أعاد برلمان كازاخستان تسمية عاصمة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى من نور سلطان إلى آستانة، الجمعة. في أحدث تحرك من مسؤولي الحكومة والسياسيين، لينأوا بأنفسهم عن أول رئيس للجمهورية السوفييتية السابقة. جاء ذلك بعدما أجرى البرلمان تصويتاً لصالح العودة إلى اسم آستانة، من خلال تعديل في دستور البلاد، كما مدد فترة الرئاسة من خمسة إلى سبعة أعوام، ومنع شاغلي المناصب من الترشح لولاية ثانية.

صارت المدينة التي تعرف بمناخها القاري القاسي عاصمة كازاخستان في عام 1997، وأطلق عليها اسم آستانة في العام التالي. نور سلطان نزارباييف، رئيس كازاخستان في ذلك الوقت، قال إنه يريد أن تكون العاصمة أقرب إلى المركز الجغرافي للدولة مترامية الأطراف، إذ تقع العاصمة السابقة "ألما آتا" بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد.

صرفت الدولة مليارات الدولارات التي حصلت عليها مقابل صادراتها من النفط، على العاصمة الحالية وحولتها إلى مدينة ساحرة. كان قد تغيّر اسم العاصمة آستانة في عام 2019، عندما استقال نزارباييف بعد بقائه ثلاثة عقود في السلطة، وجاء التغيير من خليفته قاسم جومارت توكاييف، الذي غير اسم المدينة "آستانة" إلى "نور سلطان" تكريماً للزعيم السابق، الذي احتفظ بسلطات ساحقة بعد استقالته.

تُشير وكالة إلى أنه يبدو أن توكاييف قد اختلف مع نزار باييف بعد احتجاجات عنيفة في الشوارع بسبب أسعار الوقود، في يناير/كانون الثاني 2022، وتخلى نزارباييف عن مناصبه المتبقية، وفقد الكثيرون من أقاربه وظائفهم في القطاع العام. تُعد كازاخستان الدولة الأكثر أهمية في آسيا الوسطى اقتصادياً وسياسياً، وسكانها الذين يزيدون قليلاً على 19 مليون نسمة يمثلون نحو ربع سكان مجمل جمهوريات آسيا الوسطى.

رغم أن أوزبكستان أكبر سكاناً منها، بعدد سكان يبلغ نحو 35 مليوناً، فإن الجغرافيا جعلت كازاخستان تتفوق على أوزبكستان وكل دول آسيا الوسطى في كل شيء ما عدا تعداد السكان. تبلغ مساحة كازاخستان نحو 2.7 مليون كلم، والتي تعادل أكثر من مساحة تركيا ثلاث مرات، وهذه المساحة ليست صحراء قاحلة، بل إنها تضم مساحة كبيرة مما يعرف باسم "السهوب الكازاخية"، وهي سهول تسقط عليها ثلوج وأمطار تسمح بنمو المراعي الواسعة، التي يمكن أن تتحول إلى أراضٍ زراعية مثالية لزراعة العديد من المحاصيل، خاصةً القمح. هذا الأمر جعل البلاد لديها واحد من أعلى معدلات مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالنسبة لعدد السكان.