ما يزيد عن 200 آخرين.

بهذا العام.. اتهمت أميركا بتدمير سفينة فرنسية زارت كوبا صورة رقم 3

اتهامات كاسترو لأميركا
خلال اليوم التالي، شارك فيدل كاسترو شخصيا بجنازة نحو 27 فردا من عمال الميناء الذين قتلوا خلال الحادثة. وخلال الجنازة، قدم كاسترو تصريحا رسميا وجه من خلاله أصابع الاتهام للولايات المتحدة الأميركية مؤكدا على تنفيذها لعملية تخريبية لمنع وصول الأسلحة لكوبا. من جهته، رفض وزير الخارجية الأميركي كريستيان هيرتير (Christian Herter) تصريحات كاسترو والتقى يوم 7 آذار/مارس 1960، أي بعد 3 أيام من الحادثة، بالقائم بأعمال سفارة كوبا بواشنطن ليؤكد له عدم وقوف الولايات المتحدة الأميركية وراء استهداف السفينة لاكورب. ويوم 15 من الشهر نفسه، سلم وزير الخارجية الأميركي لنظيره الكوبي وثيقة احتجاج رسمي على تصريحات واتهامات كاسترو.

بهذا العام.. اتهمت أميركا بتدمير سفينة فرنسية زارت كوبا صورة رقم 4

من جهة ثانية، نشرت صحيفة ميامي هيرالد (Miami Herald) يوم 7 آذار/مارس 1960 تصريحات لأحد الأميركيين المؤيدين لكاسترو والذي تواجد بكوبا يوم الكارثة قبل عودته للأراضي الأميركية. وبتصريحاته تحدث هذا الأميركي، المدعو جاك لي إيفانز (Jack Lee Evans)، عن وجوده على متن سفينة لاكورب يوم 2 آذار/مارس 1960 وسماعه لأنباء عن وجود مؤامرة لتفجيرها من قبل مناهضين للشيوعية حال وصولها لكوبا. وفي الأثناء، اتجه هذا الرجل الأميركي للتراجع عن تصريحاته بالأيام التالية لتظل بذلك أسباب انفجار السفينة لاكورب غير معروفة.