مسلسلات رمضان
هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان
10/08/2022

عقب إبرام معاهدة شيمونوسيكي، التي وضعت حدا للحرب اليابانية الصينية الأولى، يوم 17 نيسان/أبريل 1895، تخلت الصين رسميا عن سيادتها على تايوان، المعروفة حينها بفورموزا، لصالح اليابانيين الذين باشروا بغزو الجزيرة مطلع الشهر التالي. وعلى مدار نحو نصف قرن، ظلت تايوان قابعة تحت النفوذ الياباني قبل أن تعود مجددا للصينيين تزامنا مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان.

هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان صورة رقم 1

أثناء فترة الوجود الياباني، عرفت تايوان على مدار سنوات ازدهارا كبيرا مقارنة بما كانت عليه بالماضي. فأواخر القرن التاسع عشر، أنشأ بنك تايوان الذي شجع عددا هاما من الشركات الخاصة، كميتسوبيشي ومجموعة ميتسوي، على الاستثمار بالجزيرة بهدف تطوير بنيتها التحتية. ومطلع القرن العشرين، مرر الحاكم العام الياباني بتايوان الجنرال كوداما غينتارو (Kodama Gentarō) مشروع موازنة مالية، فاقت سابقاتها، بهدف البدء في تشييد خطوط السكك الحديدية بتايوان. وإضافة للتيار الكهربائي الذي أنار أجزاء هامة من تايوان بداية من العام 1905، تمتعت المنطقة بنوع من الاستقلال المالي واستغنت عن الإعانات التي قدمتها الحكومة المركزية بطوكيو.

هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان صورة رقم 2

وتحت إدارة المسؤول المدني الياباني غوتو شينباي (Gotō Shinpei)، اكتمل خط السكك الحديدية الذي ربط بين شمال وجنوب تايوان وعرفت الجزيرة فترة ازدهار غير مسبوقة تزامنا مع انتهاء أشغال إصلاح البنية التحتية. ومع تشييد السدود، ازدهر الإنتاج الزراعي بتايوان حيث تضاعف إنتاج قصب السكر بها 15 مرة ما بين عامي 1895 و1925 كما ارتفعت نسبة صادراتها بشكل لافت للانتباه عقب تهيئة ميناءي كيلونغ (Keelung) وكاوهسيونغ (Kaohsiung). وبفضل النظام الصحي الذي أرساه اليابانيون بالمنطقة، تراجعت نسبة الإصابة بالأمراض المعدية وتحسن معدل الحياة عند الولادة. وقبيل بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية عام 1937، صنفت تايوان كثاني أهم المناطق المزدهرة بشرق آسيا بعد اليابان.

هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان صورة رقم 3

نهاية السيادة اليابانية
مع بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية عام 1937، اتجهت اليابان لتحويل اقتصاد وإنتاج تايوان نحو الصناعات العسكرية. وبالتزامن مع ذلك، وضع اليابانيون برنامجا ثقافيا سعوا من خلاله لإعادة تأهيل سكان الجزيرة وتحويل ولائهم للإمبراطور الياباني هيروهيتو. وبموجبه، فرضت اللغة اليابانية وتحولت للغة الأولى بالمدارس كما أجبر السكان على اعتماد أسماء وألقاب يابانية وتقديس الإمبراطور هيروهيتو.

هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان صورة رقم 4

ما بين عامي 1937 و1945، التحق أكثر من 125 ألفا من سكان تايوان بالجيش الياباني. ومن ضمن هؤلاء، خسر نحو 30 ألفا حياتهم أثناء سنوات الحرب. تزامنا مع دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب العالمية الثانية عقب هجوم بيرل هاربر، أعلنت الحكومة القومية الصينية عام 1942 تخليها عن جميع المعاهدات الموقعة سابقا مع اليابان مصنفة بذلك كلا من تايوان ومنشوريا مناطق تابعة لها محتلة من قبل اليابانيين. وبمؤتمر القاهرة عام 1943، أكد الحلفاء على ضرورة عودة تايوان للسيادة الصينية مع نهاية الحرب على ساحة المحيط الهادئ.

هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان صورة رقم 5

مطلع أيلول/سبتمبر 1945، وقعت اليابان على وثيقة استسلامها معلنة بذلك نهاية الحرب العالمية الثانية. وعلى إثر ذلك، وقعت تايوان تحت سيادة جمهورية الصين التي مثّلها القوميون. وبمعاهدة سان فرانسيسكو الموقعة عام 1951، أعلنت اليابان نهاية سيادتها على تايوان وجزر بينغو قبل أن توافق بالعام التالي على توقيع اتفاقية تايبيه التي مثلت اتفاقية سلام بينها وبين جمهورية الصين التي ظفرت بتايوان عقب الحرب الأهلية الصينية.

هكذا ساهمت اليابان في ازدهار تايوان صورة رقم 6