مسلسلات رمضان
تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية
20/08/2022

في حدود منتصف شهر أيار/مايو 1966، أعلن الزعيم الشيوعي الصيني عن بداية الثورة الثقافية ببلاده. فقد اتجه ماو تسي تونغ للبدء بعملية تطهير كبرى -شبيهة بتلك التي قام بها ستالين بثلاثينيات القرن الماضي- بجمهورية الصين الشعبية للتخلص من أعدائه السياسيين ومعارضيه الذين تنامى نفوذهم بالسنوات الفارطة وتحولوا لتهديد مباشر لسلطته. وبتصريحاته، تحدث ماو تسي تونغ عن اختراق الحزب الشيوعي من قبل البورجوازيين ووعد باجتثاثهم ليتسبب بذلك في دوامة عنف كادت تتحول لحرب أهلية واسعة النطاق.

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 1

كمونة شانغهاي
إلى ذلك، اندلعت المواجهات وتوسعت بشكل كبير بكل من شانغهاي وتشونغتشينغ خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1966. وبحلول شهر يناير 1967، أعلن المسلحون، المدعومون من ماو تسي تونغ، إنشاء كمونة (Commune) شانغهاي الشعبية اقتداء بمثال كمونة باريس عام 1870. ومع إعلان ماو تسي تونغ دعمه لمثال شانغهاي، توسعت أحداث شانغهاي للمقاطعات الأخرى لتشهد بذلك البلاد ظهور لجان شعبية سعت لانتزاع السلطة من الحكومات والمسؤولين المحليين. من ناحية أخرى، جاءت هذه الأحداث لتبرز حالة الانقسامات الداخلية صلب الحزب الشيوعي الصيني. فبالعديد من المدن والقرى، اتجه أعضاء الحزب لجمع مؤيديهم استعداداً للزج بهم في المعارك. وبسبب ذلك، شهدت المدن والقرى الصينية معارك شوارع دامية برزت خلالها عمليات القتل والسحل والإعدامات الجماعية.

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 2

237 ألف قتيل
بادئ الأمر، اعتمد الأهالي على العصي والخناجر والحجارة للاقتتال فيما بينهم. وعقب حادثة ووهان (Wuhan) يوم 20 تموز/يوليو 1967، تخوفت جيانغ كينغ (Jiang Qing)، زوجة ماو تسي تونغ، من توغل من سمتهم بأعداء الثورة صلب جيش التحرير الشعبي الصيني. وبسبب تصريحاتها وتشجيعها على توسيع عمليات القتال ضد أعداء الثورة المزعومين، دخلت المعارك بالمدن مرحلة خطيرة توسعت أثناءها رقعة العمليات القتالية واستخدمت خلالها المسدسات والرشاشات والقنابل والمدفعية. وفي خضم هذه الأحداث، لم يتردد السياسيون النافذون بالبلاد وأعضاء الحزب الشيوعي في دعم مناصريهم بالسلاح. وحسب بعض الإحصائيات، سجلت فترة الثورة الثقافية انتشار ما يزيد عن 18 ألف قطعة سلاح بأرجاء الصين الشعبية.

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 3

بحلول صيف 1968، تزايدت حدة المعارك تزامناً مع ارتفاع عدد القتلى. وأمام خطر اندلاع الحرب الأهلية، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أوامر صارمة بوقف العمليات القتالية وإنهاء حالة الاقتتال داخل المدن. تدريجيا، لقيت هذه الدعوة ترحيبا من الأطراف المتقاتلة التي لم تتردد في حل التشكيلات القتالية وتسليم أسلحتها لتشهد بذلك البلاد عودة تدريجية للهدوء الذي كانت عليه قبل بداية الثورة الثقافية. خلال السنوات التالية، ظهرت العديد من التقارير حول أعداد القتلى بسبب هذه النزاعات المسلحة زمن الثورة الثقافية. وقد جاء أبرز هذه التقارير عام 1996 عبر بلاغ رسمي عن الحزب الشيوعي أعلن خلاله تجاوز عدد القتلى حينها 237 ألفا تزامنا مع سقوط ملايين الجرحى.

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 4

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 5

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 6

تحريض امرأة وربع مليون قتيل.. حين كادت الصين تدخل حرباً أهلية صورة رقم 7