فاجأ الرئيس التنفيذي لشركة عقارية في أمريكا 900 موظف يعملون لدى الشركة، بقرار إقالتهم بشكل جماعي، في اجتماع على تطبيق "زووم". فقد تعرض رئيس الشركة الأمريكية لانتقادات بعدما طرد حوالى 900 من موظفيه في مكالمة واحدة على تطبيق زووم.

الشبكة الأمريكية أوضحت أن الرئيس التنفيذي لشركة Better.com، فيشال غارغ، أعلن أن شركة الرهن العقاري ستُسرّح نحو 9% من موظفيها في اجتماع على تطبيق "زووم" يوم الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول، ليُفاجأ الموظفون المشاركون في الاجتماع والذين يربو عددهم على 900 موظف، بأمر إقالتهم قبل العطلة مباشرة.

رئيس شركة أمريكية: "إذا أنتم مشاركون بهذه المكالمة فأنتم سيتم تسريحكم"

إقالة جماعية لـ900 موظف!

قال فيشال غارغ، الرئيس التنفيذي لشركة الرهن العقاري بيتير. كوم، أثناء المكالمة التي حُملت لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا كنت تجري هذه المكالمة وكنت مشاركاً فيها، فأنت جزء من مجموعة غير محظوظة التي سيتم تسريحها، وانتهاء عملكم هنا يبدأ سريانه فوراً". وأضاف أن الموارد البشرية سترسل إلى الموظفين رسالة إلكترونية توضح بالتفصيل مكافآت نهاية الخدمة. وقالت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي إن الموقف "بارد" و"قاس" و"مروع"، لا سيما في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.

وقال غارغ للموظفين في المكالمة: "آخر مرة فعلت [هذا] بكيت". وأضاف: "أتمنى لو كانت الأخبار مختلفة. أتمنى لو كنا مزدهرين". وقال غارغ إن أداء الموظفين وإنتاجيتهم وتغيرات السوق تكمن وراء عملية طرد جماعي لما قال إنه يمثل 15٪ من القوى العاملة في الشركة.

ولم يذكر مبلغ 750 مليون دولار الذي حصل عليه موقع بيتير. كوم من المستثمرين الأسبوع الماضي. وقال المدير المالي للشركة، كيفين رايان: "الاضطرار إلى تسريح العمال أمر مؤلم، بخاصة في هذا الوقت من العام". وأضاف، مع ذلك، أن وجود "ميزانية عمومية حصينة وقوة عاملة مخفضة ومركزة" كان ضروريا لمواجهة "سوق ملكية المنازل المتطورة بشكل جذري".

كما قال المدير المالي كيفين رايان، في بيان: "الاضطرار إلى تسريح العمال أمر مؤلم، خاصة في هذا الوقت من العام. لكن ميزانية عمومية حصينة وخفض القوى العاملة وتركيزها يساعدنا على مواجهة سوق تملُّك المنازل المتطور". بينما أشار غارغ إلى أن كفاءة السوق والأداء والإنتاجية هي أسباب هذه الإقالات. وذكر لاحقا أن غارغ اتهم هؤلاء الموظفين بـ"سرقة" زملائهم وعملائهم، من خلال تهاونهم في عملهم والعمل ساعتين فقط في اليوم.

ليست المرة الأولى

أضاف غارغ في المكالمة التي كانت قصيرة وخالية من العواطف: "هذه هي المرة الثانية في مسيرتي المهنية التي أفعل فيها هذا، ولا أريد أن أفعل ذلك. وآخر مرة فعلت فيها ذلك، بكيت". وكان من بين المُقالين فريق توظيف التنوع والإنصاف والشمول. كانت شركة الرهن العقاري المدعومة من Softbank، قد أعلنت في مايو/أيار، أنها ستُطرح للاكتتاب العام من خلال شركة استحواذ لأغراض خاصة، وتلقت الأسبوع الماضي 750 مليون دولار نقداً كجزء من الصفقة. والشركة تستعد لتلقي أكثر من مليار دولار في ميزانيتها العمومية.

كان غارغ قد أثار جدلاً من قبل، مثلما يتضح من رسالة بريد إلكتروني أرسلها إلى الموظفين. وجاء في هذه الرسالة: "أنتم بطيئون جداً. أنتم مجموعة من الحمقى... فكفُّوا عن هذا الآن؛ لأنكم تحرجونني". وبعد عملية الطرد، أكد أن غارغ هو مؤلف منشور مدونة مجهول مكتوب سابقا اتهم فيه الموظفين المطرودين في شركته بـ"السرقة" من زملائهم وعملائهم من خلال كونهم غير منتجين ويعملون لمدة ساعتين فقط في اليوم، فيما يزعمون أنهم يعملون لثماني ساعات أو أكثر.

والشركة التي تهدف إلى استخدام التكنولوجيا لجعل عملية شراء المنازل "أسرع وأكثر كفاءة"، مدعومة من قبل مجموعة سوفتبانك اليابانية وتبلغ قيمتها حوالي 6 مليارات دولار. وتعرض أسلوب إدارة غارغ لانتقادات من قبل، بعد رسالة بريد إلكتروني أرسلها إلى الموظفين. في تلك الرسالة ، كتب: "أنتم بطيئون جدا. أنتم مجموعة من الدلافين الغبية... لذا توقفوا عن ذلك. توقفوا عن ذلك. توقفوا الآن. إنكم تحرجونني".

غير متعاطف

وقالت جيما ديل، المحاضرة في قانون العمل ودراسات الأعمال في جامعة جون مورس في ليفربول، إن هذه "ليست طريقة لقيادة شركة". وقالت إن عملية طرد جماعي مثل هذا لن يكون قانونيا في المملكة المتحدة. وأضافت: "فقط لأنك تستطيع أن تفعل هذا في أمريكا، لا يعني أنه ينبغي عليك فعله".

وقالت: "هناك طرق للقيام بهذه الأشياء، حتى في الظروف الصعبة، تكون متعاطفة ولائقة". وأضافت ديل إن ذلك قد يضر الشركة وكذلك موظفيها لأن "الموظفين الحاليين سينظرون في كيفية تعامل الشركة مع الأشخاص كإشارة إلى كيفية معاملتهم في المستقبل". وأضافت: "هناك قنوات مناسبة يمكن من خلالها التعامل مع الموظفين الذين لا يستوفون المعايير المطلوبة أو كميات العمل المطلوبة، وبينما يحق لأصحاب العمل اتخاذ الإجراء المناسب، هناك طريقة صحيحة للقيام بهذه الأشياء أخلاقيا وقانونيا".