مسلسلات رمضان
كيف حاولت كوريا الشمالية قتل رئيس جارتها الجنوبية؟
15/04/2023

عقب انقلاب العام 1961، استولى بارك تشونغ هي (Park Chung-hee) على مقاليد السلطة بكوريا الجنوبية. ولحين فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 1963، حكم البلاد بقبضة من حديد فارضاً هيمنته على العديد من القطاعات. وبعد مضي 5 سنوات على انتخابه رئيساً للبلاد، بلغت حدة التوتر بين الكوريتين درجة أثارت قلق الخبراء الذين تخوفوا من إمكانية تجدد العمليات القتالية، على نطاق واسع، بين الدولتين. وخلال فترة اهتم أثناءها العالم بحرب فيتنام، وافق الزعيم الكوري الشمالي كيم إل سونغ مطلع عام 1968 على خطة حاول من خلالها وضع حد لحياة نظيره الكوري الجنوبي.

كيف حاولت كوريا الشمالية قتل رئيس جارتها الجنوبية؟ صورة رقم 1

رأس بارك تشونغ هي
خلال السنوات التي سبقت محاولة الاغتيال، وعد الزعيم الكوري الشمالي كيم إل سونغ بأن يكون شوكة في حلق الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بالمنطقة مؤكداً على رفضه التام لتواصل الدعم الغربي لكوريا الجنوبية. وفي يناير 1968، أعطى كيم إل سونغ الضوء الأخضر لفرقة الكومندو التابعة للفيلق 124 الكوري الشمالي بتنفيذ عملية سريعة وخاطفة لاغتيال بارك تشونغ هي الذي وصفه بعدو الشعب الكوري. فيما غادر 31 فرداً من الفرقة 124 الكورية الشمالية قاعدتهم بيونسان (Yonsan) يوم 16 يناير 1968. وفي حدود الساعة الحادية عشر مساء من اليوم التالي، تمكنت هذه الفرقة من التسلل عبر المنطقة العازلة بين الكوريتين عن طريق قطع قسم من الأسلاك الشائكة.

كيف حاولت كوريا الشمالية قتل رئيس جارتها الجنوبية؟ صورة رقم 2

وعلى حسب مصادر تلك الفترة، تسلح كل جندي من هذه الفرقة برشاش ومسدس وثمانية قنابل يدوية. وقد تمثلت مهمتهم في العودة لأراضي كوريا الشمالية حاملين معهم رأس الرئيس الكوري الجنوبي بارك تشونغ هي، تزامناً مع قتلهم لأكبر عدد ممكن من الضباط الكوريين الجنوبيين المتواجدين بالبيت الأزرق، الذي مثل المكتب التنفيذي والمقر الرسمي لرئيس دولة كوريا الجنوبية، في العاصمة سيول.

كيف حاولت كوريا الشمالية قتل رئيس جارتها الجنوبية؟ صورة رقم 3

فشل المهمة
غير أن مع دخولهم الأراضي الكورية الجنوبية، واجه جنود الفرقة 124 مشكلة عويصة عقب لقائهم بأربعة مواطنين كوريين جنوبيين بمحض الصدفة. وبسبب عدم رغبتهم في إثارة شكوك قوات الأمن حول نشاطهم، اتخذ أفراد الفرقة 124 قراراً بعدم قتل هؤلاء. في المقابل، اتجه الجنود الشماليون لإقناع هؤلاء المواطنين بأهمية توحيد شبه الجزيرة الكورية وعدم إخبار أجهزة الأمن الجنوبية بطبيعة مهمتهم. ولسوء حظ أفراد الفرقة 124 الكورية الشمالية، وشى المواطنون الكوريون الجنوبيون لقوات الأمن المحلية حول عبور عدد من الجنود الكوريين الشماليين للمنطقة العازلة. وعلى إثر ذلك، شددت أجهزة الأمن الجنوبية الرقابة بجميع المناطق معلنة حالة الاستنفار بجميع المقاطعات.

كيف حاولت كوريا الشمالية قتل رئيس جارتها الجنوبية؟ صورة رقم 2

ومع وصولهم للعاصمة سيول، غيّر أفراد الفرقة 124 ثيابهم وارتدوا أزياء جنود كوريين جنوبيين. ومع تواجدهم على بعد 800 من البيت الأزرق، اعترض أحد رجال الشرطة الكورية الجنوبية هذه الفرقة المسلحة الشمالية ليباشر بسؤالهم عن سبب اقترابهم من هذه المنطقة. وعلى إثر كشف هويتهم الحقيقية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين جنود الفرقة 124 والقوات الكورية الجنوبية المدعومة من الأميركيين. وبعد مضي ساعات من القتال، أعلنت كوريا الجنوبية عن إفشال مخطط جارتها الشمالية لتعرف بذلك العملية الخاصة للفرقة 124 نهايتها. في خضم هذه الأحداث بسيول، تمكنت قوات كوريا الجنوبية من قتل 29 فرداً من المهاجمين، بعضهم انتحر عن طريق إطلاق النار على نفسه، تزامناً مع أسرها لعنصر من الفرقة 124 ونجاح عنصر آخر في الفرار والعودة نحو موطنه. في المقابل، خسر الكوريون الجنوبيون 30 فرداً من قواتهم، كان من ضمنهم 4 أميركيين، ممن قتلوا على يد أفراد الفرقة 124.