يوم 2 أيلول/سبتمبر 1945، طوت البشرية صفحة الحرب العالمية الثانية عقب توقيع اليابان على وثيقة استسلامها بشكل رسمي على متن البارجة يو أس أس ميسوري (USS Missouri) بخليج طوكيو. ومع نهاية هذا النزاع الذي خلف أكثر من 60 مليون قتيل، اتجهت الدول المنتصرة لفرض شروطها على الدول المهزومة التي تحالفت في وقت سابق مع النازيين. وبباريس خلال العام 1947، اتجهت الدول التي انضمت للمحور سابقا لقبول شروط الحلفاء الذين فرضوا عليها بنودا قاسية ضمن معاهدة باريس.
معاهدة باريس عام 1947
يوم العاشر من شهر شباط/فبراير 1947، وقّعت معاهدة باريس بين الحلفاء والدول الحليفة لألمانيا بالحرب العالمية الثانية. وقد تواجد ضمن الحاضرين حينها من الحلفاء ممثلون عن كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا وبولندا ويوغوسلافيا وألبانيا وتشيكوسلوفاكيا واليونان. وبالجهة المقابلة، حضر ممثلون عن الدول السابقة المتواجدة ضمن المحور. وبخلاف ألمانيا التي لم تكن متواجدة بمحادثات باريس حينها، حضرت كل من إيطاليا ورومانيا وبلغاريا وفنلندا والمجر للتوقيع على بنود هذه المعاهدة التي جردتها من مكاسب سابقة عديدة. من جهة ثانية، اتجه الحلفاء لمنح بعض هذه الدول المهزومة، التي انشقت عن المحور وانضمت للحلفاء أواخر الحرب، جانبا من المكاسب. فبينما سمح لفنلندا بالحفاظ على استقلالها، حافظت رومانيا وبلغاريا على بعض الأراضي التي سيطرت عليها بوقت سابق من الحرب.
البنود المسلطة على بلغاريا
وبالنسبة لبلغاريا، أجبرت الأخير على العودة لحدود العام 1938 وسمح لها في المقابل بالحفاظ على أجزاء من دبروجة التي سيطرت عليها عام 1940. فضلا عن ذلك، قبلت بلغاريا بدفع تعويضات مالية قدرت بنحو 25 مليون دولار ليوغوسلافيا و45 مليون دولار لليونان.
البنود المسلطة على فنلندا
من جهتها تنازلت فنلندا عن أجزاء من كاريليا وفيبورغ (Vyborg) وبيتسامو (Petsamo) وسالا (Salla) لصالح السوفييت كما قبلت بدفع نحو 300 مليون دولار لموسكو كتعويض على حرب الاستمرار. أيضا، قبلت فنلندا بمنح الاتحاد السوفيتي امتيازات عسكرية بخليج بوركالا (Porkkala).
البنود المسلطة على المجر
وعبر هذه المعاهدة، عادت المجر لحدود العام 1938 ووافقت على دفع 300 مليون دولار لموسكو كتعويض على مشاركتها بغزو الأراضي السوفيتية. أيضا، قبلت المجر بتقديم مبلغ 100 مليون دولار لكل من تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا بسبب مشاركتها في تفكيك الأولى ومساندتها لغزو الثانية.
البنود المسلطة على رومانيا
من جهتها استعادت رومانيا جانبا من أراضي ترانسيلفانيا (Transylvania) التي خسرتها لصالح المجر عام 1940 بقرار من هتلر. وفي المقابل، تنازلت بوخارست عن مناطق بيسارابيا (Bessarabia) وبوكوفينا (Bucovina) للاتحاد السوفيتي ووافقت على تسليم دبروجة الجنوبية لبلغاريا. وكتعويض على مشاركتها بعملية بربروسا (Barbarossa)، أجبرت رومانيا على تقديم 300 مليون دولار لموسكو.
البنود المسلطة على إيطاليا
إلى ذلك، سلطت على إيطاليا بنود قاسية حيث أجبرت الأخيرة على التخلي عن مناطق هامة لفرنسا كتيند (Tende) ولابريغ (La Brigue) وبيان العليا (Piène-Haute) وجبل مونت ثابور (mont Thabor). ولصالح يوغوسلافيا، تخلت إيطاليا عن مناطق شاسعة من إستريا (Istria) وحوض إيسونزو (Isonzo) وجزيرة لستوفو (Lastovo) ودالماسيا (Dalmatia). وبينما حصلت ألبانيا على جزيرة سازان (Sazan)، نالت اليونان جزر إيجة الإيطالية. وإضافة لتنازلها عن مستعمراتها بأفريقيا، قبلت إيطاليا بدفع تعويضات قدرت بنحو 25 مليون دولار لأثيوبيا و5 ملايين لألبانيا و105 ملايين دولار لليونان و125 مليون دولار ليوغوسلافيا و100 مليون دولار للاتحاد السوفيتي.