إلى ذلك، كلّف أدولف هتلر المؤرخ والمختص بمجال المتاحف هانس بوسي (Hans Posse) بمهمة جمع القطع واللوحات الفنية التي ستعرض بمتحف لينز. وللحصول على القطع الفنية، اعتمد النازيون على طرق عديدة. فبينما اشترى القادة النازيون عددا منها، عمدت قوات الغيستابو (Gestapo) الألمانية لمصادرة نسبة كبيرة من اللوحات الفنية التي تواجدت بمنازل الأثرياء اليهود والسلافيين. خلال الفترة التالية، ضمت مجموعة الأعمال الفنية النازية لوحات لكل من رامبرانت (Rembrandt) وألبرخت دورر (Albrecht Dürer) وهانس هولبين الإبن (Hans Holbein the Younger) كما تواجدت ضمنها أعمال فنية بارزة كلوحة سيستين مادونا (Sistine Madonna) لرافاييل ولوحة المرأة البيضاء لتيتيان (Titien).

اللوحات بموسكو
إلى ذلك، لم يتمكن أدولف هتلر من تحقيق حلمه عقب خسارته للحرب العالمية الثانية. وخلال شهر أيار/مايو 1945، وقع جانب هام من هذه اللوحات الفنية بقبضة جنود الاتحاد السوفييتي الذين لم يترددوا في نقلها على جناح السرعة وبشكل سري نحو موسكو. يوم 11 آب/أغسطس 1945، نقلت العديد من اللوحات الفنية، تحت حراسة أمنية مشددة، نحو متحف الفنون الجميلة الوطني بوشكين بموسكو لإجراء عدد من الترميمات عليها. وبالمتحف، خصصت بعض القاعات لعرض هذه اللوحات التي استولى عليها السوفييت. وبناء على قرار صارم صادر من ستالين، لم يسمح سوى لعدد ضئيل من كبار المسؤولين السوفييت والعاملين بالمتحف بمشاهدة هذه اللوحات.

عقب وفاة جوزيف ستالين، اتجه المسؤولون السوفييت الجدد لإعادة اللوحات المنهوبة لألمانيا الشرقية. وقبل إرسالها لألمانيا، أقام السوفييت بداية من مطلع شهر أيار/مايو 1955 معرضا كبيرا بمتحف الفنون الجميلة الوطني بوشكين عرضوا خلاله اللوحات المنهوبة على عامة المواطنين السوفييت الذين تهافتوا بأعداد كبيرة لمشاهدتها. وقد استمر هذا المعرض الفني لحدود يوم 25 آب/أغسطس 1955 واستقبل ما يزيد عن 1.2 مليون زائر. وعقب انتهاء أعمال المعرض، باشر السوفييت بإعادة هذه اللوحات الفنية لألمانيا الشرقية.