تعبيرًا عن حبه وإعجابه بالحضارة المصرية القديمة، حوّل المزارع البريطاني توم بيرسي حقلًا خاصًا به، تبلغ مساحته 15 فدانًا، إلى لوحة فنية تبرز فيها صورة الملك توت عنخ آمون. شكّل توم بيرسي تحفته الفنية مما يزيد عن مليون نبتة ذرة، وبدت علي هيئة متاهة. ويبلغ قطر الصورة الأيقونية ما يزيد عن 100 متر، فيما يُقدر رأس الشخصية توت عنخ آمون بأنه أكبر من قاعة ألبرت الملكية في لندن.
يقع الحقل الخاص بـ توم بيرسي في يورك شاير، وتعتبر بحسب التقديرات أنها أكبر متاهة في أوروبا ومن بين أكبر المتاهات على مستوى العالم. اختار "توم" الملك توت عنخ آمون دون غيره كونه مفتونًا بمصر القديمة وحياة الفراعنة، وكذلك لأن الملك الصغير اكتمل على اكتشاف مقبرته 100 عام السنة الماضية، كما مر 3000 عام على وفاته.
أضاف "توم"، بحسب ما نقله عنه موقع بريطاني: "تابوت الملك توت عنخ آمون هو مثل هذه الصورة الأيقونية، التي تتضمن متاهة يمكن للزوار استكشاف الطريق خلالها ومحاولة المرور. لقد وضعت أيضًا مسارًا صعبًا للاختبار باللغة الهيروغليفية داخل المتاهة، وهي مشكلة حقيقية".
كان جورج هربرت، الذي دخل جده الأكبر جورج كارنارفون المقبرة قبل 100 عام مع عالم المصريات الشهير هوارد كارتر، هو الآخر في حفل إزاحة الستار عن الصورة الأيقونية، وقال: "جدي كان سيذهل لرؤية الصورة المذهلة لتوت عنخ آمون إنها منحوتة في حقل ذرة. كان جدي الأكبر إيرل كارنارفون الخامس من أعظم المستكشفين والمنقبين في عصره ومصورًا موهوبًا". أردف: "بصفتي مصورًا، كان جدي الأكبر يعرف قوة الصورة في سرد قصة والتأكد من أنه عندما دخل هو وكارتر إلى المقبرة، تم التقاط صور الاكتشاف وإرسالها إلى جميع أنحاء العالم".
استقبل هذا الحقل الزوار بداية من 15 يوليو الجاري، ويظل مفتوحًا للجمهور حتى 4 سبتمبر المقبل، وهذا تزامنًا مع حصاد محصول الذرة. يعود اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون إلى عام 1922 في وادي الملوك بمحافظة الأقصر، بعد رحلة بحث استمرت 15 عامًا، وأسفرت عن إيجاد 5 آلاف قطعة أثرية، من بينها تابوت الملك، وقناعه الذهبي، ومومياوات لأطفال حديثة الولادة.