مسلسلات رمضان
انقلاب قشرة الأرض (رأسا على عقب) أسفل البحر المتوسط يهدد بكوارث
03/03/2024

أفادت دراسة جديدة بأن اهتزازات الأرض ترسم صورة زلزالية لما كان في يوم من الأيام قطعة من سطح كوكبنا، مشيرةً إلى أنها الآن تقع رأسًا على عقب في أعماق البحر الأبيض المتوسط. وأوضحت الدراسة أن إسبانيا معرضة بشكل غير عادي للزلازل العميقة والنادرة، مشيرةً إلى أن هذا اللوح التكتوني المقلوب قد يكون له علاقة بذلك.

وشرح الجيولوجيان داويوان صن من جامعة "العلوم والتكنولوجيا" الصينية، وميغان ميلر من الجامعة "الوطنية الأسترالية": "منذ عام 1954، كانت هناك 5 زلازل كبيرة وعميقة التركيز متقاربة بعمق أكبر من 600 كيلومتر تحت مدينة غرناطة الإسبانية". وعادة ما تتبع الزلازل التي تحدث على هذه الأعماق هزات ارتدادية كبيرة، ولكن عندما فحص صن وميلر البيانات الزلزالية من زلزال إسبانيا عام 2010، لم تكن هناك هزات ارتدادية يمكن رؤيتها.

انقلاب قشرة الأرض (رأسا على عقب) أسفل البحر المتوسط يهدد بكوارث صورة رقم 1

وبحسب الدراسة، فإنه عندما تندفع الصفائح التكتونية نحو بعضها بعضا، فإنها غالبًا ما تنزاح بحيث تنزلق إحداها تحت الأخرى في عملية تسمى الاندساس، وفي بعض الأحيان تؤدي هذه الاصطدامات إلى تدمير الجزء الغارق من الصفيحة، ما يؤدي إلى رفع القشرة لتكوين الجبال وتشابك مصير الصفيحتين كواحد.

وفي أحيان أخرى ستبقى القشور منفصلة ولكنها مكدسة، مع غرق لوح واحد تدريجيًا نحو وشاح الأرض، وهذا ما يحدث على الحدود بين الصفيحتين الأفريقية والأوراسية، حيث يغرق قاع البحر الأبيض المتوسط تدريجياً تحت أوروبا. وتشكل البلاطة المغمورة سيليكات المغنيسيوم المائية في طبقاتها العليا عندما تتعرض لمياه المحيط، ومع غرق اللوح، تجف هذه السيليكات وتصبح أكثر هشاشة، وتصبح أكثر عرضة للزلازل وتباطؤ الموجات الزلزالية بطريقة يمكن لعلماء الزلازل اكتشافها.

انقلاب قشرة الأرض (رأسا على عقب) أسفل البحر المتوسط يهدد بكوارث صورة رقم 2

واستمرت الموجات الزلزالية الأرضية خلال زلزال غرناطة 2010، لفترة طويلة بشكل غير عادي وكان لها مرحلة إضافية متأخرة من النشاط، ويمكن تفسير ذلك من خلال تحرك الموجات الزلزالية بشكل أبطأ في الجزء السفلي من لوح البوران بدلاً من الجزء العلوي.

وأوضح صن: "تم نقل كمية كبيرة من المياه إلى المنطقة الانتقالية للوشاح، مما يشير إلى وجود لوح بارد نسبيًا". وتابع: "بالنظر إلى عمر قاع البحر الصغير نسبيًا في غرب البحر الأبيض المتوسط، لكي تظل اللوحة باردة، يجب أن تكون سرعة الاندساس سريعة جدًا، مثل سرعة معتدلة تبلغ نحو 70 ملم سنويًا".

انقلاب قشرة الأرض (رأسا على عقب) أسفل البحر المتوسط يهدد بكوارث صورة رقم 3

وتذهب الدراسة الجديدة إلى أبعد من ذلك من خلال استنتاج أنها انقلبت تمامًا، وهبطت جانب السيليكات إلى الأسفل بطريقة يمكن أن تفسر التعقيد الغريب للهياكل التكتونية في المنطقة والزلازل العرضية التي يزيد عمقها عن 600 كيلومتر. وختم العلماء، بالقول: "هذا يؤكد أن اللوح الموجود أسفل بيتيك جنوبي إسبانيا عبارة عن غلاف صخري محيطي مغمور".

انقلاب قشرة الأرض (رأسا على عقب) أسفل البحر المتوسط يهدد بكوارث صورة رقم 4

انقلاب قشرة الأرض (رأسا على عقب) أسفل البحر المتوسط يهدد بكوارث صورة رقم 5