مسلسلات رمضان
بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين
02/11/2022

ما بين عامي 1914 و1918، عاش العالم على وقع أهوال الحرب العالمية الأولى التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 20 مليون ضحية بين قتيل وجريح. ومع نهاية الحرب، اتجه الحلفاء لفرض اتفاقيات سلام ذات بنود قاسية ضد الدول المهزومة. وحصلت ألمانيا على أقسى اتفاقية عقب قبولها ببنود معاهدة فرساي (Versailles) عام 1919 حيث جردت هذه الاتفاقية الألمان من جانب هام من تسليحهم ومستعمراتهم وقسم من أراضيهم وأجبرتهم في الآن ذاته على تقديم تعويضات مالية خيالية للدول المنتصرة. ومع قبولها ببنود معاهدة فرساي، واجهت الحكومة الألمانية حالة من الغضب بالشارع الذي رفض هذه البنود المذلة واتجه للتمرد.

بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين صورة رقم 1

الفرايكوربس ومعاهدة فرساي
خلال عام 1919، تكونت بألمانيا العديد من الوحدات التطوعية المسلحة الملقبة بالفرايكوربس (Freikorps). وضمن هذه الوحدات التطوعية، تواجدت العديد من الفرق المعارضة للجمهورية والرافضة لما جاء بمعاهدة فرساي. وأمام هذا الوضع، طالب الحلفاء بحل عدد من الفرايكوربس المصنفة بالخطيرة أملاً في الحفاظ على جانب من الاستقرار بألمانيا.

بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين صورة رقم 2

إلى ذلك، استغلت الجمهورية الألمانية حديثة النشأة، عقب رحيل القيصر فيلهلم الثاني، الفرايكوربس ما بين عامي 1919 و1920 للقضاء على الانتفاضات الشيوعية التي شهدتها البلاد. ومع توقيع معاهدة فرساي عام 1919، التي دخلت حيز التنفيذ يوم 10 يناير 1920، انتظر الحلفاء قيام ألمانيا بالحد من تسلحها وخفض عدد قواتها البرية لنحو 100 ألف عسكري، كما نصت عليه معاهدة فرساي، وحلّ فرق الفرايكوربس تزامنا مع تجريدها من أسلحتها.

بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين صورة رقم 3

محاولة انقلابية
ومع سعي الحكومة الألمانية لحل الفرايكوربس، نظمت ببرلين محاولة انقلابية للإطاحة بالحكومة ورفض ما جاء بمعاهدة فرساي. وقد تزعم هذه المحاولة الانقلابية الكابتن هرمان إيرهارت (Hermann Ehrhardt)، قائد إحدى فرق الفرايكوربس، والجنرال فالتر فون لوتويتز (Walther von Lüttwitz) إضافة للسياسي المحافظ البارز فولفغانغ كاب (Wolfgang Kapp). فضلاً عن ذلك، لقي هذا التحرك ضد برلين دعماً من الجنرال الألماني إريش لودندورف (Erich Ludendorff) الذي دعم في السنوات التالية انقلاباً حاول أدولف هتلر القيام به عام 1923. ويوم 13 مارس 1920، دخلت قوة تكونت من 6 آلاف مسلح، بقيادة الجنرال فون لوتويتز، تابعين للفرايكوربس التي أسسها هرمان إيرهارت العاصمة برلين واتجهوا لمساندة السياسي فولفغانغ كاب الذي سعى لإقناع الحكومة الألمانية بالتراجع عن بنود معاهدة فرساي. ومع رفض الجيش الألماني، المعروف بالرايخسفير (Reichswehr)، إطلاق الرصاص على المتمردين، فرت الحكومة الألمانية من برلين لتستقر بشتوتغرات (Stuttgart). وأمام غياب الحكومة الشرعية عن العاصمة، عيّن السياسي فولفغانغ كاب حكومة مؤقتة لتسيير شؤون البلاد.

بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين صورة رقم 4

إضراب عام
خلال الفترة التالية، عجزت الحكومة المؤقتة عن التواصل مع المواطنين بسبب إضراب شنه أصحاب مطابع الصحف. كما دعا الرئيس فريدريش إيبرت (Friedrich Ebert)، من شتوتغارت، الألمان للدخول في إضراب عام. وبدعم من أحزاب سياسية عديدة، لقي هذا الإضراب نجاحاً كبيراً شل الاقتصاد الألماني تزامناً مع اندلاع مظاهرات رافضة لحكومة كاب. ويوم 17 مارس 1920، تنازل فوفغانغ كاب عن منصبه معلناً فشل الانقلاب قبل أن يفر للسويد. ولتجنب إمكانية اندلاع حالة من الفوضى بالبلاد، أصدرت الحكومة الألمانية الشرعية بالفترة التالية عفواً عن منضمي الحركة الانقلابية.

بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين صورة رقم 5

بسبب معاهدة مذلة.. طرد الألمان الحكومة من برلين صورة رقم 6