أصدر البرلمان البرتغالي قانوناً يحظر إرسال الرسائل النصية للموظفين بعد انتهاء أوقات العمل، وذلك بهدف تحقيق "التوازن الصحي" بين العمل والحياة العادية، وسط تزايد أعداد العاملين من المنازل خلال جائحة كورونا. بموجب التشريع الجديد قد يواجه أرباب العمل عقوبات مالية للاتصال بالعاملين خارج ساعات العمل، بما في ذلك "زيادة فواتير الغاز والكهرباء"، بحسب ما نشر موقع أمريكي عن حكومة الحزب الاشتراكي البرتغالي.

آنا مينديز جودينهو، وزيرة العمل والضمان الاجتماعي البرتغالية، قالت خلال مؤتمر تقني عقد مؤخراً في لشبونة: "إن الجائحة سرعت الحاجة إلى تنظيم ما يجب تنظيمه". كما أشارت إلى أن العمل عن بعد يمكن أن يكون مغيراً لـ"قواعد اللعبة لذلك تمت الاستفادة من المزايا وتقليل العيوب، حيث تعتبر البرتغال واحداً من أفضل الأماكن للرحالة الرقميين والعديد من العاملين عن بعد يختارون العيش فيها".

ومن المقرر تطبيق قواعد إضافية لدعم العاملين من المنازل، مثل "التعويض عن الشعور بالوحدة"، مع فرض اجتماع إلزامي وجهاً لوجه مع المدير في العمل كل بضعة أشهر، وآخر لمساعدة أولياء أمور الأطفال الصغار، بمنحهم الحق في العمل من المنزل بوجود أطفال تحت سن 8 سنوات.

العمل عن بعد

ومنذ جائحة كورونا، أصبح مشهد العمل من المنزل حالة طبيعية، بعد أن تحول الحديث في بداية انتشار الجائحة عن صعوبة التأقلم مع العمل من البيت، إلى الكثيرين الذين يجدون صعوبة في العودة للعمل من مكاتبهم، بل إنهم مستعدون للتنازل عن جزء من راتبهم مقابل إعفائهم من التنقل.

موقع وكالة أمريكية قال، في أغسطس/آب 2021، إن استطلاع رأي جديد أشار إلى أن كثيراً من الأمريكيين على استعداد لتلقي رواتب أقل من رواتبهم السابقة أو التخلي عن بعض أيام إجازاتهم أو حتى زيادة ساعات العمل في وظائفهم ما دامت توفِّر خيار العمل بالكامل عن بُعد.

جاء ذلك بعد أكثر من عام من سيادة نموذج العمل من البيت بشكل كامل أو جزئي في عديد من قطاعات العمل الخاصة بذوي الياقات البيضاء (موظفي المكاتب والمديرين)، وعلى الرغم من الانتشار الأخير لسلالة دلتا كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن أصحاب العمل بدأوا محاولاتهم لإعادة الموظفين إلى المكاتب.

كما أن شركات كبرى عبرت عن إعجابها الكبير بقدرة الموظفين على العمل عن بُعد، وتوقع بعضها بقاء بعض عادات العمل الجديدة بعد انتهاء الجائحة. وفق تقرير الوكالة الأمريكية، فإن المدير التنفيذي لشركة آبل تيم كوك قال إنه لا يعتقد أن شركة آبل "ستعود إلى ما كانت عليه، لأننا وجدنا أن هناك بعض الأشياء التي تعمل بشكل جيد فعلياً".